[سؤال عن كلام للشيخ الغلاييني]
ـ[السلمي الجزائري]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 09:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قال الشيخ الغلاييني في كتابه الدروس العربية (1/ 138) متكلما عن صلة الموصول الواقعة بعد -الذي-: أن تقع صلة الموصول بعده فلا يجوز تقديمها عليه، وكذلك لا يجوز تقديم شيء منها عليه أيضا ....
وضرب لذلك مثالا فقال: لا يقال (اليوم الذين اجتهدوا يكرمون غدا)
وإنما يقال: (الذين اجتهدوا اليوم)
فما مدى توافق هذا الكلام مع قوله تعالى ((فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون))؟؟؟
بارك الله فيكم
ـ[الباز]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 09:32 م]ـ
الأمر لا يحتاج لتوضيح أخي السلمي الجزائري ?
فالفرق كبير في المعنى بين الآية ومثال الشيخ الغلاييني.
الآية تخبر عن ضحك الذين آمنوا من الكفار يوم القيامة،
أما مثال الشيخ الغلاييني ففيه صيغة الشرطية أي: "من اجتهد اليوم يكرم غدا"
ولا يجوز بطبيعة الحال أن نقول: اليوم من اجتهد يكرم غدا
لأن السياق فيها يجعل الإكرام واقعا اليومَ (وغدا) وفي هذا تناقض واضح
أرجو أن أكون وفقت في إيصال الفكرة
ـ[السلمي الجزائري]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 10:30 م]ـ
بارك الله فيكم
لكن الشيخ في كتابه أجمل في كلامه ولم يخصص شرطية من غيرها
وحبذا لو راجعتم كلامه ...
ـ[الباز]ــــــــ[05 - 11 - 2010, 11:21 م]ـ
ليس عندي كتابه أخي السلمي
لكن جملة المثال واضحة في كونها شرطية ..
أما بخصوص الآية فقد جاء في التحرير والتنوير:
وتقديم «اليوم» على {يضحكون} للاهتمام به لأنه يوم الجزاء العظيم الأبدي
وقوله: {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون} في اتصال نظمه بما قبله غموض.
وسكت عنه جميع المفسرين عدا ابن عطية. ذلك أن تعريف اليوم باللام مع كونه ظرفاً منصوباً
يقتضي أن اليوم مراد به يومٌ حاضر في وقت نزول الآية نظير وقتِ كلام المتكلم إذا قال: اليوم يكون كذا،
يتعين أنه يخبر عن يومه الحاضر، فليس ضَحِك الذين آمنوا على الكفار بحاصل في وقت نزول الآية وإنما يحصل
يوم الجَزاء، ولا يستقيم تفسير قوله: {فاليوم} بمعنى: فيوم القيامة الذين آمنوا يضحكون من الكفار، لأنه لو كان
كذلك لكان مقتضى النظم أن يقال فيومئذ الذين آمنوا من الكفار يضحكون.
وابن عطية استشعر إشكالها فقال: "ولما كانت الآيات المتقدمة قد نيطت بيوم القيامة وأن الويل
يومئذ للمكذبين ساغ أن يقول: {فاليوم} على حكاية ما يقال يومئذ وما يكون" انتهى.
وهو انقداح زناد يحتاج في تَنَوُّرِهِ إلى أعواد.
فإمّا أن نجعل ما قبله متصلاً بالكلام الذي يقال لهم يوم القيامة ابتداء من قوله: {ثم يقال هذا الذي
كنتم به تكذبون} إلى هنا كما تقدم. وإمّا أن يجعل قوله: {فاليوم الذين آمنوا} مقول قول محذوف دل
عليه قوله في الآية قبله: {ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون}.والتقدير: يقال لهم اليومَ الذين آمنوا يضحكون منكم.
وقدم المسند إليه على المسند الفعلي في قوله: {الذين آمنوا من الكفار يضحكون} دون أن يقال: فاليوم يضحك
الذين آمنوا، لإِفادة الحصر وهو قصر إضافي في مقابلة قوله: {كانوا من الذين آمنوا يضحكون} أي زال استهزاء
المشركين بالمؤمنين فاليومَ المؤمنون يضحكون من الكفار دون العكس.
وتقديم {من الكفار} على متعلَّقه وهو {يضحكون} للاهتمام بالمضحوك منهم تعجيلاً لإِساءتهم عند سماع هذا التقريع.
وقوله: {من الكفار} إظهار في مقام الإِضمار، عُدل عن أن يقال: منهم يضحكون، لما في الوصف المظهر من الذم للكفار.
(وعندي أن هذا الأسلوب لا إشكال فيه البتة).
ـ[الشيخ كمال]ــــــــ[06 - 11 - 2010, 08:43 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قال الشيخ الغلاييني في كتابه الدروس العربية (1/ 138) متكلما عن صلة الموصول الواقعة بعد -الذي-: أن تقع صلة الموصول بعده فلا يجوز تقديمها عليه، وكذلك لا يجوز تقديم شيء منها عليه أيضا ....
وضرب لذلك مثالا فقال: لا يقال (اليوم الذين اجتهدوا يكرمون غدا)
وإنما يقال: (الذين اجتهدوا اليوم)
فما مدى توافق هذا الكلام مع قوله تعالى ((فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون))؟؟؟
بارك الله فيكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركات،
المثال الذي أورده الغلاييني هو (الذين اجتهدوا اليوم يكرمون غدا)، فاليوم ظرف متعلق بـ (اجتهدوا)، بمعنى أن الاجتهاد حاصلٌ اليوم، والفعل (اجتهدوا) صلة للموصول، فاليوم داخل في جملة صلة الموصول، فلا يجوز أن يتقدم على الموصول.
أما في قوله تعالى ((فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون))، فاليوم ليس داخلا في جملة الصلة، لأنه ليس متعلق بجملة الصلة (الذين آمنوا)، ليس المقصود الذين آمنوا في يوم القيامة يضحكون من الكفار؛ لأن الإيمان حاصل في الدنيا وليس يوم القيامة، وإنما اليوم هنا متعلق بالفعل يضحكون، والتقدير - والله أعلم - فالذين آمنوا يضحكون اليوم من الكفار.
¥