[مع التحية إلى أحمد الفقيه]
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 05:49 م]ـ
جرى النقاش في الموضوع الذي تفضل بابتدائه الأستاذ أحمد الفقيه وكان من ذلك القول في الفصل بين إن الشرطية وفعلها، وكنت عرضت لهذا في كتاب (الجملة الشرطية) ورأيت أن أعرضه للمنتدين لعل فيه فائدة:
(1)
2 - ولاية الفعل الأداة:
عرض سيبويه لهذه القضية في فصل (هذا باب الحروف التي لا تَقَدَّم فيها الأَسماءُ الفعل) [1] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn1)، ويرجع عدم تقدم هذه الأسماء إلى أنه (لا يجوز أن نفصل بين الفعل والعامل فيه بالاسم، كما لا يجوز أن تفصل بين الاسم وبين إنَّ وأخواتها بفعل) [2] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn2) من هذا، الحروف الجازمة (لم)، و (لا الناهية) [3] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn3). أما ادوات الشرط فيقول عنها: (واعلم أن حروف الجزاء يقبح أن تتقدم الأسماء فيها الأفعال، وذلك لأنهم شبهوها بما يجزم مما ذكرنا) [4] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn4).
ويتابع النحاة سيبويه في القول بوجوب ولاية الفعل لها [5] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn5). ولكنهم يختلفون في اتفسير ما يخالف هذه القاعدة وذلك حينما يكون الاسم بين الأداة والفعل.
يذهب سيبويه إذن إلى أن الأدوات الجازمة مثل (لم) لا يجوز أن تفصل عن الفعل، لأنه لا يجوز الفصل بين العامل والمعمول [6] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn6). وقياسا عليه فإنه (يقبح) تقدم الاسم على الفعل في جملة الشرط، فلا
يفصل بين أداة الشرط والفعل [7] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn7). وعبر سيبويه بقوله (يقبح)، لأن ذلك لم يصل إلى درجة الامتناع، وعدم الجواز، فهو يقرر أن هذه الظاهرة جائزة في مستوى معين من الاستخدام، وهو الشعر [8] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn8). ويعلل سيبويه لذلك بأن أداة الشرط تختلف عن أدوات الجزم الأُخرى نحو: (لم) من جهتين: إحداهما أن الفعل بعدها قد يكون مضارعا أو ماضيا، بينما لا يجوز أن يكون بعد لم إلا مضارعا [9] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn9). والجهة الأُخرى أن الأدوات – غير (إنْ) – قد تفارق الجزم حينما تخرج عن الدلالة الشرطية فبعضها قد يكون ما يطلق عليه (أسماء موصولة) [10] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn10)، وقد تكون أدوات استفهام [11] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn11).
[1] (http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref1) سيبويه، الكتاب 3: 110.
[2] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref2) م. ن.، ص. ن.
[3] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref3) سيبويه، الكتاب 3: 111.
[4] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref4) سيبويه، الكتاب 3: 112.
[5] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref5) منهم: الأخفش (معاني القرآن 217)، المبرد (المقتضب 2: 74)، ابن السراج (أصول النحو2: 164، 2: 241)، النحاس (إعراب القرآن 69، 1236 – 1237)، الفارسي (الإيضاح 320)، الزبيدي (الواضح 95)، الرماني (معاني الحروف 74)، الهروي (الأزهية 213)، القيسي (مشكل إعراب القرآن 1: 66، 1: 356، 2: 219، 2: 264، 2: 316، 2: 435)، الجرجاني (المقتصد 165)، الزمخشري (المفصل 323)، ابن الشجري (الأمالي 1: 33، 1: 278)، ابن الخشاب (المرتجل 216، 221)، الأنباري (البيان 1: 115، 2: 97، 2: 383)، العكبري (التبيان 1: 395)، ابن يعيش (شرح المفصل 9: 9)، ابن مالك (التسهيل 236)، الرضى (شرح الكافية 2: 262، 2: 390)، أبوحيان (الارتشاف 806)، المرادي (الجني الداني 278).
[6] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref6) سيبويه، الكتاب 3: 111.
[7] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref7) سيبويه، الكتاب 3: 112.
[8] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref8) م. ن.، ص. ن.
[9] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref9) سيبويه الكتاب 3: 112.
[10] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref10) نفضل أن نطلق على (من) و (ما) مصطلح (ضمائر موصولة) أو (ضمائر وصل).
[11] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref11) سيبويه، الكتاب 3: 112.
-يتبع-
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 05:51 م]ـ
(2)
¥