تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[دلاهما]

ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 08:22 م]ـ

أخوتي،:::،السلام عليكم:

ما المعاني التي وردت في اجتهاد العلماء في تفسير كلمة {دلاهما} في {دلاهما بغرور}؟ ومعانيها البلاغية؟

مشكورين أخوتي بارك الله فيكم

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 11:49 م]ـ

السلام عليكم

يقول الله تعالى: (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) [الأعراف: 22].

وفي الآية الكريمة سرد لما وقع من إبليس لآدم وحواء من إغراء وخداع بعد أنْ طرد الله تعالى إبليس من رحمته وأسكن آدم وزوجه الجنة، فوسوس إليهما إبليس وأقسم لهما كذباً أنّ الله تعالى ما حرّم عليهما الشجرة إلا خشية أن يُصبحا مَلَكَيْن أو خالدين لا يموتان. فوقعا في شِراكه وأكلا من الشجرة المحرّمة.

وأما (دلاهما) فمعناها: أنزلهما إلى أسفل، وهو من التدلية بمعنى النزول، أي: ما زال الشيطان يزيّن لهما الأكل من الشجرة المحرّمة حتى استجابا. وفي هذا التعبير (دلاهما) إيماء إلى أنّه أنزلهما من كمال الطاعة، ورفعتها إلى حضيض المعصية ونقصها. وعلى رأي بعض أهل العلم الذي شبّه التدلية هنا بإرسال الدلو في البئر لإزالة العطش بالماء، يكون التعبير من قبيل الاستعارة التمثيلية، حيث شبّهت صورة احتيال إبليس وإغرائه لهما حتى دفعهما إلى المحضور معتقدين أنّ فيه نفعاً لهما بصورة العطشان يدلي بالدلو إلى البئر ليروي عطشه.

وقد نبّه الدكتور السامرائي إلى الفرق بين قوله تعالى في الأعراف: (دلاهما)، وقوله في البقرة: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا) [البقرة: 36]. يقول: "والإزلال غير التّدلية، فإنّ الزلّة قد تكون في الموضع نفسه، وأمّا التدلية فلا تكون إلا إلى أسفل، ذلك أنّها من التدلية في البئر. فإذا دلّيت أحداً فقد أنزلته إلى أسفل، بخلاف الزلّة فقد لا تكون إلى أسفل. ومعنى (دلاهما): أنزلهما من مكان إلى مكان أحطّ منه" أ. هـ.

وخلاصة القول إنّه لمّا أخبر الله تعالى ببعض وسوسة إبليس لآدم وزوجه، سبّب عنهما ترجمتها بأنّها إهباط من أوج شرف إلى حضيض أذى وسرف، ولذلك قال: (فدلاهما)، أي: انزلهما عمّا كانا فيه من علوّ الطاعة مثل ما فعل بنفسه بالمعصية التي أوجبت له الهبوط من دار الكرامة.

والله أعلم

ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[23 - 09 - 2006, 01:57 م]ـ

أشكرك أستاذي الكريم لؤي الطيبي على هذا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير