تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[يحتاج إلى معرفة************]

ـ[المعتصم]ــــــــ[24 - 12 - 2006, 07:07 ص]ـ

بداية فإن خط القرآن (رسمه) توقيفي من الله عز وجل ولو تأملت خط القرآن جيدا – رفع الله ذكرك- لوجدته فعلا يدل على إيحاءات معينة وإلا فما معنى أن تثبت الألف في سعوا في آية الحج وتحذف في سعو في آية سبأ وهذا مثالا ليس حصرا. إذ احتوى القرآن على غيرها الكثير الكثير ومنها مثلا اختلاف رسمه في كتابة كل من عتو ويعفو وأحيانا كتابة التاء مفتوحة وأحيانا مغلقة ... . الآن ما رأي علماء اللغة والبلاغة في هذه القضية؟ وأحب أن أطلع على رأي العالم الكبير فاضل السامرائي وغيره –إن وجد- وتحية لكم من عند الله مباركة طيبة.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[18 - 01 - 2007, 06:11 م]ـ

يقول الدكتور السامرائي في كتابه بلاغة الكلمة في التعبير القرآني:

" ... وهناك أمر مهم جدير بأن أنبّه عليه وما كنت لأذكره لولا أني رأيت جملة من حملة العلم أشاروا إليه. وذلك أنّي في أثناء إلقاء محاضرات من هذا الموضوع على جماعة من أهل العلم، وعلى طلبة الدكتوراة، وفي مواقف أخرى طرح سؤال، وهو أنّ هذه التعليلات قد تكون مقبولة بموجب الرسم القرآني الذي بين أيدينا، فكيف يكون التعليل إذا كان الرسم مختلفاً على قراءات أخرى؟

فمثلاً قوله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ) [القمر: 54]. لقد علّلنا فيه سبب التعبير بـ (نهر) دون الجمع. فكيف إذا كانت هناك قراءة أخرى: (إنّ المتّقين في جنات وأنهار)؟

وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ) [النساء: 97] فكيف إذا كانت هناك قراءة أخرى (تتوفاهم)؟

وقوله تعالى: (قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ) [الكهف: 64] بحذف الياء. فكيف إذا كانت هناك قراءة بإثبات الياء، أي: (ذلك ما كنا نبغي)؟

وقوله تعالى: (قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ) [النمل: 47]. فكيف إذا كانت هناك قراءة إبدال، أي: (قالوا إنا تطيّرنا بك)؟

وكاستعمال اللاتي واللائي، وذلك كقوله تعالى: (وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ) [الأحزاب: 4]. وقوله: (وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ) [النساء: 15]. وما إلى ذلك.

والجواب: إنّ أركان القراءة الصحيحة - كما هو مقرّر - ثلاثة:

1 - صِحّة الإسناد.

2 - موافقة خطّ المصحف العثماني.

3 - موافقة العربية.

ومتى اختلّ ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذّة أو باطلة، سواء كانت عن السبعة أم عن العشرة أم عمّن هو أكبر منهم. هذا هو الصحيح عند أئمّة التحقيق من السلف والخلف.

فموافقة الرسم العثماني شرطٌ من شروط القراءة الصحيحة، ومتى اختلّ هذا الشرط، فخالفت القراءة رسم المصحف دخلت في الضّعف أو الشذوذ أو البطلان.

وبهذا يزول الإشكال، فإنّ كلّ قراءة تخالف رسم المصحف لا تدخل في الصحيح. وبهذا يتّضح أنْ ليست هناك قراءة صحيحة (إن المتقين في جنات وأنهار) فإنّ كلمة (أنهار) تخالف رسم المصحف.

وكذلك ما ورد في (توفّاهم) و (تتوفّاهم) فإنّ (توفّاهم) تُكتب بتاء واحدة و (تتوفّاهم) تكتب بتاءين، فلا تكون إحداهما مكان الأخرى لأنّ ذلك مخالف لرسم المصحف.

وكذلك قوله: (ما كنا نبغ) فإنّه ليست هناك قراءة معتمدة بإثبات الياء لأنها رُسمت في المصحف بلا ياء.

ونحو قوله: (اطيرنا) فإنّه لا يصحّ أن تُقرأ في الموضع نفسه (تطيّرنا) لأنّها مخالفة لرسم المصحف.

ونحو (اللائي) و (اللاتي)، فإنّهما في الرسم العثماني مختلفتان. فاللائي تُرسم بلا صورة للهمزة، أما اللاتي فتُرسم فيها للتاء صورة.

وكذلك سائر ما ذكرناه، فإنّه لا يصحّ أن يُقرأ بما يخالف رسم المصحف، فسقطت هذه الشبهة أصلاً.

ـ[المعتصم]ــــــــ[24 - 01 - 2007, 08:00 ص]ـ

أشكرك أخي لؤي على جهدك ولكني لم أجد بغيتي بعد فما لي أرى رجال الفصيح قد توقفوا أو أحجموا عن التعليق على هذا الموضوع ثم أين المشرفون؟؟؟؟! أم تراني أطلب مستحيلا أم عقمت أرحام الأمهات عن إنجاب من يجيب على هذا السؤال. لا عدمتكم أصدقاء ناصحين متفاعلين.

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[25 - 01 - 2007, 01:12 ص]ـ

أعتذر إليك عن سوء فهمي القاصر للسؤال ..

وبعد أن قرأته مجدّداً، أقول: إنّ القرآن الكريم كما أنّه يراعي في رسمه حكمة لفظية بلاغية ومعنوية تفسيرية، إلا أنّه يراعي فيه كذلك حكمة إحصائية ..

فإذا ذُكر الحرف في آية كان ذكره مقصوداً لتحقيق حكمة مرادة .. وإذا حُذف ذلك الحرف في آية أخرى، كان حذفه مقصوداً ولتحقيق حكمة مرادة أيضاً .. وسأوافيك ببعض الأمثلة على ذلك إن شاء الله تعالى ..

على أمل أن يكشف لنا أحد الإخوة المزيد من خفايا هذه الظاهرة القرآنية العجيبة، التي أثارها شيخ العلامة ابن المبارك الإمام عبد العزيز الدبّاغ - رحمهما الله رحمة واسعة ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير