تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ماالسر البلاغي في هذه الآية؟؟؟؟]

ـ[لآلئ]ــــــــ[27 - 01 - 2007, 11:57 ص]ـ

:::

إخوتي تحية وبعد:

تم نقاش في هذه الآية الكريمة (({عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} الإنسان6

حول استخدام حرف الجر (الباء) بدل (من) في قوله تعالى ((بها))

أرجو ممن لديه إفادة حول هذا الموضوع والسر البلاغي فيها

ألا يحرمنا منها

وجزاكم الله خيرا

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[28 - 01 - 2007, 03:03 ص]ـ

لقد أفاض الدكتور فاضل السامرائي في شرح هذه المسألة، في تفسيره لسورة الإنسان ..

ففي قوله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا) [الإنسان: 5 - 6]،

يقول حفظه الله: ورد في القرآن جمع الأبرار والبررة، ونلاحظ أنّ القرآن الكريم يستعمل الأبرار للناس المكلّفين ويستعمل البررة للملائكة ولم يستعملها للناس أبداً (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ * كِرَامٍ بَرَرَةٍ) [عبس: 15 - 16] .. لماذا؟ الأبرار هي من الصيغ المستخدمة لجموع القَلّة والناس قليل منهم الأبرار (قلة نسبية) مصداقاً لقوله تعالى: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) [يوسف: 103]، فاستعمل القَلّة النسبية بينما الملائكة كلهم أبرار فاستعمل معهم الجمع الذي يدلّ على الكثرة (بررة) ..

ثمّ قال تعالى: (يشربون من كأس كان مزاجها كافورا) والكأس هي الزجاجة التي فيها شراب، فإذا كانت فارغة تُسمّى زجاجة. وفي الآية ذكر تعالى صنفين من هؤلاء (الأبرار) الذين يشربون من كأس ممزوجة بالكافور، وقسم آخر هم (عباد الله) في قوله تعالى: (عيناً يشرب بها عباد الله)، والمقصود بعباد الله هنا المقرّبون حسب بعض المفسرين، وكلمة عبد الله هي أرفع وسام يصف الله تعالى به عبده فلمّا وصف تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم في أعلى مقام قال: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الإسراء: 1]، وقال في نوح عليه السلام: (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً) [الإسراء: 3] ..

إذن هناك نوعين من المكلّفين أولهم الأبرار، وهم يشربون من كأس كان مزاجها كافورا .. وثانيهم المقرّبون الذين يشربون من العين خالصة ..

في قوله تعالى: (يشربون من) عُدّى الفعل بـ (من) وفي المقرّبين عُدّى الفعل بـ (الباء): (عيناً يشرب بها عباد الله) وهذا يدلّ على أنّ جزاء المقربين أعلى من جزاء الأبرار ويقولون إنّ حسنات الأبرار سيئات المقرّبين، فكيف دلّ على ذلك؟ هناك جملة أمور تدلّ على ما ذكرنا:

أولاً: بالنسبة للأبرار يُؤتى بكأس يشربون منها، أما المقرّبون فيشربون بها، وهي تفيد الإلصاق بمعنى أقام بالعين وشرب بها فإذن صار التلذّذ بالنظر وبالشراب ..

ثانياً: الأبرار يشربون من كأس ممزوجة بالكافور وليست خالصة (يشربون من كأس كان مزاجها كافورا)، وهي تُمزج بقدر أعمالهم في الدنيا، أمّا المقرّبون فيشربون من العين صرفة خالصة ليست ممتزجة ..

ثالثاً: تعدية الفعل بـ (الباء) تدلّ على تضمين معنى روي به (يشرب به) بمعنى يرتوي به على خلاف الشرب الذي لا يدلّ على الإرتواء فالتعدية بالباء تدلّ على نزول في المكان والشرب الخالص والإرتواء منها ..

رابعاً: قال تعالى في عباد الله: (يفجّرونها تفجيرا)، بمعنى يُجرونها حيث شاءوا .. ويُقال في الآية أنّه معهم قضبان من ذهب في أيديهم يجرونها حيث شاءوا، وهذا يدلّ على أنّه ليس فيها عناء ولكنّها تتمّ بسهولة .. فهناك فرق بين جزاء الأبرار وجزاء المقرّبين ..

المصدر ( http://www.islamiyyat.com/insan.htm)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير