تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سؤال]

ـ[الفهدي]ــــــــ[13 - 01 - 2007, 07:48 م]ـ

قال تعالى: خَتَمَ اللهُ على قلوبِهِم وعلى سَمعِهم وعلى أبصارِهِم غِشاوة ..

السؤال: 1 - لماذا استخدم الله جمع الكثرة في قلوبهم؟

2 - لماذا أفرد الله سمعهم؟

3 - لماذا استخدم الله صيغة جمع القلة في أبصارهم؟

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[14 - 01 - 2007, 05:25 ص]ـ

قال ابن عاشور - رحمه الله - في التحرير والتنوير: "فلما عبّر بالسمع أفرد لأنّه مصدر بخلاف القلوب والأبصار، فإنّ القلوب متعدّدة والأبصار جمع بصر الذي هو اسم لا مصدر .. وإما لتقدير محذوف أي: وعلى حواسّ سمعهم أو جوارح سمعهم. وقد تكون في إفراد السمع لطيفة روعيت من جملة بلاغة القرآن هي أنّ القلوب كانت متفاوتة واشتغالها بالتفكّر في أمر الإيمان والدين مختلف باختلاف وضوح الأدلّة وبالكثرة والقلّة وتتلقّى أنواعاً كثيرة من الآيات فلكلّ عقل حظّه من الإدراك، وكانت الأبصار أيضاً متفاوتة التعلّق بالمرئيّات التي فيها دلائل الوحدانية في الآفاق وفي الأنفس التي فيها دلالة. فلكلّ بصر حظه من الالتفات إلى الآيات المعجزات والعبر والمواعظ فلمّا اختلفت أنواع ما تتعلّقان به جُمعت .. وأما الأسماع فإنّما كانت تتعلّق بسماع ما يلقى إليها من القرآن، فالجماعات إذا سمعوا القرآن سمعوه سماعاً متساوياً وإنّما يتفاوتون في تدبّره والتدبّر من عمل العقول. فلمّا اتحّد تعلّقها بالمسموعات جُعلت سمعاً واحداً" ..

وقال في موضع آخر: "ولعلّ إفراد السمع وجمع الأبصار جرى على ما يقتضيه تمام الفصاحة من خفّة أحد اللفظين مفرداً والآخر مجموعاً عند اقترانهما فإنّ في انتظام الحروف والحركات والسكنات في تنقّل اللسان سرّاً عجيباً من فصاحة كلام القرآن المعبّر عنها بالنظم" ..

ومن هذه الاعتبارات نفهم لماذا أفرد القرآن (السمع) وجمع (القلوب والأبصار) .. فالقلوب والأبصار متعلّقاتهما مختلفة، وطرقهما متباينة، ودلائلهما متفاوتة .. بخلاف السمع الذي لا يتعلّق إلا بشيء واحد وهو الأصوات ..

والله أعلم ..

ـ[الفهدي]ــــــــ[14 - 01 - 2007, 11:17 ص]ـ

أشكرك أخي العزيز لؤي الطيبي على هذا الجواب الشافي والكامل "ولله الكمال "

وأتمنى من الله العلي القدير أن يرفع شأن أمتنا أمة القرآن وأن يعزها بهِ إنه على ذلك قدير ...

أختصاراً لشرحك:

1 - القلوب: فلو جلس الإنسان يفكر في أمر ما ربما يأخذه تفكيره الى الماضي فيتذكّر حوادث الماضي, وقد يفكر في أمور تحدث في الوقت الحاضر وقد يذهب تفكيره إلى المستقبل فترى الناس يفكرون في مشاريع المستقبل على سبيل المثال أو في السنة الفلانية القادمة أنا أفعل كذا وكذا على هذا النحوِ فنستدل على إن التدبرَ بالقلب (التفكير) له مداه البعيد والغير محدود في إستقبال الأمور والعمل بها. لذلك قال تعالى: (على قلوبِهِم) فجمعها جمع كثرة.

2 - السمع: ماذا يتلقَّى عضو السمع؟ السمع يتلقّى الصوت فقط كصوت الكلام او أصوات كثيرة غير الكلام ولولا وجودُ الصوت لما استطاع عضو السمع أن يعملَ, لذلك قال تعالى: (وعلى سمعهم) ..

3 - الأبصار: خلق الله تعالى لكلِّ إنسانٍ العين التي يتم فيها الرؤية -الإبصار- وجعل لكل إنسان طاقة بصرية تختلف من إنسانٍ إلى آخر, فلو وقف شخصٌ في أرضٍ شاسعة ومدَّ بصره فأنه يرى لمسافة بعيدة لكنها محدودة كما هو معلوم لذلك جمعها الله جمع قلة لأنها محدودة فقال: (وعلى أبصارهم).

وهذا كلام الله العظيم الذي أنزل في القرآن وهذا ما توصّل إليهِ العلماء من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم ...

وهذا من تفسير الأستاذ الدكتور الفاضل: حسام الدين سعيد النعيمي / أستاذ علوم اللغة العربية في جامعة الشارقة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير