[تفعيلات جديدة .. أهي مقبولة في الميزان الصرفي؟]
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[02 - 11 - 2010, 11:05 م]ـ
قال الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف في مقال بعنوان "عبقرية الخليل بن أحمد في استنباط العروض":
"ولعل فكرة التفعيلة مأخوذة من الوزن الصرفي، لأننا نقول في الميزان الصرفي (كَتَبَ على وزن فَعَلَ) إلخ، فأخذ الفاء والعين واللام ووصل بهذه التفعيلة إلى أقصى قدر يمكن أن تكون عليه الكلمة.
الكلمة في العربية لا تبلغ بشيء ما أكثر من سبعة أحرف، وأكبر كلمة في اللغة العربية سبعة أحرف بالزيادة على الأصول، ولذلك نجد أن أقصى تفعيلة لديه سبعة أحرف وهي متفاعلن، وقيمة متفاعلن أو فاعلاتن أو مستفعلن ليست في أنها كلمة ذات معنى في المعجم (ليست كلمة معجمية)، بل تكمن في أنها تنظيم صوتي معين ".
والآن ما رأي علماء الصرف في التفعيلات التالية:
مستفعلاتن، فاعليّاتن، فعاليّاتن، مفعوليّتن
وكل منها يبلغ تسعة أحرف: هل ميزانها الصرفي مقبول؟ وإن كان مقبولا، فهل يتناقض ذلك مع قول الأستاذ الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف في أن أقصى تفعيلة لا تزيد عن سبعة أحرف؟
والتفعيلة الأولى صاغها حازم القرطاجني واستخدمها في تفعيل بحري المنسرح واللاحق. وأما التفعيلات الثلاث التالية فجاءت عن طريق التقليب، أي تدوير هذه التفعيلة على النحو التالي:
1 - مستفعلاتن (س س و س) نحو: مستعملاتٌ، مستقبلاتٌ
2 - فاعلياتن (س و س س) نحو: جامعيات، صابئيات.
3 - فعالياتن (و س س س) نحو: فعاليّاتٌ، هلاميات.
4 - مفعوليتن (س س س و) نحو: مخزوميةٌ، مفهوميةٌ
حيث (س) تشير إلى سبب خفيف، و (و) تشير إلى وتد مجموع.
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[03 - 11 - 2010, 07:16 م]ـ
وجدت أخي الدكتور عمر خلوف قد صاغ التفعيلة (فاعلياتن) واستعملها في موضعين، الأول في أحد أنساق بحر الرمل التي استدركها على الخليل، وهو النسق: فاعلاتن فاعلن فعلن
حيث جمع التفعيلتين الأخيرتين في تفعيلة واحدة هي (فاعلياتن)، والثاني حين جعلها ضربا آخر للمجتث على النحو: مستفعلن فاعلياتن وذلك في دراسته المعمقة عن اللاحق الخاص به.
تبقى التفعيلتان الأخريان، وليتني وجدت أحدا صاغهما أو استعملهما.
ولا زلت بانتظار من يبدي برأي في مدى موافقتهما للميزان الصرفي العربي.
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[03 - 11 - 2010, 08:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياك الله أخانا وأستاذنا سليمان.
أما كون الكلمة لا تبلغ بأحرف الزيادة أكثر من سبعة أحرف، فليس المقصود به كل زيادة، وإنما هو خاص بباب المجرد والمزيد من الأفعال والمصادر، فأقصى ما يبلغه الفعل ستة أحرف، وأقصى ما يبلغه الاسم (المصدر) سبعة أحرف. وقد يدخل في ذلك المشتقات. أما زيادات الجمع والإعراب والتعريف والتنوين والنسب وغير ذلك فلا تنضوي تحت ذلك بل قد يزيد بها الاسم عن سبعة أحرف.
فأقصى ما يبلغه الاسم من مادة (غفر) سبعة أحرف (استغفار)، أما استغفارٌ (وعروضيا استغفارن) فثمانية، واستغفاري (استغفاريين) بياء النسب المشددة والتنوين فعشرة، وكذلك استغفارات، وهكذا ....
وعلى ذلك ففاعلاتن من جهة الميزان الصرفي رباعية لا سباعية، لأن النون الساكنة الأخيرة تنوين ورسمت عروضيا، والألف والتاء زيادتا جمع. ومتفاعلن سداسية، ومستفعلاتن سداسية، وفاعلياتن رباعية، وكذلك فعالياتن، أما مفعوليتن فخماسية.
فهذه التفاعيل موافقة للميزان الصرفي بدليل ما تفضلت به من نظائر لها تكثر في الكلام.
فالخلل في كلام من قال أن الكلمة العربية لا تبلغ بشيء ما أكثر من سبعة أحرف، لا في مخالفة هذه التفعيلات المستحدثة لأوزان العربية.
والله أعلم.
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[03 - 11 - 2010, 09:40 م]ـ
جزاك الله كل خير يا شيخنا، لقد وجهتني بردك المفحم وجهة أتزود بها من درس الصرف بزاد وافر إن شاء الله. ولك منى تحيات بقدر ما أمكن للميزان الصرفي أن يخرج من أوزان، أو أزيد منها.