لا بد من لمسة ...
ـ[المعتصم]ــــــــ[30 - 11 - 2006, 07:04 ص]ـ
ما الفرق من الناحية البيانية والتعبيرية (البلاغية) بين استخدام المصدر العادي والميمي في التعبيرين إلى الله مرجعكم وإلى الله رجوعكم؟ دمتم بخير
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[30 - 11 - 2006, 06:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ المعتصم المحترم المصدر الميمي في الغالب يحمل معه عنصر "الذات " اي: انه قريب من اسم الفاعل الذي فيه حدث وفيه ذات في نفس الوقت. مثلا كاتب فيه حدث الكتابة وفيه ذات الكاتب. بخلاف المصدر غير الميمي فانه مجرد من كل شيء فقوله تعالى: (إليَّ المصير) لا يطابق الي الصيرورة.
ـ[المعتصم]ــــــــ[01 - 12 - 2006, 07:27 ص]ـ
الأخ قصي سلام عليك من رب رحيم أشكرك على ما قدمت إلا أنني أشعر أن ثمة لمساتٍ موجودة فيها وننتظر رأيك وآراء الأساتذة ودمت بخير
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[01 - 12 - 2006, 02:46 م]ـ
عليك بكتاب معاني الابنية للدكتور فاضل صالح السامرائي: r
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[04 - 12 - 2006, 08:57 م]ـ
أجل، أخي المعتصم
لا بد من لمسة
بل لا بد من لمسات ولمسات
فإعجاز القرآن الكريم في نظمه لا يقف عند حد، ولا يطيقه البشر
ولعلي أدلي بدلوي في هذا المقام بإشارات عابرة، هي مجرد تساؤلات لعل الله يفتح بها على المشاركين بعدي في استجلاء بعض أسرار النظم تلك.
لا شك أن كل نظم يأتي به القرآن هو النظم الأبلغ
وعليه فإن استعمال المصدر (مرجع) في الآية المذكورة أبلغ من (الرجوع)
لماذا؟
هنا السؤال ...
ويزيد من تشعب القضية: أنّ مصدراً آخر في نفس السياق استعمل مع الفعل رجع، ولم يكن (الرجوع)، ولا (المرجع)؛ بل كان: (الرجعى)، على وزن (فُعلى)، وذلك في قوله تعالى في سورة العلق: (إن إلى ربك الرُّجعى)
ومن المصادر التي استعملت في القرآن مع (رجع) غير الرجوع: (الرَّجْع) كذلك.
وقد اهتديت إلى كلام نفيس للأزهري في (معجم تهذيب اللغة)، لعله يضيء الطريق في استجلاء بعض الأسرار؛ وذلك في معرض تفسيره لقوله تعالى: (قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا).
يقول الأزهري: ( ... وقوله ارجعون واقع ههنا، ويكون لازماً كقوله: (ولما رجع موسى إلى قومه)، ومصدره لازما الرجوع، ومصدره واقعاً الرجع. يقال: رجعتُه رَجْعا فرجع رجوعا، يستوى فيه لفظ اللازم والواقع) انتهى كلام الأزهري
ويبقى التساؤل:
هل يمكننا من خلال فهم كلام الأزهري وتطبيقه على المصدرين: (المرجع) و (الرُّجعى) أن نعتبرهما كذلك مصدرين واقعين لا لازمين؛ فيكون معناهما: أن الله سبحانه وتعالى يُرجعُ الخلق مرجعاً ورجعى، فيرجعون رجوعا.
يساعد على هذا الفهم أن (مرجع) قد تأتي مصدراً من الفعل (أرجع) المتعدى؛ إلا أنها هنا قد جمعت بين الإرجاع والرجوع؛ ومن هنا تظهر قدرة الخالق جل وعلا الذي تنقاد له كل الخلائق يوم القيامة؛ فهو الذي يرجعها سبحانه بالبعث بعد الموت بقدرته سبحانه، فترجع إليه بعد ذلك منقادة خاضعة ذليلة منكسرة.
وبعد، فلعل تلك المعاني السابقة لا تتحقق مع مصدر الرجوع فقط. هذا والله تعالى أعلى وأعلم.
إن كان هذا بعض الصواب فمن الله وحده، وإن كان مجانبا للصواب فمني ومن الشيطان. والله المستعان.
والحمد لله أولا وآخرا
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[07 - 12 - 2006, 04:34 ص]ـ
السلام عليكم ..
بارك الله في الأخ المعتصم، وشكر للأستاذين الكريمين قصي وأحمد لفتاتهما الرائعة .. والظاهر حقاً أنّ بين الصيغ المختلفة (الرجع والرجعى والمرجع) فروقاً، ولا يتسنّى تذوّقها إلا عند الرجوع إلى استعمالات القرآن الكريم لها .. وإذ ذاك يتضح لنا الآتي:
أولاً: أشار الأخ أحمد إلى أنّ كلمة (الرجع) آتية من الفعل (رجع) متعدياً، على حين أنّ كلمتي (الرجعى والمرجع) آتيتان من الفعل نفسه لازماً، وهذا ما عليه اللغويون .. ومن هنا فإنّ كلمة (الرجعى) لا تسدّ مسدّ (الرجع والمرجع) في مكانهما، إذ لا يقوم لازم مقام متعدّ ..
ثانياً: وردت كلمة (رجع) في القرآن الكريم ثلاث مرات منها قوله تعالى: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ) [ق: 3] ..
¥