[المثنى و بعده الفعل المفرد في الشعر. سؤال للأفاضل]
ـ[إياس]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 01:13 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
"إذن ما بالُ ذي العينيـ ... ـنِ قد غارتْ لِما تأرقْ"
سؤالي: هل يجوز أن نقول غارت بدل غارتا؟
ـ[الحامدي]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 02:55 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولا: هل تتفضل بذكر نسبة البيت، أي قائله؟.
ثانيا: لعله أفرد الفعل مراعاة لاسم الإشارة؛ لأن (ذي) اسم إشارة للمفرد المؤنث القريب، ويعضد ذلك اقتران الفعل بتاء التأنيث الساكنة.
ثالثا: وبناء على ذلك، فلعل السؤال الصحيح هو: لم أشار إلى المثنى باسم الإشارة المفرد في قوله (ذي العينين)؟.
وفي هذه المسألة الأخيرة بحث ينظر في مظانه، حيث وردت فيها أقوال وشواهد.
ثم أشير إلى أن وجه الكلام السليم هو أن يقول -دون اعتدادنا بالوزن-: (ما بال تينِ العينين قد غارتا) بالتثنية والتأنيث في اسم الإشارة والفعل.
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 07:48 ص]ـ
خروج الكلام عن مقتضى الظاهر
وضع المثنى موضع المفرد بسبب التلازم الوثيق
استخدام المفرد للدلالة على المثنى أو وضع المثنى موضع المفرد بسبب التلازم الوثيق بينهما واحد من الأساليب البلاغية العربية المتقدمة في علم المعاني التي يخرج فيها الكلام عن مقتضى الظاهر.
ومن القواعد المعروفة لدى علماء اللغة أنه إذا كان الاثنان لا ينفرد أحدهما من الآخر جاز توحيد الصفة فتقول: عينان ضخمةٌ وضخمتان، لأن اللفظ الواحد يدل على الاثنين إذا كانا لا يفترقان.
ومثله قول الشاعر: "وعيناي في روضٍ من الحسن ترتع"، حيث وقع المثنى وهو عيناي في موضع المفرد، لأن خبره ترتع، وليس فيه ضمير اثنين. وذلك لأن العينين تصطحبان ولا تفترقان، ولأن حكمهما حكم حاسةٍ واحدة، ولا تكاد تنفرد إحداهما برؤيةٍ دون الأخرى، فاكتفى بضمير الواحدة. وأنت تقول: عيني لا تنام، أي: عيناي.
وقال الشاعر: "كلا أبويكم كان فرع دعامة" وذلك للتلازم الوثيق بين الأبوين.
ومنه في القرآن الكريم:
قال تعالى: "يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ" (التوبة 62). ولم يقل تبارك وتعالى: "أحق ان يرضوهما".
لأن إرضاء الله تبارك وتعالى إرضاء لرسوله عليه الصلاة والسلام وبالعكس، والدليل قوله تعالى: "مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا" (النساء 80).
وقال تعالى: "فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى" تشقى مفرد بالرغم من أن المخاطب ادم وحواء عليهما السلام وذلك للتلازم الوثيق بينهما.
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 10:14 ص]ـ
حُيّيت أخي منذرا
ألا يدخل في سبب إفراد الفعل "تشقى" عند خطاب الله سبحانه وتعالى لآدم وحواء سبب آخر وهو مراعاة الفاصلة القرآنية؟
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 12:16 م]ـ
أخي طارق،
أشكرك على هذه الملاحظة القيمة، لكنني أعتقد أن التلازم الوثيق هو السبب الوحيد والأساس في أسلوب دلالة الواحد على الاثنين ووضع المثنى موضع المفرد في هذه الآية الكريمة، غير أن هذا الكلام لا يمنع أن يكون أسلوب الفاصلة القرآنية هو السبب وراء اختيار هذا الأسلوب البلاغي الخاص دون الأسلوب الاعتيادي العام.
ودمتم بكل خير
منذر أبو هواش
ـ[إياس]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 02:39 م]ـ
شكرا للإخوة الأكارم جزيل الشكر
أقول لأخي الكريم ما وجه الصحة و ما حكمه في الإشارة إلى العينين بذي مع أنه مفرد و اللفظة مثنى و هل الأصح أن نقول تي أم ذي؟ و حبذا لو تدعم بشواهد و أقوال العلماء أو تدلني على كتب تفصل المسألة.
و بخصوص التلازم يبدو منطقيا بلاغيا فهل هناك مراجع تكلمت عنه و هل يوجد أقوال لعلماء البلاغة حوله؟
و بالنسبة لكلا و كلتا فحكمهما خاص و لا ينطبق على البيت
جوزيتم خيرا و لو دللتموني على مرجع جيد فيه تفصيل فلكم كل الشكر
ـ[منذر أبو هواش]ــــــــ[13 - 04 - 2009, 06:52 م]ـ
و بخصوص التلازم يبدو منطقيا بلاغيا فهل هناك مراجع تكلمت عنه و هل يوجد أقوال لعلماء البلاغة حوله؟
انظر "شرح الرضى على الكافية"
http://islamport.com/w/lqh/Web/1080/1342.htm
ـ[إياس]ــــــــ[14 - 04 - 2009, 09:49 ص]ـ
باركك الله أخي الكريم و زادك علما