ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 08 - 2005, 12:46 ص]ـ
كذلك أضع - للفائدة - هذا البحث الجيد لنفس الدكتور مسعد زياد في كتابه (الصرف) , ففيه إشارات جميلة وشائقة:
عمل المصدر:
يعمل المصدر عمل فعله فيرفع فاعلاً إن كان لازم، ويرفع فاعلاً وينصب مفعولاً به إن كان من فعل متعدٍ.
مثال المصدر الذي يرفع فاعلاً فقط: سرني صدقُ محمدٍ.
نحو: يعجبني اجتهاد أحمد.
المصدر: صدق واجتهاد وكلاهما مشتق من فعل لازم يأخذ فاعلاً ولا يتعدى إلى مفعول به. الأول: صَدَقَ، والثاني: اجتهد، ثم أضيف كل من المصدرين إلى فاعله الأول محمد والثاني أحمد، محمد وأحمد كل منهما مجرور لفظاً لأنه مضاف إليه، مرفوع محلاً لأنه فاعل، ومنه قوله تعالى
: {فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر} 42 القمر.
ومثال المصدر الذي يرفع فاعلاً وينصب مفعولاً به: قولك الخير صدقة.
المصدر: قَوْل مشتق من الفعل قال المتعدي لأنه يأخذ فاعلاً ومفعولاً به، ثم أضيف المصدر إلى فاعله وهو الكاف، ونصب المفعول به وهو " الخبر "، والمصدر مبتدأ وصدقة خبره.
ومنه قوله تعالى: {وأكلهم أموال الناس بالباطل} 161 النساء.
ومثاله نصبه لمفعولين قولنا: تعليمك الطفل القرآن منفعة له.
ونحو: إطعامك الفقير كسرة خبز صدقة.
المصدر: تعليم وإطعام، ومفعولي المصدر الأول الطفل والقرآن، ومفعولي المصدر الثاني: الفقير وكسرة.
شروط عمل المصدر:
يشترط في المصدر لكي يعمل عمل فعله الشروط التالية:
1 ـ صحة حلول فعله محله مسبوقاً بأن المصدرية مع الزمن الماضي أو المستقبل.
نحو: عجبت من محادثتك علياً أمسِ. التقدير: عجبت من أن حادثته أمس.
ويدهشني إرسالك الرسالة غداً. التقدير: يدهشني أن ترسل الرسالة غداً.
أو مسبوقاً بما المصدرية والزمن يدل على حال.
نحو: يسرني عملك الواجب الآن. التقدير: ما تعمله.
2 ـ أن يكون نائباً مناب الفعل.
نحو: احتراماً أخاك. فأخاك منصوب باحترام لنيابته مناب " احترام " وهو فعل أمر من أحترم الذي أخذ منه المصدر، كما أن المصدر مشتمل على ضمير مستتر فيه يعرب فاعلاً تماماً كما هو الحال في فعله الأمر، وفيه يجوز تقديم المصدر على معموله أو تأخيره عنه.
3 ـ ومن الشروط التي يجب توافرها في عمل المصدر أيضاً ألا يكون مصغراً فلا يجوز أن نقول: آلمني ضريبك الطفل الآن.
4 ـ وألا يكون مضمراً فلا يجوز أن نقول: احترامي لمحمد واجب وهو لأخيه غير واجب.
5 ـ وألا يكون محدوداً بتاء الوحدة، فلا يجوز أن نقول: سرتني سفرتك الرياض.
6 ـ وألا يكون موصوفاً قبل العمل، فلا يجوز أن نقول: نقاشك الحادُ أخاك.
7 ـ وألا يكون مفصولاً عن معموله بأجنبي، فلا يجوز أن نقول: أراضي لقاؤك مرتين محمداً.
8 ـ وألا يتأخر المصدر عن معموله، فلا يجوز أن نقول: أدهشني علياً مقاطعة خالد
ويغتفر أن يكون المعمول المتقدم على مصدره ظرفاً أو جاراً ومجروراً.
نحو: أبهجني مساءً حضورُ سعيد.
وأعجبني في المنزل تواجد أخيك.
9 ـ وألا يكون محذوفاً أو غير مفرد – مثنى أو جمع – ولا ما لم يرد به الحدث. ففي مثل: العلم مفيد. العلم مصدر ولكن لا يراد به الحدث لذلك فهو غير عامل.
فوائد:
1 ـ يعمل المصدر عمل الفعل لا لشبهة به، بل لأنه أصله، وهذا مذهب البصريين، لأنهم يقولون المصدر أصل الفعل، غير أن الكوفيين يقول بأصل الفعل والمصدر فرع منه.
2 ـ يختلف المصدر عن الفعل بأنه يجوز حذف فاعل المصدر ولا يجوز حذف فاعل الفعل. نحو: تكريم الفائزين يشجعهم على مواصلة الفوز.
فالمصدر: تكريم مضاف إلى مفعوله " الفائزين " والفاعل محذوف جوازاً، أي تكريمكم أو تكريم المعلمين.
3 ـ قد يعمل المصدر وإن لم يصلح للاستغناء عنه " بأن والفعل " أو " ما والفعل ".
ومن ذلك قول بعض العرب: " سَمْعُ أذني أخاك يقول ذلك ".
فسمع مبتدأ وهو مصدر مضاف إلى فاعله وهو " أذني " وأخاك مفعوله، وجملة يقول في محل نصب حال سدت مسد الخبر، والتقدير: سمع أذني حاصل إذ كان يقول، على حد ضربي العبد مسيئاً، ويمتنع التأويل بالفعل مع " أن " أو " ما " في هذا، لأنه لم يعرف مبتدأ خبره حال سدت مسد الخبر.
ـ[أبومصعب]ــــــــ[29 - 08 - 2005, 11:56 ص]ـ
بارك الله في الدكتور أبي طالب وجزاه الله خيرا على درره وفوائده
مسرور جدا بمروركم الكريم وتعليقكم
وعودة إلى قول أخينا الأهدل:
أخي الكريم (أبي مصعب) سلمك الله
لا اعتراض لدي وإنما أنت نصصت في قولك
(وزراعة ليس مصدرا زرع، يزرع، زرعًا)
تعني أن المصدر (زرعا) لا (زراعة) وأنها لا عمل لها
وقلت في كلامك الأخير
والفعل (زَرَع) مصدره (زَرْعٌ) و (زراعة) فرع عن المصدر
(زَرْعٌ) لما تقرر في هذا الأخير أنه أصل، وللزيادة في (زراعة)
ففهمت من قولك زراعة فرع عن المصدر أنها عاملة
وعلى هذا سألتك أي القولين أصح
ومشكلتي أني لا أعرف طريقة الاقتباس حتى أنقل النصوص كما هي
لك جزيل الشكر
أخي الكريم الأهدل، لا اعتراض على كلامي، إذا علمت أني اعتبرت (زرع) مصدرا أصليا و (زراعة) فرعا عنه
مع التحية الطيبة
¥