تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وسالت بأعناق المطي الأباطح]

ـ[سام جدا]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 07:49 م]ـ

هذه الإستعارة الجميلة والتي أكد جمالها عبدالقاهر وأنه يرجع إلى نظمها

هل لي أن أفهمها ما معنى كلمة المطي والأباطح حتى ترتسم الصورة كاملة في مخيلتي ..

وماذا أفادت التعدية في بأعناق؟

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 10:05 ص]ـ

السلام عليكم ..

المطيّ: هي الإبل ..

والأباطح: جمع بطحاء، وهي الوادي .. أو هي مسيل، أي: مكان للسيل واسع، فيه رمل وحصى دقيق ..

والاستعارة التي صيغ عجز البيت لتأديتها جميلة ودقيقة بحقّ .. وقد علّق عليها الإمام عبد القاهر وحلّلها وشرحها في (أسرار البلاغة)، وعدّها من الكلام الموجز الرائع البليغ .. ففي قول الشاعر: وسالت الأباطح .. سالت: استعارة، والأباطحُ: مجاز عقلي .. وأسند فعل السيلان إلى الأباطح (الوديان)، وجعلها فاعل السير والحركة السهلة السلسة الليّنة .. ونبّه بهذه الاستعارة على سرعة السير ووطاءة الظهر .. بمعنى حسن المركب الذي يركبونه، أي أنّ الإبل التي يركبونها مريحة في الركوب ..

وقوله بأعناق المطيّ، أي: بأعناق الإبل .. ولم يقل: سالت الأباطح بالمطيّ، لأنّ السرعة والبطء في سير الإبل يظهران غالباً في أعناقها، وتستند إليها سائر أجزائها في الحركة، وتتبعها في الثقل والخفّة .. وهذا وصف دقيق للسير السهل السريع، الذي يظهر في أعناق الإبل ..

وجملة الأمر أنّ الشاعر أسند فعل السيلان إلى الوديان، دون الإبل أو أعناقها، ليفيد أنّ الوديان امتلأت من الإبل .. كما أنّه أدخل الأعناق في السير لأنّ السرعة والبطء في سير الإبل يظهران غالباً في أعناقها .. وهذا المعنى الإجمالي لخّصه الخطيب القزويني بـ"أنّها – أي الإبل - سارت سيراً حثيثاً في غاية السرعة، وكانت سرعة في لين وسلاسة، حتى كأنّها كانت سيولاً وقعت في تلك الوديان، فجرت بها" .. ولولا أنّ الشاعر أورد هذا الشبه في هذه الصورة، لما نال عند الأدباء والنقّاد موقعاً من الحظوة والاستحسان ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير