تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و "إنَّ": حرفُ جوابٍ، بمعنى: "نَعَمْ"، يقال لك: "هل جاءَ زُهَيرٌ؟ " فتقولُ: "إنَّهُ"، قال الشاعر:

*بَكَرَ العَواذلُ، في الصَّبُو * حِ، يَلُمْنَني وَأَلومُهُنَّهْ*

*وَيَقُلْنَ: شَيْبٌ قَدْ عَلاَ * كَ، وَقَدْ كَبِرْتَ، فَقُلْتُ: إِنَّهُ*

والهاءُ، التي تلحقه، هي هاءُ السَّكت، التي تُزادُ في الوقف، لا هاءُ الضمير ولو كانت هاءَ الضمير لثبتت في الوصل، كما تثبتُ في الوقف. وليس الأمرُ كذلك، لأنك تحذفها إن وصلتَ، يقال لك: "هل رجعَ أُسامةُ؟ " فتقولُ: "إنّ" يا هذا، أي: نعم، يا هذا قد رجع. وأيضاً قد يكون الكلام على الخطاب أو التكلم، والهاءُ هذه على حالها، نحو: "هل رجعتم؟ "، فتقولُ: "إنَّهُ"، وتقولُ: "هل نمشي؟ " فتقول: "إنَّهْ". ولو كانت هذه الهاءُ هاءَ الضمير، وهي للغيبة، لكان الكلامُ فاسداً.

(2/ 59)


و "إنَّ"، الجوابيّةُ هذه، منقولةٌ عن "إنَّ" المؤكدة، التي تنصبُ الاسمَ وترفع الخبر، لأن الجوابَ تصديقٌ وتحقيق، وهما والتأكيد من باب واحد.
و "لا وكَلاَّ": تكونانِ لنفي الجواب. وتُفيدُ "كَلاَّ"، مع النفي، رَدعَ المُخاطبِ وزجرَهُ. تقولُ لِمنْ يُزَيَّنُ لك السوء ويُغريكَ بإتيانهِ: "كَلاَّ"، أي: لا أُجيبُكَ إلى ذلك، فارتدعْ عن طلبك.
وقد تكونُ "كَلاَّ" بمعنى: "حَقاً"، كقولهِ تعالى: "كلاَّ، إنَّ الإنسانَ لَيَطغى أنْ رآه استغنى".
3 - حرفا التفسير
وهُما: "أيْ وأن". وهُما موضوعانِ لتفسيرِ ما قبلهما، غيرَ أنَّ "أيْ" تُفسَّرُ بها المُفرداتُ، نحو: "رأيتُ ليثاً، أي: أسداً"، والجُمَلُ، كقول الشاعر:
*وَتَرْمينَني بالطَّرْفِ، أَيْ، أَنتَ مُذْنِبٌ * وَتَقْلينني، لكِنَّ إِيَّاكِ لا أَقلي*
وأمّا "أنْ" فتختصُّ بتفسير الجُمَلِ. وهي تقعُ بينَ جملتينِ، تتضمَّنُ الأولى منهما معنى القولِ دونَ أحرفهِ، كقوله تعالى: {فأوحينا إليه، ان اصنَعِ الفُلكَ}، ونحو: "كتبتُ إليه، أنِ تحضرْ".
4 - أحرُفُ الشَّرْطِ
وهي: "إنْ وإذْ ما" الجازمتانِ، و "لَوْ ولولا ولوما وأمّا ولمَّا". و "لَوْ" على نوعين:
1 - أن تكونَ حرفَ شرطٍ لِمَا مضى، فتُفيدُ امتناعَ شيءٍ لامتناعِ غيرهِ: وتُسمّى حرفَ امتناع لامتناع، أو حرفاً لِما كانَ سيقعُ لوقوعِ غيره. فإن قلتَ: "لو جئتَ لأكرمتُكَ"، فالمعنى: قد امتنعَ إكرامي إياكَ لامتناع مجيئك، لأنَّ الإكرامَ مشروطٌ بالمجيءِ ومُعلَّقٌ عليه. ولا يَليها إلا الفعلُ الماضي صيغةً وزماناً، كقوله تعالى: {ولو شاءَ رَبُّكَ لجعلَ الناس أُمةً واحدةً}.
(2/ 60)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير