تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[آداب طالب العلم]

ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 03:20 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

بدا لي أن أفتح هذه النافذة ليشارك الجميع فيها، محاولين الانتفاع بما يطرح فيها من آداب وأخلاق، لا ينبغي أن تنفك عن طالب العلم، وإلا فمَن طلب العلم بغير أدب ما نفعه الطلب وكان علمه شرًّا عليه وندامة.

ومن أول تلك الآداب:

أولا: إخلاص النية:

فليكن قصدنا وجه الله والدار الآخرة، ولنحذرالرياء، وحب الظهور والاستعلاء على الأقران فقد قال رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ " رواه النسائي (2654) وحسنه الألباني في صحيح النسائي.

ثانيًا: دوام المراقبة:

فعلى طالب العلم أن يراقب الله تعالى في السر والعلن، سائراً إلى الله بين الخوف والرجاء، فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر، فأقبل على الله بكليتك، وليمتلئ قلبك بمحبته، ولسانك بذكره، والاستبشار والفرح والسرور بأحكامه وحِكَمِه سبحانه.

وأكثر من دعاء الله في كل سجود، أن يفتح عليك، وأن يرزقك علماً نافعاً، فإنك إن صدقت مع الله، وفقك وأعانك، وبلغك مبلغ العلماء الربانيين.

منقول بتصرف

ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 03:26 م]ـ

ثالثًا: الصبر:

أيها الأخ الكريم .. إن طلب العلم من معالي الأمور، والعُلا لا تُنال إلا على جسر من التعب. قال أبو تمام مخاطباً نفسه:

ذريني أنل ما لا يُنال من العُلا * فصَعْبُ العلا في الصعب والسَّهْلُ في السَّهل

تريدين إدراك المعالي رخيصة * ولا بد دون الشهد من إبَر النحل

وقال آخر:

دببت للمجد والساعون قد بلغوا ... جُهد النفوس وألقوا دونه الأُزرا

وكابدوا المجد حتى ملَّ أكثرُهُم ... وعانق المجد من أوفى ومن صبرا

لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله ... لن تبلغ المجد حتى تَلْعَقَ الصبِرا

فاصبر وصابر، فلئن كان الجهاد ساعةً من صبر، فصبر طالب العلم إلى نهاية العمر.

قال الله – تعالى -: {يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} سورة آل عمران، آية 200.

ـ[أبو عمار الكوفى]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 03:40 م]ـ

رابعًا: التأدب مع الشيخ:

بما أن العلم لا يؤخذ ابتداءً من الكتب، بل لابد من شيخ تتقن عليه مفاتيح الطلب؛ لتأمن من الزلل، فعليك إذاً بالأدب معه، فإن ذلك عنوان الفلاح والنجاح، والتحصيل والتوفيق.

فليكن شيخك محل إجلال منك وإكرام وتقدير وتلطف، فخذ بمجامع الأدب مع شيخك في جلوسك معه، والتحدث إليه، وحسن السؤال والاستماع، وحسن الأدب في تصفح الكتاب أمامه، وترك التطاول والمماراة أمامه، وعدم التقدم عليه بكلام أو مسير أو إكثار الكلام عنده، أو مداخلته في حديثه ودرسه بكلام منك، أو الإلحاح عليه في جواب، متجنباً الإكثار من السؤال لا سيما مع شهود الملإ؛ فإن هذا يوجب لك الغرور وله الملل، ولا تناديه باسمه مجرداً، أو مع لقبه بل قل: " يا شيخي، أو يا شيخنا ".

وإذا بدا لك خطأ من الشيخ، أو وهم فلا يسقطه ذلك من عينك، فإنه سبب لحرمانك من علمه، ومن ذا الذي ينجو من الخطإ سالماً.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: " تعلموا العلم، و تعلموا للعلم السكينة و الوقار، و تواضعوا لمن تعلمون منه " رواه الطبراني.

ومن جملة تلك الآداب:

1 - تواضع الطالب مع معلمه والتأدب معه واحترامه.

2 - عدم الخروج عن رأيه وتوجيهه.

3 - مشاورته.

4 - تحري رضاه.

5 - معرفة حق معلمه.

6 - عدم نسيان فضله.

7 - الدعاء له طيلة حياته عن ظهر الغيب.

8 - الصبر على ما لا يعجبه من معلمه

منقول بتصرف

وأنتظر من الإخوة الكرام المشاركة

ـ[السلفي1]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 05:13 م]ـ

بسم الله،

قلتُ: وبالله تعالى التوفيق والسداد ,

أخي الكريم المفضال أبا عمار, أحسنت , أحسن الله إليك , وجزاك الله تعالى خير الجزاء ,

فكم نحن في هذه الأيام بحاجة ماسة إلى مثل ما طرقتَ , إذْ انقلبت الموازين , فلم يعد يعلم

الطالب حق شيخه , ولا الصغير حق الكبير ,

وجهل الكثير جادة طلب العلم , فصار يتخبط , ولم يعد يعقل ولا يضبط ,

وإذا رزقه الله علمًا , ساء خلقًا , وإذا ناقش لم يرع أدب الخلاف ,

ولذا: أرجو من معاليكم تثبيت هذا الموضوع المهم , كي أدلو بدلوي عاجزًا متعلمًا ,

ولكم الشكر الجزيل , جزاك الله خيرًا ,

والله أعلم , وهو الموفق سبحانه ,

ـ[محمد عبد العزيز محمد]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 05:36 م]ـ

السلام عليكم

اللهم ارزقنا علما نافعا، وهب لنا أدب التعلم، اللهم أطل أعمار علمائنا؛ حتى نفيد منهم أكثر إفادة، فليس التعلم منهم مباشرة كالتعلم من الكتب.

نحن - أهل الفصيح - محظوظون بوجود نخبة من علماء العربية بيننا أسأل الله تعالى أن يديمهم بيننا؛ لنستظل بظلهم أظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، اللهم لا تحرمنا علمهم فنحن أحوج ما نكون إليه. آمين

أدعو إلى فتح نافذة جديدة لأستاذينا المتحاورين هناك ليقول كل منهم ما عنده ونحن المستفيدون.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير