تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل الإناث أفضل من الذكور؟]

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[12 - 02 - 2007, 11:46 م]ـ

قال زيد: قد شرّف الله الإناث بتقديم ذكرهنّ في قوله عزّ وجلّ: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ) [الشورى: 49] ..

فقال عمرو: في هذا نظر ..

قال زيد: ما هو؟

فقال عمرو: قدّم الإناث - كما قلتَ - ولكن نَكَّرَ، وأخَّرَ الذكور ولكن عرّف، والتعريف بالتأخير أشرف من النكرة بالتقديم ..

قال زيد: هذا حسن ..

فقال عمرو: ولم يترك هذا أيضاً حتى قال: (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا) [الشورى: 50]، فجمع الجنسين بالتنكير مع تقديم الذكران ..

قال زيد: هذا مستوفى .. ولكن! أليس يلزم في التشبيه أن يكون المشبّه به أفضل من المشبّه؟

فقال عمرو: بلى ..

قال زيد: يقول تعالى: (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [آل عمران: 36] .. فإذا كان المشبّه به في اللسان العربي أفضل من المشبّه، أفلا تكون الأنثى أفضل من الذكر، لأنّ الله تعالى يقول: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى)؟

فما رأي الإخوة والأخوات، ماذا كان جواب عمرو؟

ـ[كشكول]ــــــــ[13 - 02 - 2007, 12:03 ص]ـ

السلام عليكم

"والشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"

والسلام

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 02 - 2007, 12:09 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله ..

أخي كشكول ..

هل أردتَ من خلال مشاركتك أن تذكرني بموضوع "نافذة للتدبر"؟

ـ[كشكول]ــــــــ[13 - 02 - 2007, 12:11 ص]ـ

يا لؤي, أنت بحمد الله ممن تغنيه الكناية عن التصريح, ولا يحتاج مع الإشارة إلى توضيح. ذكرت في مشاركتي الشمس والقمر, فماذا يعني لك ذلك؟

والسلام

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[13 - 02 - 2007, 12:16 ص]ـ

لم أنظر إلى الآية من حيث التشبيه يا أخي .. ولكنّي تذكّرت موضوعاً قد طرحته منذ زمن حول الآية نفسها ولم أكمله، فحسبتك تذكرني به ..

ـ[أبو لين]ــــــــ[13 - 02 - 2007, 01:37 ص]ـ

أشكرك أخي لؤي الطيبي على طرح ذلك الموضع الجميل وقد تذكرت كلام أحد المشايخ لي وقال لي إذا أنجبت الزوجة (البكر) ووضعت أول مولود لها وكان المولود (أنثى) فإن ذلك من اليُمْن أي (التيامن) واستشهد بكلامه بتفسير السعدي لهذه الأية فإن صح كلامه فيعني ذلك أنّه إذا أنجبت الزوجة البكر (أنثى) فهو الأفضل _ كأول مولود _ لأنه من التيامن.

ولا يعني ذلك أنّ الأنثى أفضل من الذكر ولكن لعلّ المولود الأول (أنثى) هو الأفضل. والله أعلم.

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[13 - 02 - 2007, 12:04 م]ـ

والشاهد هنا هو قوله تعالى:" وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى" وهو من تتمة كلام امرأة عمران، بعد الجملة الاعتراضية "وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ" وهي من كلام الرب تعالى.

قال الطبري: "فتأويل الكلام إذًا والله أعلم من كل خلقه بما وضعت، ثم رجع جل ذكره إلى الخبر عن قولها، وأنها قالت ـ اعتذاراً إلى ربها مما كانت نذرت في حملها فحررته لخدمة ربها (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى)، لأن الذكر أقوى على الخدمة وأقوم بها، وأن الأنثى لا تصلح في بعض الأحوال لدخول القدس والقيام بخدمة الكنيسة، لما يعتريها من الحيض والنفاس".

ـــــــــــــــــــــــــ

أصل المقال: http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=40&artid=3779

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 02 - 2007, 07:54 م]ـ

شكر الله للأخوين الكريمين نائل وبحر النحو مرورهما ولمساتيهما .. ولعلّ المراد بالتفضيل في آية سورة آل عمران هو تعظيم شأن مريم عليها السلام، ودفع ما توهّمته امرأة عمران، من أنّ الذَّكَر المطلوب خير من الأنثى الموهوبة، لقدرته على إتمام الوفاء بما نذرت للرحمن .. ومريم عليها السلام لها منزلة ومكانة عند الله تفوق كثيراً من الرجال المكرَمين .. فهي التي اصطفاها الله وطهّرها واصطفاها على نساء العالمين، وجعلها وابنها آية باهرة وقصّة عجيبة للعالمين ..

وهذا لا يمنع مِن قول بعض البلاغيين أنّه لا يلزم في التشبيه أن يكون المشبّه به دائماً أفضل من المشبّه .. فهذا أبو تمّام أراد يوماً أن يمدح الخليفة المعتصم، فشبّهه بأجلاف العرب، قال:

ما في وقوفك ساعة من بأس ..... تقضي ذمام الأربع الأدراس

إقدام عمرو في سماحة حاتم ..... في حلم أحنف في ذكاء إياس

فلمّا سمع الحاضرون قوله، أنكروا عليه ضرب هذا اللون من المثل، وقالوا: الأمير فوق ما وصفتَ ..

فأطرق أبو تمام قليلاً، ثمّ أنشد:

لا تنكروا ضربي له من دونه ..... مثلاً شروداً في الندى والباس

فالله قد ضرب الأقلّ لنوره ..... مثلاً من المشكاة والنبراس

وهذا الشاهد يوضّح أنّه لا يلزم في التشبيه أنْ يكون المشبّه به أفضل من المشبّه، ولكن هذا هو الأشهر ..

والله أعلم ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير