تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{ .. وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ}

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 01:20 ص]ـ

{يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ.}: آل عمران - 114

سنقف عند: {و يسارعون في الخيرات}

يسارع إلى الشيء أي يرغب في الاستكثار منه. والمسارعة مستعارة للاستكثار من الفعل، والمبادرة إليه.

تأمل قوله تعالى: {يسارع في} حيث لم يقل {يسارع إلى}

يوجد في هذا المقطع جمال بلاغي, فالقرآن الكريم جاء بـ (في) للظرفية المجازية، ليرسم أمام الإنسان مشهدا حركيا يتجلى بتشبيه الخيرات بطريق يسير فيه السائرون، وهم مسرعون كي يقطعوا الطريق رغبة في الوصول إلى الهدف, دون أن يتملكهم شعور بملل وتثاقل, بل ينطلقون بكل خفة, إدراكا منهم بعظم قدر هذه الخيرات التي يسعون إلى تحقيقها.

ويستفاد من قوله تعالى {ويسارعون في الخيرات} ما يمتلكه هؤلاء المؤمنين من حرص شديد ومبادرة على فعل الخيرات كالسائر الذي يود السير إلى هدف ما فيُسرع في سيره شوقا إلى الوصول.

ـ[ماضي شبلي]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 11:35 م]ـ

حزاك الله خبرا

ـ[محمد ماهر]ــــــــ[30 - 09 - 2006, 11:49 م]ـ

جزاكم الله خيراً

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[02 - 10 - 2006, 12:20 ص]ـ

الأستاذ حجي إبراهيم الزويد - حفظه الله ..

تقبّل الله منا ومنكم الطاعات، وبارك الله فيكم أستاذنا على هذه اللفتة البيانية الماتعة ..

وإنّ في النفس لسؤال، أرجو أن أجد جوابه عندكم.

فقد صوّرتم بارك الله فيكم ذلكم المشهد الحركيّ بأنّه "يتجلى بتشبيه الخيرات بطريق يسير فيه السائرون، وهم مسرعون كي يقطعوا الطريق رغبة في الوصول إلى الهدف".

ولعلّه من الثابت في اللغة أنّ المسارع إلى الشيء قد يحصل له ما سارع إليه وقد لا يحصل، وذلك بخلاف المسابق، فإنّه لا يُقال في الغالب (سبق) إلا فيمن تحصّل له مطلوبه .. هذا هو الأكثر!

وعليه فلمَ عدل القرآن العظيم عن ذكر (المسابقة) وآثر عليها (المسارعة) في الآية؟ أعني لِمَ لَمْ يقل: "وسابقوا في الخيرات" بدلاً من: (وسارعوا في الخيرات)؟

ودمتم بحفظ الله ورعايته ..

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 08:01 م]ـ

الأخ الكريم: ماضي شبلي

شكرا لمتابعتكم واهتمامكم.

رعاكم الله ووفقكم.


الأخ الكريم محمد ماهر:

أشكر لكم متابعتكم وحضوركم.

دمت في رعاية الله.

ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[03 - 10 - 2006, 08:35 م]ـ
الأستاذ لؤي الطيبي - وفقه الله تعالى إلى كل خير.

يسعدني حضوركم.

أشكر لكم كلماتكم.

هذه الآية متصلة بآيات أخر:

المشهد الأول:

ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ
وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ {112}

المشهد اللثاني:

لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ {113} يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ {114}

في المشهد الأول يتجلى مبادرة قسم من أهل الكتاب إلى الشر, لعصيانهم الله وكفرهم بآياته, وقتلهم لأنبيائه.

لقد أراد القرآن أن يرسم مشهدا معاكسا لحركة المشهد الأول, فبينما نجد تجلي الكفر والاعتداء على حدود الله فيه, نجد في المشهد الثاني أناسا من أهل الكتاب يؤمنون بالله تعالى و يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات بكل صورها.

فالقرآن يريد أن يبين لنا فرط الرغبة في الخير, التي نستفيدها من {يسارعون في الخيرات} فالمسارعة تفيد المبادرة, مع الرغبة الشديدة, وهي تجسد لنا كمال الرغبة في فعل كل صنوف الخير.

فالمفردة (يسارع) تعريض باليهود لمبادرتهم إلى الشر, وخروجهم على تعاليم الله, حيث عصوه, واستمروا في اعتداءاتهم على أنبيائه. {يسارعون في الخيرات} تضعنا أمام مشهد مغاير للمشهد الأول جملة وتفصيلا.

فالمفردة (يسارع في الخيرات) توضح فرط الرغبة في عمل الخير والمبادرة إليه.

والله أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير