تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عندي استفسار عن كلام الخضري وعياس حسن وفقكم الله]

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[24 - 10 - 2010, 07:46 م]ـ

السلام عليكم:

جاء في النحو الوافي لعباس حسن:

فالأصل فى مرجع الضمير أن يكون سابقًا على الضمير وجوبًا. وقد يُهْمل هذا الأصل لحكمة بلاغية ستجئ. ولهذا التقدم صورتان.

الأول: التقدم اللفظى أو الحقيقى؛ وذلك بأن يكون متقدمًا بلفظه وبرتبته. معًا؛ مثل: الكتابُ قرأته، واستوعبت مسائله. والأخرى: التقدم المعنوى ويشمل عدة صور؛ منها:

(1) أن يكون متقدمًا برتبته مع تأخير لفظه الصريح، مثل نسق حديقتَه المهندسُ. فالحديقة مفعول به، وفى آخرها الضمير، وقد تقدمت ومعها الضمير على الفاعل مع أن رتبة الفاعل أسبق.

(2) أن يكون متقدمًا بلفظه ضمنًا، لا صراحة، ويتحقق ذلك بوجود لفظ آخر يتضمن معنى المرجع الصريح، ويرشد إليه؛ ويشترك معه فى ناحية من نواحى مادة الاشتقاق. مثل قوله: تعالى: {اعْدِلوُا؛ هو أقربُ للتقوى} فإن مرجع الضمير: "هو" مفهوم من "اعدلوا"؛ لأن الفعل يتضمنه، ويحتويه، ويدل عليه، ولكن من غير تصريح كامل بلفظه؛ إنه "العدل" المفهوم ضمنًا من قوله: "اعدلوا" واللفظان: "اعدلوا" و "العدل" مشتركان فى المعنى العام. وفى ناحية من أصل الاشتقاق. ومثل هذا: "من صدق فهو خير له، ومن كذَب فهو شر عليه" فمرجع الضمير فى الجملة الأولى "الصدق"، وهذا المرجع مفهوم من الفعل: "صَدَق". كما أن مرجع الضمير فى الجملة الثانية هو: "الكذب"، وهو مفهوم من الفعل: "كَذَب" وكلا الفعلين قد اشتمل على المرجع ضمنًا لا صراحة، لاشتراكهما مع المرجع الصريح فى معناه وفى ناحية من أصل الاشتقاق ... ومن ذلك أن تقول للصانع: أتقنْ؛ فهو سبب الخير والشهرة. أى: الإتقان، وتقول للجندى: اصبِرْ؛ فهو سبب النصر، أى: الصبر.

(3) أن يسبقه لفظ ليس مرجعًا بنفسه ولكن نظير للمرجع (أى: مثيله وشريكه فيما يدور بشأنه الكلام)، مثل: لا ينجح الطالب إلا بعمله، ولا ترسب إلا بعملها. ومثل قوله تعالى: {وما يُعَمَّرُ من مُعَمَّر ولا يُنْقَصُ مِنْ عُمُره إلا فى كتاب ... }، أى: من عمر مَعَمَّر آخر.

(4) أن يسبقه شىء معنوى (أى: شىء غير لفظى) يدل عليه، كأن تجلس فى قطار، ومعك أمتعة السفر، ثم تقول: يجب أن يتحرك فى ميعاده. فالضمير "هو" - فاعل المضارع: يجب - والضمير "الهاء" لم يسبقهما مرجع لفظى، وإنما سبقهما فى النفس ما يدل على أنه القطار. وقد فهم من الحالة المحيطة بك، المناسبة لكلامك، وهذه الحالة التى تدل على المرجع من غير ألفاظ تسمى: "القرينة المعنوية" أو "المقام".

ومثل هذا أيضًا أن تقول لمن ينظر إلى مجلة حسنة الشكل: إنها جميلة وقراءتها نافعة. فالضمير "ها" راجع إلى المجلة، مع أن هذا المرجع لم يذكر بلفظ صريح، أو ضمنى، أو غيرهما من الألفاظ، ولكنه عرف من القرينة الدالة عليه. ومثله أن تتجه إلى الشرق صباحًا فتقول: أشرقتْ، أو تتجه إلى الغرب آخر النهار فتقول: غَرَبتْ، أو: تَوارتْ بالحِجاب، تريد الشمس فى الحالتين، من غير أن تذكر لفظًا يدل عليها. ومثله: أن تقف أمام آثار مصرية فاتنة، فتقول: ما أبرعهم فى الفنون. تريد قدماء المصريين ... وهكذا.

وجاء في حاشية الخضري: واعلم أن ضمير الغائب لا بد من تقدم مرجعه لفظاً ولو بمادته كـ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ}

(المائدة: 8)

أي العدل المفهوم من اعدلوا. أو معنًى بأن يعلم من السياق نحو: وَلأبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحدٍ}

(النساء: 11)

أي الميت بقرينة ذكر الإرث حَتَى تَوَارَت بالحِجَابِ}

(ص:32)

أي الشمس بقرينة ذكر العشيّ والإلهاء عن ذكر ربه أي صلاة العصر ..

السؤال الأول: هل قول الخضري: (أو معنًى بأن يعلم من السياق) هو نفسه الذي يعنيه عنه عباس حسن بقوله: (أن يسبقه شىء معنوى (أى: شىء غير لفظى) يدل عليه، كأن تجلس فى قطار .. الخ)

السؤال الثاني: قال عباس حسن: (ن يسبقه لفظ ليس مرجعًا بنفسه ولكن نظير للمرجع (أى: مثيله وشريكه فيما يدور بشأنه الكلام) أين نجد مصدر ذلك من الألفية أو شروحاتها؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير