تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قال تعالى "فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم "]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[03 - 12 - 2006, 10:49 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى:" فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون " (التوبة 55).

وقال تعالى:" ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون " (التوبة85).

نلاحظ بعض الفروق بين الآيتين ومنها:-

1 - قال تعالى في الأولى " فلا تعجبك " بينما قال في الثانية " ولا تعجبك " لأن الآية الثانية معطوفة على قوله تعالى" ولا تصل على أحد منهم مات أبدا " فجاءت اللاحقة على غرار السابقة، أما الآية الأولى فلم تعطف على شيء، وإنما جاءت كنتيجة لأعمال المنافقين، كأن نقول مثلا: هذا يعمل كذا وكذا فلا تقربه، ولا نقول: هذا يعمل كذا وكذا ولا تقربه.

2 - قال تعالى في الأولى "أموالهم ولا أولادهم "بينما قال في الثانية "أموالهم وأولادهم" لأن الآية الأولى سبقت بالحديث عن الإنفاق، والإنفاق يختص بالمال، والأولاد غيرمشمولين به، أما الآية الثانية فلم تسبق بذكر الإنفاق، وإنما سبقتت بالحديث عن الجهاد، والجهاد قد يكون بالمال والأولاد المجاهدين، ولهذا فصل بين الأموال والأولاد بواسطة "لا" في الأولى، وحذفها في الثانية لأن السياق المعنوي لا يقتضيها.

3 - قال تعالى في الأولى "ليعذبهم " بينما قال في الثانية " أن يعذبهم "، ويبدو أن العذاب الأول أطول من الثاني حيث يشمل الحاضر والمستقبل، لأنهم طولبوا بالإنفاق فلم ينفقوا، فجاء الجزاء من جنس العمل، أما في الثانية فلم يطالبوا بالإنفاق، ويظهر هذا المعنى من ذكر " أن "، و" أن " دلالتها مستقبلية، قال تعالى "يكاد زيتها يضيء" فحذف أن للدلالة على قرب ضيائه وشدته، كما يظهر من حذف كلمة "الحياة"، وكأن هؤلاء القوم أموات أو في عداد الأموات أو أنهم في أواخر أيامهم.

والله أعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير