تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما الفرق؟]

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 08:26 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

أيها الأخوة الأفاضل:

قال تعالى: {وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ} هود / 67

وقال تعالى: {وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ}. هود / 94.

السؤال، لماذا جاء الفعل أخذ في الآية الأولى مذكرا، ولحقته تاء التأنيث في الثانية؟

الجواب:

لو دققنا النظر في الآيتين الكريمتين لوجدنا أن الفارق بينهما هو: تاء التأنيث التي لحقت الفعل. والتي هي من ناحية إعرابية لا محل لها من الإعراب.

وهذا يدل على أن الصيحة وهي لفظة مؤنثة جاز معها الوجهان تذكير الفعل وتأنيثه. على شرط أن تكون اللفظة وهي الصيحة مؤنثة تأنيثا مجازيا لا حقيقيا.

وهناك تعليلات أخرى منها ان ترك التأنيث للفصل بالمفعول وهو [الذين]. أي فصل بين الفعل والفاعل.

وتعليل ثالث وهو أن الصيحة هي مذكرة بمعنى الصياح، أي أخذهم الصياح.

ودمتم بخير

ـ[خالد مغربي]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 09:21 م]ـ

بوركت

وأهلا بعودتك نافعا منتفعا

تحياتي

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 09:24 م]ـ

بارك الله بكم

أهل بيت كريم

ـ[أبوعمار الأزهري]ــــــــ[09 - 11 - 2006, 10:37 م]ـ

بوركت يا غازي

وأنت

يامغربي لله درُّك، أوكلما دخلت موضوعًا وجدتك سابقًا إليه.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[10 - 11 - 2006, 08:46 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. وجزاك الله خيراً أبا محمد على هذا الطرح .. واسمح لي بتعقيب على ما تفضّلتَ به، وأرجو أن يتسع صدرك له مشكوراً ..

فإنّ الأوجه الثلاثة التي علّلتَ بها حذف التاء وإثباتها، يسهل نقضها .. ذلك أنّ الفصل بين الفعل والفاعل حدث في السورة نفسها في المرتين، ومع ذلك جاء الفعل مرة واحدة وقد اتصلت به تاء التأنيث .. وتأنيث (الصيحة) كان غير حقيقيّ في المرتين .. ثمّ إنّ الحمل على المعنى إنّما هو ترجيح من غير مرجّح .. فلماذا حمل في هذه المرة ولم يحمل في تلك؟

ولعلّك - أخي الكريم - قد حصرتَ همّك في السياق الأول، ولم تلتفت إلى السياق الآخر المماثل الذي وردت فيه (أخذ) وقد اتصلت بها تاء التأنيث .. ولذلك كان رأيك راجعاً إلى نقص في الاستقراء .. لأنّ الأسباب التي ذكرتَها لا تبيّن السبب المرجّح من وراء ذلك كلّه ..

وهذا السبب يمكن توضيحه كما يلي:

الأصل أنْ تتّصل تاء التأنيث بالفعل .. ويجوز - في اللغة - أن يُعرّى الفعل منها لأنّه قد بيّن الفعل والفاعل - المؤنث المجازي - بفاصل، وهو هنا المفعول به .. وهذا التعليل يصحّ على التعميم في كتابة البشر .. إذ يصل الكُتّاب تاء التأنيث بالفعل ويحذفونها اعتماداً على جواز ذلك، ودونما بحث عن علّة أخرى .. أما في القرآن الكريم فإنّ هذه العلّة لا تكفي وحدها .. إذ لا بدّ من علّة مرجّحة لاستعمال دون آخر .. ولولا ذلك لكان ممكناً أنْ تُحذف التاء من الفعل الذي اتصلت به، وأن تُلحق بالفعل الذي حُذفت منه .. وهذا غير جائز على قول الله تعالى .. لأنّ كلّ شيء فيه قد وُضع في مكانه سواء كان فعلاً أو اسماً أو حرفاً، وليس من شيء آخر يسدّ مكانه أو يغني عنه .. فالجواز في كلام البشر هو وجوب عندما يرد في القرآن لعلل تقتضي الوجوب ..

ولذلك يبقى السؤال الملحّ: ما العلّة من وراء حذف التاء في السياق الأول، وإثباتها في الثاني؟

لعلّ العلّة التي جعلت الفعل (أخذ) يُعرّى من التاء في الحالة الأولى هو أنّ الألفاظ التي سبقت الفعل كانت أسماء مذكّرة (إنّ ربّك هو القويّ العزيز) .. فكان النسق والجوار يقتضيان ذلك .. وهما قاعدتان معروفتان في النحو والبلاغة ..

أما في المرة الثانية التي اتصلت فيها تاء التأنيث بالفعل فقد كان ذلك لأنّ الاسم الظاهر الذي سبق الفعل كان اسماً مؤنّثاً (رحمة) .. فكان النسق والجوار هنا يقتضيان أن تثبت معه التاء، كما كان النسق والجوار قبلُ يقتضيان أن تُحذف التاء ..

والله أعلم ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير