" ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ "
ـ[السراج]ــــــــ[10 - 12 - 2006, 09:46 م]ـ
السلام عليكم وحمة الله وبركاته ..
ما الغرض من تقديم المسند على المسند إليه في الآية الكريمة:
" ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ "
ولكم عاطر التحايا ..
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 05:08 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
يرى الألوسي رحمه الله أنّ تقديم الخبر على المبتدأ في قوله تعالى: (لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ) للتخصيص .. والمعنى أنّ كلاً من كونهم مغلوبين أولاً وغالبين آخراً ليس إلا بأمر الله تعالى ..
ويرى ابن عاشور رحمه الله أنّ الموجب لتقديم الخبر على المبتدأ في قوله تعالى: (لِلَّهِ الْأَمْرُ) إنّما كان لإبطال تطاول المشركين الذين بَهَجَهُم غلب الفرس على الروم، لأنهم عبدة أصنام مثلهم لاستلزامه الاعتقاد بأنّ ذلك الغلب من نصر الأصنام عُبادَها، فبيّن لهم بطلان ذلك، وأنّ التصرف لله وحده في الحالين، كما دلّ عليه التذييل بقوله (يَنصُرُ مَن يَشَاء).
وقد يكون تقديم المجرور في قوله تعالى (ولله الأمر) قد ورد على تقدير الجواب بعد إرغام المكذّب وقهره ووقوع الأمر مطابقاً لأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم، وظهور ما كذب الجاحد به، فعند وضوح الأمر وظهور النصر الذي وعد به، كأن قد قيل: لمن الأمر ومن أهله؟ فجاء الجواب على ذلك فقيل: لله الأمر.
نظير هذا قوله تعالى: (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ)؟ ثمّ قال: (لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [غافر: 16]. فعند ظهور الأمر للعيان ومشاهدة ما قد كان خبراً، قيل لهم: (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ). ونظيره أيضاً قوله تعالى: (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ) [الجاثية: 36]، وقد تقدّم فيها قوله تعالى: (وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا) [الجاثية: 33]، وإنما ذلك يوم التلاقي والعرض عليه سبحانه، فعند المعاينة وزوال الارتياب كأن قد قيل لهم: لمن الحمد ومن أهله؟ فورد الجواب بقوله: (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ) .. فالآية كالآية، والمقدر المدلول عليه كالمنطوق، والإيجاز مستدعٍ لذلك ..
هذا والله تعالى أعلم ..
ـ[السراج]ــــــــ[11 - 12 - 2006, 05:52 ص]ـ
بارك الله فيك .. أخي لؤي
ـ[بلال عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 06:01 م]ـ
المتقدم دائما يكون محل تركيز واهتمام
فانت اذا قلت" الماء عذب" انك تريد ان تلفت الانظار الى الماء بغض النظر عن الحكم عليه اكان عذبا ام غير ذلك
اما لو قلت" عذب الماء" فالحكم لديك اولى
وكذلك في قوله تعالى "لله الامر"فاللام هنا افادت التملك وما دام ان الامر يتعلق
بملكية الامر فقبل ان ياتي المملك جاء الحكم عليه حتى لايظن ظان ان الملك لاحد غيره غز وجل