تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[خطبة من يفيدنا]

ـ[عمرو بن كلثوم]ــــــــ[17 - 10 - 2010, 02:47 م]ـ

أرجو من لديه القدرة وما أكثرهم أن يضع تشكيل لأواخر الكلمات في هذه الخطبة وله مني الشكر الجزيل

حقوق النبي صلى الله عليه وسلم

الحمد لله الذي أوجب لرسوله حقوقا هي من لوازم الإيمان، وفضله وخصه بخصائص لا يشاركه فيها ملك ولا إنسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المتفرد بالوحدانية والكبرياء والسلطان، الذي له كل اسم حسن ووصف جميل، وهو الرحيم الرحمن، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، المبعوث إلى الإنس والجان. اللهم صل وسلم وبارك على محمد، وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان.

أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، فإن الله كتب الرحمة الكاملة للمؤمنين، فقال) وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ *الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (

فهذه الآيات الكريمة قد تضمنت ما يجب لهذا النبي الكريم من الحقوق التي لا يحصل ولا يتم الإيمان إلا بها، حقه الأصيل أن نؤمن به ونعترف بصدقه وأن كل ما جاء به حق لا ريب فيه، وأن نتبعه في أصول الدين وفروعه، ونقدم قوله وطاعته على طاعة كل أحد، ونعلم أنه لا يأمر إلا بالمعروف الذي هو الخير والهدى والبر والصلاح، ولاينهى إلا عن المنكر الذي هو كل شر وفساد وأعمال قباح، وأنه أحل لنا جميع الطيبات من المآكل والمشارب والملابس والمناكح وجميع التصرفات، وحرم كل خبيث من هذه الأشياء فرسالته احتوت على كل الكمالات، وكان دينه مبنيا على اليسر والسهولة، ورفع الأغلال قرة العيون وحياة القلوب، ووسيلة إلى كل خير وكمال، وعلينا أن نعزره بنصره ونصر شريعته في حياته وبعد مماته، فهو أولى بنا من أنفسنا في أمور العبد وحالاته، وعلينا أن نخضع لهديه ونقتدي به في جميع حركاته وسكناته، وعلينا أن نوقره بالإجلال والإكرام، والتوقير التام والاحترام، وأن يكون أحب إلينا من والدنيا وأولادنا ونفوسنا والناس أجمعين،

ومن تلك الحقوق الإكثار من الصلاة والسلام عليه في جميع الأوقات، وتجب الصلاة عليه في الخطبة والصلاة، وتتأكد في يوم الجمعة وليلتها، وفي أول الدعاء وآخره، وعند ذكر سيد المخلوقات، ومن سمع المؤذن قال مثل مايقول ثم قال: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، ومن صلى على النبي صلى الله عيه وسلم حلت عليه شفاعته- صلى الله عليه وسلم، وأولى الناس به وأحقهم بشفاعته أعظمهم إخلاصا لله، وأكثرهم صلاة وسلاما عليه. ومن دخل المسجد فليقل: بسم الله والصلاة والسلام على رسوله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، وعند الخروج يقول ذلك ويقول: وافتح لي أبواب فضلك. وما جلس قوم مجلسا ثم تفرقوا ولم يذكروا الله ويصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة يوم القيامة. ومن أكثر من الصلاة والسلام عليه كفاه الله همه وقضى حاجته وغفر له ذنبه، ومن صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفع له عشر درجات. وكل ذي بال حلي بذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أحل فيه البركة، وكل ذي بال لا يذكر الله فيه ولا يصلى فيه على النبي صلى الله عليه وسلم فهو أجذم ممحوق البركة، فالإكثار من الصلاة عليه فيها غفران الزلات، وتكفير السيئات و إجابة الدعوات، وقضاء الحاجات وتفريج المهمات و الكربات، وحلول الخيرات والبركات، و رضى لرب الأرض والسماوات، وهي نور لصاحبها في قبره، منجية من الشرور والآفات، وفيها القيام ببعض حقه وتنمية محبته في القلب التي هي من أشرف القربات وهي من أسباب الهداية إلى صراط مستقيم، وهي دعاء وسؤال للرب الرحيم

((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا))،

منّ الله علي وعليكم بمعرفة نبينا والقيام بحقه والاقتداء به في كل حال، وثبتنا بالقول الثابت على سنته في الحال والمآل، وحشرنا في زمرته، وأدخلنا في شفاعته، وأوردنا حوضه العذب الشهي الزلال، إنه جواد كريم واسع النوال.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير