تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن مصر في خمسينيات القرن الماضي، نجد ثلة من الضباط سموا أنفسهم بـ: "الأحرار" ولقب: "الأشرار" بهم أجدر، عديمي الكفاءة: دينا ودنيا، حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، مع رقة في الدين وفساد في الأخلاق ظهر جليا بعد استيلائهم على مقاليد الأمور، نجدهم يقومون بحركة عنترية على طريقة: "يا صابت يا خابت"!!! كما يقال عندنا في مصر دون أي تخطيط مسبق، وإنما ارتجالية ليست غريبة على العالم العربي والإسلامي في العصر الحاضر على طريقة: "اللي يقوم من النوم بدري ويسبق إلى قصر الرئاسة يحكم البلد"، كما يتندر أحد إخواننا!!!، وهي عنترية شاهدناها في كثير من الثورات المعاصرة كثورة الفاتح في جارة مصر الغربية، وبدعوى القضاء على فساد الملكية الذي استشرى في مصر لا سيما بعد حرب فلسطين، تستغل تلك الشرذمة مشاعر المصريين الملتهبة التي لا يحكمها أي ضابط شرعي لتفشي الأمية الدينية في العالم الإسلامي في تلك الحقبة، وإنما محض عاطفة وطنية، رأت مقاليد الحكم لأول مرة في أيدي مصريين، فحسبت أن الفتح سيكون على أيديهم، وبعد التخلص من القائد الذي تخفوا وراءه حتى نجحت حركتهم العنترية الميكيافيللية بتحديد إقامته حتى مات، أمم الزعيم الملهم!!! قناة السويس بعد ثلاثة أيام من استفتاء صوري ماركة: 99,99 %!!، وهي ماركة متداولة في دول العالم الإسلامي، وأعلن ذلك في حركة سينمائية ترمي إلى إلهاب مشاعر التأييد لحكمه المجيد، دون أن يستشير أحدا من أهل الحل والعقد من ذوي الكفاءات الحقيقية، فوقع العدوان الثلاثي على مصر، ولم يتمكن الجيش المصري الذي أفسده أولئك الصبية بعزل كبار قادته لئلا يكون أحد أعلى منهم رتبة، وتمت ترقية ساذج منهم إلى رتبة المشير!!!، وهي رتبة لا يحصل عليها إلا قائد مخضرم خاض من الحروب ما خاض، لا غر لا سابقة له إلا الهزيمة في حرب 48، لم يتمكن الجيش من صد تلك الهجمة ومن ثم وقع في عهد الميمون: هزيمة 56 التي تحمل سكان منطقة القناة ويلاتها، في حين كان القادة العظام كعاتهم في غرفة العمليات!!!، وبعدها فضيحة 67 التي قضى فيها من قضى من ضباط وعسكر الجيش المصري دون أن يخوضوا معركة أصلا، لعدم وجود خطة محكمة سوى خطة: "أنا حأرمي إسرائيل في البحر"، و: أسقطنا كذا وكذا من طائرات العدو التي دكت مطاراتنا وأبقتنا بلا غطاء جوي!!!!

يحدثني أحد إخواني الفضلاء، وله اهتمام كبير بالشأن العسكري والسياسي، قائلا ما معناه: إن فترة الملكية في أواخر عهدها في مصر شهدت مفاسد متكاثرة، مع استهداف الحركة الإسلامية الأشهر في القرن الماضي، وهي التي فامت بجهد كبير في إذكاء الحماسة الدينية في أوساط الشعب المصري، لا سيما الشباب منهم، مع التحفظ على كثير من مبادئها التي قامت عليها لا سيما مبدأ: توسيع دائرة الخلاف السائغ، لتشمل أهل البدع المغلظة في محاولة لتوحيد الكلمة، ولو اختلفت الأصول العقدية، وهو ما أدى بعد ذلك إلى ظهور مسألة: "التقريب" أو "التخريب" للعقيدة الإسلامية الصافية بتقريب أقوال أهل البدع إليها في محاولة فاشلة لحسم خلاف ممتد الجذور بمجموعة من اللقاءات الدبلوماسية الباردة وهو ما تسير عليه هذه الحركة الآن في تمسك غريب بسياسة متحفية أثبتت فشلها الذريع لا سيما بعد حرب العراق الأخيرة لما تسلط أهل البدعة على إخواننا أهل السنة، ومع ذلك لا زال قادة تلك الحركة يعيشون وهم الماضي بل ويهاجمون من يحذر المسلمين من خطر هذه الفتنة بزعم أنه يفرق جماعة المسلمين وكأن ذبح علماء ومفكري وشباب أهل السنة في العراق لا يفرق جمع الأمة!!! فضلا عن خروجهم حتى عن الخطوط العريضة التي قامت الحركة عليها، الشاهد أن تلك الحركة ساهمت مساهمة كبيرة في تجديد شباب الإسلام في مصر، فلا ينكر ذلك منصف، وكان لهم دور بارز في حرب 48، وكان لقائدهم، رحمه الله، نشاط حركي دعوي بارز، فأثار ذلك حفيظة الملكية التابعة للتاج البريطاني، فكان اغتيال ذلك القائد، رحمه الله، وسط صمت مطبق، فلم يتحرك أحد من المصريين لنصرة هذه الحركة، على طريقة: "ملناش دعوة" و "احنا مالنا" و "خلينا في حالنا ياعم"، "الجبن سيد الأخلاق" ......... إلخ من الشعارات المتخاذلة، فكانت العقوبة الربانية هي تلك الثلة من الضباط الأشرار الذين

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير