ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 07:08 م]ـ
إنكار فتح عمورية جهل بالتاريخ الثابت وقد تسرعت الأستاذة معالي في متابعة سعد الحصين في هذه المقالة فهذا الخطيب يقول
قلت: غزا المعتصم بلاد الروم في سنة ثلاث وعشرين ومائتين فأنكى في العدو نكاية عظيمة ونصب على عمورية المجانيق وأقام عليها حتى فتحها ودخلها فقتل فيها ثلاثين ألفاً وسبى مثلهم وكان في سبيه ستون بطريقاً وطرح النار في عمورية من سائر نواحيها فأحرقها وجاء ببابها إلى العراق وهو باق حتى الآن منصوب على أحد الأبواب دار الخلافة وهو الباب الملاصق مسجد الجامع في القصر.
تاريخ بغداد
وقال ابن كثير
وفي هذه السنة - أعني سنة ثلاث وعشرين ومائتين - أوقع ملك الروم توفيل بن ميخائيل بأهل
ملطية من المسلمين وما والاها ملحمة عظيمة، قتل فيها خلقا كثيرا من المسلمين، وأسر ما لا يحصون كثرة، وكان من جملة من أسر ألف مرأة من المسلمات.
ومثل بمن وقع في أسره من المسلمين فقطع آذانهم وأنوفهم وسمل أعينهم قبحه الله.
وكان سبب ذلك أن بابك لما أحيط به في مدينة البذ استوسقت الجيوش حوله وكتب إلى ملك الروم يقول له: إن ملك العرب قد جهز إلي جمهور جيشه ولم يبق في أطراف بلاده من يحفظها، فإن كنت تريد الغنيمة فانهض سريعا إلى ما حولك من بلاده فخذها فإنك لا تجد أحدا يمانعك عنها.
فركب توفيل بمائة ألف وانضاف إليه المحمرة الذين كانوا قد خرجوا في الجبال وقاتلهم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، فلم يقدر عليهم لانهم تحصنوا بتلك الجبال فلما قدم ملك الروم صاروا معه على المسلمين فوصلوا إلى ملطية فقتلوا من أهلها خلقا كثيرا وأسروا نساءهم، فلما بلغ ذلك المعتصم انزعج لذلك جدا وصرخ في قصره بالنفير، ثم نهض من فوره وأمر بتعبئة الجيوش واستدعى القاضي والشهود فأشهدهم أن ما يملكه من الضياع ثلثه صدقة وثلثه لولده وثلثه لمواليه.
وخرج من بغداد فعسكر غربي دجلة يوم الاثنين لليلتين خلتا من جمادى الاولى ووجه بينيديه عجيفا وطائفة من الامراء ومعهم خلق من الجيش إعانة لاهل زبطرة، فأسرعوا السير فوجدوا ملك الروم قد فعل ما فعل وانشمر راجعا إلى بلاده، وتفارط الحال ولم يمكن الاستدراك فيه، فرجعوا إلى الخليفة لاعلامه بما وقع من الامر، فقال للامراء: أي بلاد الروم أمنع؟ قالوا: عمورية لم يعرض لها أحد منذ كان الاسلام، وهي أشرف عندهم من القسطنطينية.
البداية والنهاية
أما استغاثة المرأة فلم يذكرها ابن كثير
ـ[معالي]ــــــــ[14 - 01 - 2009, 03:41 ص]ـ
حياكم الله شيخنا الجليل وأستاذنا القدير أ. د.أبا محمد، وفقكم الله
قراءتكم لما أكتبه -على ما به من وهن وضعف- شرف كبير لي، فكيف وأنتم تتجشمون عناء الرد عليه، جزاكم الله خير الجزاء؟!
الحق يا شيخنا أني لا أنكر أن عمورية قد فتحت، كما أني لا أنكر أن الذي فتحها هو المعتصم، عفا الله عنه، وكذا حال الشيخ المسدد سعد الحصين، وفقه الله، وإنما المنكر هنا هو قصة استغاثة المرأة، التي ذكرتم -حفظكم الله- أن ابن كثير رحمه الله لم يتعرض لها في تاريخه الشهير.
هذا وشكر الله لكم وبارك في جهدكم ووقتكم.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[14 - 01 - 2009, 07:57 م]ـ
رحم الله أبا تمام فقد كانت قصيدته توثيقا بليغا لتفاصيل هذه الغزوة، وقد أشار إلى خبر المرأة المسلمة المستغيثة بالمعتصم بقوله:
لَبَّيتَ صَوتاً زِبَطرِيّاً هَرَقتَ لَهُ **** كَأسَ الكَرى وَرُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ
قال شراح القصيدة ـ: قديما وحديثا ـ كانت الروم لما فتحت زبطرة صاحت امرأة من المسلمين: وا محمداه! وا معتصماه! فلما بلغه الخبر ركب لوقته يؤم الشام، وصاح: لبيك! لبيك.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[15 - 01 - 2009, 03:55 م]ـ
حياكم الله شيخنا الجليل وأستاذنا القدير أ. د.أبا محمد، وفقكم الله
قراءتكم لما أكتبه -على ما به من وهن وضعف- شرف كبير لي، فكيف وأنتم تتجشمون عناء الرد عليه، جزاكم الله خير الجزاء؟!
الحق يا شيخنا أني لا أنكر أن عمورية قد فتحت، كما أني لا أنكر أن الذي فتحها هو المعتصم، عفا الله عنه، وكذا حال الشيخ المسدد سعد الحصين، وفقه الله، وإنما المنكر هنا هو قصة استغاثة المرأة، التي ذكرتم -حفظكم الله- أن ابن كثير رحمه الله لم يتعرض لها في تاريخه الشهير.
هذا وشكر الله لكم وبارك في جهدكم ووقتكم.
¥