ـ[الشيخ كمال]ــــــــ[03 - 11 - 2010, 09:28 م]ـ
ليأذن لي أخي الحبيب على أن أدلي بدلوي، قبل أن يأتي بالقول الفصل، فليس لنا غنى عن رأيه.
كلمة جدكما المسبوقة بهمزة الاستفهام مصدر منصوب على أنه مفعول مطلق، قال سيبويه: ومثل ذلك في الاستفهام: أجدَّك لا تفعل كذا وكذا؟ كأنه قال: أحقا لا تفعل كذا وكذا؟
وهذا الكلام معناه أن الجملة بعد (أجدك) تقع خبرية، وليست طلبية، وتفسير التبريزي للبيت يقتضي أنها طلبية، والأمر ليس كذلك بدليل أن المضارع جاء بعدها مرفوعا، فمعنى البيت: أحقا لا تقضيان كراكما.
وأما من زعم أن فيها معنى القسم فهو الشلوبين، كما ذُكر في الهمع، وإنما قال ذلك معللا تقديمها؛ إذا الأصل أن نقول في ما كان بمعناها: أتفعلان ذلك حقا، فتؤخر المفعول المطلق المؤكد لمضمون الجملة، وأما سيبويه فعلل تقديمها بأنها مؤكدة لمضمون الجملة السابقة لا التالية، وذلك باعتبار أن هذه الكلمة وقعت جوابا لقولهما: لا نقضي كرانا، فكان الجواب: أتجدان ذلك جدا.
وأما قول الشاعر: أناديكما كيما تجيبا وتنطقا، فالراجح عندي أن ما زائدة، وليست مصدرية، وذلك لأن الفعل بعد (كي) جاء منصوبا، والعامل فيه أن مقدرة؛ فلو كانت ما مصدرية لكان الفعل مرفوعا، وعليه فـ (كي) تعليلية جارة كما ذكرت، والمجرور مصدر مقدر من أن المقدرة والفعل بعدها. والله أعلم.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[04 - 11 - 2010, 08:23 م]ـ
ليأذن لي أخي الحبيب على أن أدلي بدلوي، قبل أن يأتي بالقول الفصل، فليس لنا غنى عن رأيه.
كلمة جدكما المسبوقة بهمزة الاستفهام مصدر منصوب على أنه مفعول مطلق، قال سيبويه: ومثل ذلك في الاستفهام: أجدَّك لا تفعل كذا وكذا؟ كأنه قال: أحقا لا تفعل كذا وكذا؟
وهذا الكلام معناه أن الجملة بعد (أجدك) تقع خبرية، وليست طلبية، وتفسير التبريزي للبيت يقتضي أنها طلبية، والأمر ليس كذلك بدليل أن المضارع جاء بعدها مرفوعا، فمعنى البيت: أحقا لا تقضيان كراكما.
وأما من زعم أن فيها معنى القسم فهو الشلوبين، كما ذُكر في الهمع، وإنما قال ذلك معللا تقديمها؛ إذا الأصل أن نقول في ما كان بمعناها: أتفعلان ذلك حقا، فتؤخر المفعول المطلق المؤكد لمضمون الجملة، وأما سيبويه فعلل تقديمها بأنها مؤكدة لمضمون الجملة السابقة لا التالية، وذلك باعتبار أن هذه الكلمة وقعت جوابا لقولهما: لا نقضي كرانا، فكان الجواب: أتجدان ذلك جدا.
وأما قول الشاعر: أناديكما كيما تجيبا وتنطقا، فالراجح عندي أن ما زائدة، وليست مصدرية، وذلك لأن الفعل بعد (كي) جاء منصوبا، والعامل فيه أن مقدرة؛ فلو كانت ما مصدرية لكان الفعل مرفوعا، وعليه فـ (كي) تعليلية جارة كما ذكرت، والمجرور مصدر مقدر من أن المقدرة والفعل بعدها. والله أعلم.
بارك الله فيك يا شيخ كمال، فلقد أجبت فأحسنت، وما سيأتي إنما هو تأكيد لما تفضلت به.
أرى ما ذهب إليه التبريزي بعيدا، إذ إن تفسيره (والمعنى يا خليلي أفيقا من نومكما فقد طال ما نمتما وأني أقسم بحياتكما أن لا تتما نومكما) ضعيف لأن الجملة مصدرة بهمزة الاستفهام، والاستفهام لا يوافق المعنى الذي ذكره، إذ لا معنى لأن يقال (أوالله لا تقومُ؟، هل تالله لتفعلن كذا؟ ... إلخ)
وإنما المعنى الصحيح أنه ينكر عليهما طول نومهما متعجبا من ذلك ويوبخهما عليه، وبذلك يكون للاستفهام دلالته المقصودة في الأوجه الثلاثه (نزع الخافض، النصب على المصدرية للتأكيد، الحالية) وأما تقدم (جدكما) فالأظهر أنه لدخول همزة الاستفهام عليه إذ لها حق الصدارة.
وأما القول بأن ما مصدرية في نحو (أناديكما كيما تجيبا) فمردود بأن الفعل بعدها منصوب فما ناصبه؟ فإن قيل منصوب بأن مقدرة (وهو الأظهر) بطل القول بمصدرية ما، إذ لا تتوالى ما وأن المصدريتان وعليه تتعين زيادة ما، وإن قيل منصوب بكي تعين أيضا زيادة ما، وإنما يمكن القول بمصدرية ما بعد كي إذا كان المضارع بعدها مرفوعا.
تحياتي ومودتي.