تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[04 - 12 - 2006, 05:41 م]ـ

بوركت

ـ[حبيبة الرسول]ــــــــ[05 - 12 - 2006, 03:22 ص]ـ

لنرجع الأن إلى سورة المؤمنون {وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين, وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها, ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون, وعليها وعلى الفلك تحملون, ولقد أرسلنا نوحا}!.

فما هذه العلاقة بين الطور وبين الفلك وبين نوح؟!.

قلنا من قبل إن "التنور" ذكر في السورتين, المؤمنون وهود, ولكن "الجودي" لم يذكر إلا في هود, فأين هو في سورة المؤمنون؟.

فإذا قابلنا السورتين معا, وجدنا "التنور" هنا ووجدناه هناك,

وإذا قابلنا السورتين معا, وجدنا "الجودي" في هود ولم نجده في المؤمنون!.

ولكننا نجد في المؤمنون جبلا معطاء جوادا, تماما قبل الشروع في قصة نوح حيث لا يذكر في السورة جبل غيره, فتأتي قصة نوح في سورة هود بين "التنور" و"الجودي", وتأتي القصة نفسها في المؤمنون بين "الطور" و"التنور"!.

وكأن القرآن ذكر القصة في هود مبتدأ من أولها إلى مستقرها, وذكرها في المؤمنون مبتدأ من مستقرها ثم عاد على أولها!.

سورة الإسراء والإشارة الخفية

كنا إذا قرأنا سورة الإسراء, فوصلنا إلى الآية الثالثة منها:

{سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} ..

{وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل} ..

{ذرية من حملنا مع نوح}.

نتساءل عن العلاقة الظاهرة المباشرة هنا, بين بني إسرائيل ونوح, فنحير جوابا ونقف.

أما الآن, وعلى ما قدمنا, فنحن أمام الفلك الذي استوى على الطور ببيت المقدس, ومن هناك بدأت ذرية الخلق الثانية, ومنهم بنو إسرائيل المتعلقين بالمسرى ببيت المقدس, مبدأهم ومعادهم إلى حشرهم الأخير.

فالآية توحي بجرس خفي, أن نوحا حُمل إلى"المنزل المبارك" حول المسجد الأقصى, كما أسري بالنبي الخاتم إلى المسجد الأقصى مرة أخرى!.

{من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى}

ما علاقة نوح بها؟.

محمد عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين, ونوح أول الرسل, فهل يختم محمد عليه الصلاة والسلام بإسرائه هذا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى, دورة الرسل والنبيين كلهم, بدليل اجتماعهم له في المسجد الأقصى جما غفيرا, وهل كانت هذه الرحلة سنة الله في الرسل أولي العزم من نوح إلى محمد؟ , لنر!.

حينما بدأنا رحلة بحثنا في هذا الكتاب المجيد, بدأنا من عند "التنور", ووقفنا لحظة نسأل ما "التنور", وأين هو؟.

كتب التفسير, تجمع على أن "التنور" هو الفرن, ففار فرن بيت نوح, أو فار فرن غيره ببيت ما, لا تذكر الكتب!.

ولكن هل هذا هو الصواب, وإليه المنتهى؟.

أولا: لم يجمع أهل العربية أن "التنور" هو الفرن وحسب, فلا تقال لغيره ولا تطلق إلا عليه, بل هي عندهم –كما في لسان العرب- لأكثر من وجه ومعنى, فالفجر التنور, ووجه الأرض تنور, وكل مفجر ماء تنور!.

لنعتمد إذا على عربية القرآن ما لم نجد نصا للنبي يقطع بعلم أو معنى, وما لم نجد أثارة من علم يسند لله أو النبي.

فعجيب هذا "الفرن" الذي يفور, ومتى كان الفرن يفور؟.

أما إذا أخذنا المعنى الأخير في لسان العرب - وكل مفجر ماء تنور- استوى المعنى واللفظ. فأن يفور "مفجر الماء" فهذا معهود معقول, أكثر من فوران الفرن الذي لم يثبت أصلا, أن الذي فار فرن وحسب.

نحن من قبل قلنا بالاعتماد على ظاهر آية الإسراء {من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} وارتباطها بذكر نوح, ملنا أن الرحلة كانت من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى, حيث نزلت على البقعة العلم المعلمة, رجعنا نبحث عن علامة بجنب المسجد الحرام, من المعقول أن تفور, وما زلنا نعتمد على "موسوعتنا العلمية" المجيدة عن البقاع والمواقع والمنازل, فلعل هذا البيت الحرام من أول يوم بني فيه, جعل بجانبه الماء, فهذا البئر الملازم أصل الحياة للبيت.

وأيسر لنا وأقوم أن نبدأ بالمعرفات عندنا للبحث والتكوين, فهذه الأرض المباركة تعرف بطورها, ولا يذكر البيت الحرام, إلا ويذكر "زمزم" معه!.

فيظهر لنا الأن أن "الجودي" كانت إشارة "للطور", وأن "التنور" كانت إشارة "لزمزم", ففار مفجر الماء "زمزم" وبدأ الطوفان وبدأ الأمر العظيم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير