تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الفصيح والأفصح في القرآن]

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[12 - 02 - 2007, 07:27 ص]ـ

:::

هل يوجد في القرآن الفصيح والفصح؟

الجواب:

جاء في كتاب: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد شمس الدين الشامي:

الثامنة: قال البارزي في أول كتابه "أنوار التحصيل في أسرار التنزيل": اعلم أن المعنى الواحد قد يخبر عنه بألفاظ بعضها أحسن من بعض، وكذلك كل واحد من جزأي الجملة، قد يعبر عنه بأفصح ما يلائم الجزء الآخر، ولابد من استحضار معاني الجمل، أو استحضار جميع ما يلائمها من الألفاظ، ثم استعمال أنسبها وأفصحها، واستحضار هذا متعذر على البشر في أكثر الأحوال، وذلك عتيد حاصل في علم الله تعالى، فلذلك كان القرآن أحسن الحديث وأفصحه، وإن كان مشتملا على الفصيح والأفصح، والمليح والأملح، ولذلك أمثلة، منها قوله تعالى: (وجنى الجنتين دان) (الرحمن - 54) لو قال مكانه: "وثمر الجنتين قريب"، لم يقم مقامه من جهة الجناس بين الجني والجنتين، ومن جهة أن الثمر لا يشعر بمصيره إلى حال يجنى فيها، ومن جهة مؤاخاة الفواصل. ومنها قوله تعالى: (وما كنت تتلو من قبله من كتاب) (العنكبوت - 48)، أحسن من التعبير ب"تقرأ" لثقله بالهمزة. ومنها (لا ريب فيه) (البقرة - 2) أحسن من "لا شك فيه" لثقل الإدغام، ولهذا كثر ذكر الريب منها. (ولا تهنوا) (آل عمران - 139)، أحسن من "ولا تضعفوا" لخفته. و (وهن العظم مني) (مريم - 4) أحسن من "ضعف" لان الفتحة أخف من الضمة. ومنها (آمن) أخف من "صدق"، ولذا كان ذكره أكثر من ذكر التصديق و (آثرك الله) (يوسف - 91) أخف من "فضلك" و (آتى) أخف من "أعطى". و (أنذر) (يس - 6) أخف من "خوف". و (خير لكم) (البقرة - 54) أخف من "أفضل لكم"، والمصدر في نحو (هذا خلق الله) (لقمان - 11)، (يؤمنون بالغيب) (البقرة - 3)، أخف من "مخلوق" و"الغائب"، و (تنكح) (البقرة - 230) أخف من "تتزوج"، لان "تفعل" أخف من "تتفعل"، ولهذا كان ذكر النكاح فيه أكثر.

====================

وجاء في: الدر المصون في علم الكتاب المكنون من الموسوعة:

* {قُلْنَا يا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}

قوله: {بَرْداً}: أي: ذاتَ بَرْد. والظاهر في "سلاماً" أنه نَسَقٌ على"بَرْدا"فيكونُ خبراً عن "كُوني". وجَوَّز بعضُهم أن ينتصِبَ على المصدرِ المقصودِ به التحيةُ في العُرْفِ. وقد رُدَّ هذا بأنَّه لو قُصِد ذلك لكان الرفعُ فيه أَوْلَى نحو قولِ إبراهيم: {سَلاَمٌ}. وهذا غيرُ لازمٍ؛ لأنه يجوزُ أَنْ يأتيَ القرآنُ على الفصيحِ والأفصحِ. ويَدُلُّ على ذلك أنه جاء منصوباً، والمقصودُ به التحيةُ نحو قول الملائكة: {قَالُواْ سَلاَماً}.

فما رأيكم دام فضلكم؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 02 - 2007, 02:37 م]ـ

العدول عن الأفصح إلى الفصيح يكون لنكتة بلاغية أو مراعاة للمقام وحال الناس، أو يكون على لغة بعض العرب لأن القرآن نزل على سبعة أحرف.

والله أعلم

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 02 - 2007, 07:00 م]ـ

مرحباً بالأستاذ موسى الزغاري .. اطلالة مميزة بارك الله فيك ..

ونشكر للأخ أبي مالك العوضي ردّه الكريم ..

والحقّ أنّه اختُلف في تفاوت القرآن في مراتب الفصاحة، بعد أنْ اتّفق العلماء على أنّه أعلى مراتب البلاغة، بحيث لا يوجد في التراكيب ما هو أشدّ تناسباً ولا اعتدالاً في إفادة ذلك المعنى منه .. فاختار القاضي عبد الجبار وأبو سليمان الخطابي المنع، وأنّ كلّ كلمة فيه موصوفة بالذروة العليا، وإنْ كان بعض الناس أحسن إحساساً له من بعض .. يقول الخطابي: "إنّ القرآن إنّما صار معجزاً لأنّه جاء بأفصح الألفاظ في أحسن نظوم التأليف، مضمّناً أصحّ المعاني" ..

واختار قوم، منهم أبو نصر القشيري التفاوت، فقال: "لا ندّعي أنّ كلّ ما في القرآن على أرفع الدرجات في الفصاحة" .. وإلى هذا نحا الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام، ثمّ أورد سؤالاً، وهو أنّه لِمَ لَمْ يأتِ القرآن جميعه بالأفصح؟ وأجاب عنه الصدر موهوب الجزري بما حاصله، أنّه لو جاء القرآن على ذلك لكان على غير النمط المعتاد في كلام العرب من الجمع بين الأفصح والفصيح، فلا تتمّ الحُجّة في الإعجاز، فجاء على نمط كلامهم المعتاد ليتمّ ظهور العجز عن معارضته، ولا يقولوا مثلاً: أتيت بما لا قدرة لنا على جنسه، كما لا يصحّ من البصير أن يقول للأعمى: قد غلبتُك بنظري لأنّه يقول له: إنّما تتمّ لك الغلبة لو كنتُ قادراً على النظر، وكان نظرك أقوى من نظري، وأمّا إذا فقد أصل النظر، فكيف تصحّ مني المعارضة؟

فالمسألة خلافية، وللعلماء فيها صولات وجولات .. ونفتح باب الحوار لنتناقش في أقوال أهل العلم فيها ..

ـ[أبو إياد]ــــــــ[12 - 02 - 2007, 11:45 م]ـ

في تصوري: حتى لو عدل القرآن عن الأفصح إلى الفصيح فإنَّ هذا الفصيح معجز_كذلك_ لايستطيع البشر الإتيان بمثله،،،.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير