سوفِ يطلُ وجهك
بين تجارِ الدمارِ وعصبةِ الطغيانْ
ارحل وسافرْ ..
فى كهوفِ الصمتِ والنسيانْ
فالأرضُ تنزع من ثراها
كلَّ سلطان تجبر .. كلَّ وغْدٍ خانْ
الآن تسكر .. والنبيذ الأسود الملعونُ
من دمع الضحايا .. من دم الأكفانْ
سيطل وجهك دائماً
فى ساحةِ الموتِ الجبانْ
وترى النهايةَ رحلةً سوداءَ
سطرها جنونُ الحقدِ .. والعدوانْ
فى كل عصر سوف تبدو قصةً
مجهولةَ العنوانْ
فى كل عهدٍ سوف تبدو صورةً
للزيفِ .. والتضليلِ .. والبهتانْ
فى كل عصرٍ سوف يبدو
وجهك الموصومُ بالكذبِ الرخيص
فكيف ترجو العفو والغفرانْ
قُلْ لى بربكَ ..
كيف تنجو الآن من هذا الهوانْ؟!
ما أسوأَ الإنسانَ ..
حين يبيع سرَّ اللّه للشيطانْ
? ? ?
ارحلْ وعاركَ فى يديكْ
فى قصرك الريفى ..
سوف يزورك القتلى بلا استئذانْ
وترى الجنودَ الراحلينَ
شريط أحزانٍ على الجدرانْ
يتدفقونَ من النوافذِ .. من حقولِ الموتِ
أفواجاً على الميدانْ
يتسللونَ من الحدائقِ .. والفنادقِ
من جُحُورِ الأرضِ كالطوفانْ
وترى بقاياهمْ بكل مكانْ
ستدور وحدك فى جنونٍ
تسألُ الناسَ الأمانْ
أين المفر وكل ما فى الأرضِ حولكَ
يُعلن العصيانْ؟!
الناسُ .. والطرقاتُ .. والشهداءُ والقتلى
عويلُ البحر والشطآنْ
والآن لا جيشٌ .. ولا بطشٌ .. ولا سلطانْ
وتعود تسأل عن رجالك: أين راحوا؟
كيف فر الأهلُ .. والأصحابُ .. والجيرانْ؟
يرتد صوتُ الموت يجتاح المدينَةَ
لم يَعُدْ أحدٌ من الأعوانْ
هربوا جميعاً ..
بعد أن سرقوا المزادَ .. وكان ما قد كانْ!
ستُطِلُّ خلف الأفق قافلةٌ من الأحزانْ
حشدُ الجنودِ العائدينَ
على جناحِ الموتِ
أسماءً بلا عنوانْ
صور الضحايا والدماءُ السودُ ..
تنزف من مآقيهم بكل مكانْ
أطلالُ بغدادَ الحزينةِ
صرخةُ امرأةٍ تقاومُ خسةَ السجانْ
صوتُ الشهيدِ على روابى القدسِ ..
يقرأ سورةَ الرحمنْ
وعلى امتدادِ الأفقِ
مئذنةُ بلونِ الفجرِ
فى شوقٍ تعانق مريم العذراءَ
يرتفع الأذانْ
الوافدونَ أمامَ بيتكَ
يرفعون رؤوسهم
وتُطل أيديهم من الأكفانْ
مازلتَ تسأل عن ديانتهم
وأين الشيخُ .. والقديسُ .. والرهبانْ؟
هذى أياديهم تصافحُ بعضَها
وتعود ترفُع رايةَ العصيانْ
يتظاهرُ العربى .. والغربى
والقبطى والبوذى
ضد مجازر الشيطانْ
حين استوى فى الأرض خلقُ اللّه
كان العدل صوتَ اللّه فى الأديان
فتوحدت فى كل شىء صورةُ الإيمانْ
وأضاءت الدنيا بنور الحق
فى التوراةٍ .. والإنجيلِ .. والقرآنْ
اللّه جل جلاله .. فى كل شىء
كرم الإنسانْ
لا فرقَ فى لونٍ .. ولا دينٍ
ولا لغةٍ .. ولا أوطانْ
«خلق الإنسان علمه البيان»
الشمسُ والقمر البديعُ
على سماء الحب يلتقيانْ
العدلُ والحقُ المثابر
والضميرُ .. هديً لكل زمانْ
كل الذى فى الكون يقرأ
سورةَ الإنسانْ ..
يرسم صورةَ الإنسانْ ..
فاللّه وحدنا .. وفرق بيننا الطغيانْ
? ? ?
فاخلعْ ثيابكَ وارتحلْ
وارحل وعارك فى يديكْ
فالأرضُ كل الأرض ساخطةٌ عليكْ
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[09 - 01 - 2009, 09:54 م]ـ
بلى والله أنا من هذه الأرض
وأنا ساخطٌ عليه
حسبنا الله ونعم الوكيل
فيهِ وفي أمثاله
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[09 - 01 - 2009, 10:16 م]ـ
الموتُ حاصرهم فناموا فى القبورِ
وعانقوا أشلاءهم
لكن صوتَ الحقِ فيهم لم ينمْ
استوقفتني هذه الكلمات ,
لقد عانق ثلاثة أطفال أشلاء الشهداء وناموا على صدر أمهم التي استشهدت أيضا في غزة , حيث لم تستطع طواقم الإسعاف الوصول إليهم إلا بعد أربعة أيام , وقد تعفنت الجثث من حولهم وهم يتضورون جوعا وعطشا ...
وماذا عن المتعاونيين مع بوش!!!؟؟
بارك الله فيك أخي نور الدين .. وشكرا لك هذا النقل المتميز.
ـ[معالي]ــــــــ[09 - 01 - 2009, 10:51 م]ـ
لا أحب ما يسمونه (شعر التفعيلة)، ولا أراه شعرًا أصلا، لكن ثمة من يتقن كتابة الجمال بلغة فاتنة كهذه في أي قالب جاءت!
الحق أن الأديب الكبير فاروق جويدة أحد المبدعين بحق في هذا المجال، وكلماته الرائعة هنا خير مثال!
أستاذ نور الدين؛ لقد أمتعتنا وأشجيتنا، فشكرًا شكرًا.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[10 - 01 - 2009, 12:01 ص]ـ
استوقفتني هذه الكلمات ,
لقد عانق ثلاثة أطفال أشلاء الشهداء وناموا على صدر أمهم التي استشهدت أيضا في غزة , حيث لم تستطع طواقم الإسعاف الوصول إليهم إلا بعد أربعة أيام , وقد تعفنت الجثث من حولهم وهم يتضورون جوعا وعطشا ...
وماذا عن المتعاونيين مع بوش!!!؟؟
بارك الله فيك أخي نور الدين .. وشكرا لك هذا النقل المتميز.
كما قلت لك يا رعد
عن من تعاون معه ويتعاون
حسبنا الله ونعم الوكيل
فيهِ وفي أمثاله
رحم الله كل الشهداء وغفر لهم
وتقبلهم في رحمته فهو رب العالمين
فإن الأرض صحيح لم تتسعهم ولم
يأمنوا فيها على أنفسهم لكنهم الآن
بإذن الله في حالٍ أفضل وفي راحة
أبدية
وبورك فيك أخي النبيل رعد
شاكرٌ مرورك الطيب
¥