تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 07:31 م]ـ

السلام عليكم

أخي ابن القاضي الكريم:

قلت:

والفريقان لا يجيزان حذف الفعل بعد نزع الخافض، إذ ما نزع الخافض إلا لإيصال الفعل إليه فكيف يحذف الفعل.

وأنا لم أقل بحذف فعل بعد نزع الخافض في جملة ليس فيها إلاّ الفعل مع ما تعلّق به من خافض

وإنّما أجزنا حذف الفعل الثاني المتكرّر في الذهن مع حرف الجر لدلالة الفعل السابق عليه , وهذا كثير في اللغة ومنه الشاهد المعروف:

امرر بأيُّهم أفضلُ، إنْ زيدٍ، وإنْ عمرٍو أي: إن مررت بزيدٍ وإن مررت بعمرٍو

فقد حذف الفعل ومتعلّقه الخافض , حرف الجر

ولمَ نسبعد الحذف هنا؟ والحذف شيْ وارد اعتاد عليه العرب في كلامهم من باب الاختصار التخفيف

والحذف ليس على عواهنه بل له شروط منها أمن اللبس , ووجود قرينة تدل عليه

والقرينة في شاهدنا موجودة , وهو الفعل بتعدّيه بحرف الجر أوّلا ثمّ بتعدّيه بنفسه مكررا كما أوضحت في المشاركة السابقة

فكأنّك قلت:

ركبت على الشجرة المكسورة , ركبت غصنها

فقد عدّيت الفعل في المرّة الثانية بنفسه فنصبت الاسم بعده على المفعوليّة , وقد حذفته لدلالة الفعل الأوّل عليه

أخي لم نمنع مثل هذا اللون من الحذف والتقدير؟ وقد أكثرت العرب من الحذف

وخاصة في باب المنصوبات: كما في أبواب. الإغراء , والتحذير والاختصاص , والذم والمدح والمفعوليّة المطلقة للفعل المحذوف , والنصب على المفعوليّة كذلك للفعل المحذوف

وقد عقد ابن هشام في المغني بابا واسعا في الحذف على أنواعه منه حذف حروف المعاني , والأفعال , والجمل والأسماء بما لا يتسع المجال لبيانه والتدليل عليه

فلا نحجّرنّ واسعا

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير