تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قال تعالى:"والله ورسوله أحق أن يرضوه"]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[20 - 10 - 2006, 03:06 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى:"والله ورسوله أحق أن يرضوه".

إذا تقدم الضمير أكثرُ من مرجع يصلح للتفسير فالأصل أن يعود الضمير على المرجع القريب وذلك بسبب منزلة المعنى وأهميته بين الضمير ومرجعه، وقد يعود على المرجع البعيد مع القرينة، كقوله تعالى "والله ورسوله أحق أن يرضوه" فالضمير في "يرضوه" عائد على لفظ الجلالة، لأن "أحق"خبر (مبني) على المبتدأ "الله" (المبني عليه) و" أن وصلتها " معمول (مطلوب) للخبر، ومرتبطتان معه، وعلى هذا فأصل الاّية هو الجملة التالية: والله أحق أن يرضوه ورسوله" وهذا يعني أن المعطوف"رسوله" ليس في مكانه الأصلي وإنما تقدم بحسب الأهمية المعنوية عدولا عن الأصل، وفصل بين المبتدأ وخبره من أجل أمن اللبس والهدف المعنوي، لأن مجيء الأصل يعني أن الرسول مطالب بإرضاء الله، أي أن"رسوله "معطوف على ضمير الرفع في "يرضوه" وهذا ليس مقصودا، بل المقصود أن يرضي المؤمنون الله والرسول معا، كما تم العدول من أجل الهدف المعنوي حيث يقرن الله سبحانه وتعالى بين مرضاته ومرضاة نبيه، ولولا هذا التقديم لفهم أن مرضاة الرسول الكريم ليست بهذه الأهمية، ولا نستطيع أن نعيد الضمير على المرجع القريب "الرسول" حتى لا نجعل لفظ الجلالة بلا خبر وهذا يفسد المعنى.

والله أعلم

ـ[أحلام]ــــــــ[20 - 10 - 2006, 04:47 م]ـ

جزاكم الله خيرا وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[20 - 10 - 2006, 11:44 م]ـ

الأخ الحبيب عزام - حفظه الله ..

بارك الله فيك أخي الكريم ..

علماً بأنّ هذه المسألة قد نوقشت من قبل من زاوية أخرى مغايرة، على هذا الرابط ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=9710) ..

ودمتم ..

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[28 - 10 - 2006, 08:12 ص]ـ

شكرا لأخي الحبيب لؤي ولجميع الأخوة وكل عام وأنتم بخير.

الذي يبدو لي بالنسبة لإفراد الضمير وعدم تثنيته أن الهدف منه عدم التسوية بين رضا الله ورضا رسوله- صلى الله عليه وسلم- لأن رضا الله أهم وأعظم، كما أن رضا الرسول الكريم مرتب على رضا الله، وليس العكس. كما جاء في كتاب "الفصول المفيدة في الواو المزيدة" قوله: جاء في صحيح مسلم أن خطيباً قام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى) فأنكر عليه -صلى الله عليه وسلم -إتيانه بالضمير المقتضي للتسوية وهو (هما) فأمره بالعطف، وإفراد اسم الله تعالى تعظيماً له وتقديم اسمه، لأن فيها الترتيب بالرتبة، إذ لا شك أن معصية الرسول مرتبة على معصية الله تعالى، وإن كان كل واحد منها يستلزم الأخرى ".

والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير