ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[16 - 10 - 2006, 11:07 م]ـ
الأستاذ الفاضل قصي الدليمي - حفظه الله ..
شكر الله لك هذه الإضاءات القيّمة ..
ولعلّ من عجيب التعبير الذي أشرتَ إليه بارك الله فيك أنْ يكون النصّ الكريم في آيات الأنعام (95 - 99) قد قام كلّه على التغاير (التنوّع) في مادّته ==> مرة متشابه وأخرى مشتبه!
قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ فَالِق الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ * وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
ففي أوله قال: (يخرج)، وبعدها قال: (مخرج)، فالأولى فعل والثانية اسم فاعل. ثمّ حصل العكس حيث قال: (فالق) وبعدها قال: (وجعل). فالأولى اسم فاعل والثانية فعل ماض. ثمّ قال: (فأخرجنا) وبعدها قال: (نخرج)، فالأولى فعل ماض والثانية فعل مضارع. ثمّ قال بعدها: (انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه). ولولا التنوّع لكان التعبير: (انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إذا أينع)، أي بزيادة (إذا أينع) لتناظر (إذا أثمر). ممّا يدلّ على أنّ هذا التنوّع كان مقصوداً، ليوقظ الحسّ بنوع من الجمال الذي لا يقوم على التماثل. فالصورة هنا كانت مرة متشابهاً وأخرى مشتبهاً.
في حين أنّ الصورة في الآيات الأخرى من سورة الأنعام كانت مكرّرة دون أن يتغير فيها شيء (متشابه).
قال تعالى: (وَقَالُواْ هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ * وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حِكِيمٌ عَلِيمٌ * قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ * وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأنعام: 138 - 141].
فمن الواضح أنّ الصورة في هذا النصّ الكريم إنّما قامت على التماثل وليس على التنوّع. ومن ذلك أنّ كلمة (الأنعام) تكرّرت فيه أربع مرات مع أوصاف مختلفة، ولم يقل: النعم، مثلاً. وكُرّرت كلمة (معروشات) مرتين، مرة موجبة ومرة سالبة، أي: (معروشات وغير معروشات)، ولم يقل مرة معروشات ومرة معروشة - مثلاً - مع جواز ذلك من حيث الصحّة اللغوية.
وهكذا نجد أنّ النصّ الكريم قد تجاوب مع صورتين من التنوّع في صيغتي مادة (شبه)، فيهما ألوان من الإعجاز في التعبير.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[17 - 10 - 2006, 04:52 ص]ـ
بوركت يا سيد لؤي
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[18 - 10 - 2006, 11:06 ص]ـ
:::
ويضيف الاستاذ الدكتور العلاّمة فاضل صالح السامرائي: r - حتى لا يتعرض احد -اريد الدعاء اي: اللهم ارض عنه. ما نصه " -ما الفرق من الناحية البيانية بين قوله تعالى في سورة الأنعام (مشتبهاً وغير متشابه) وقوله تعالى (متشابهاً وغير متشابه)؟
قوله تعالى (مشتبهاً وليس متشابه) تفيد لفت النظر إلى قدرة الله تعالى وهذا يفيد اللبس والإلتباس، أما في قوله تعالى (متشابهاً وغير متشابه) فهذا للتشابه وقد وردت الآيات في الإبل عامة ولا داعي للفت النظر إلى القدرة الإلهية هنا. فنفي التشابه ينفي الإشتباه من باب أولى، والتشابه قد يكون في جزئية معينة والإشتباه هو الإلتباس لشدة التشابه" عن برنامج لمسات بيانية
وصلى الله وبارك
قصي علي عبد الله محمد الدليمي
¥