إلا أن السيد أحمد صقر تباطأ في إذاعتها؛ لأنه أراد أن يقرأها على مُكث، ويعطيها حظها من الإتقان والإحسان، فسبقه إليها أيدٍ كثيرة فأخرجتها، ما كانت لتخرج لو بقيت عنده، وهذا ما دعاه إلى أن يطوي صدره على كثير من النفائس والنوادر، ثم جرَّه هذا إلى شيء من الملل، وهجْرِ النشر مدة طويلة.
وهاك مسردًا بآثار السيد أحمد صقر العلمية المحققة:
ففي علوم القرآن الكريم:
1 - إعجاز القرآن، للباقلاني: مجلد واحد، دار المعارف بمصر، 1374هـ/ 1954م [32]، وطُبِع مرارًا.
2 - تأويل مشكل القرآن، لابن قتيبة (شرح وتحقيق): مجلد واحد، مطبعة عيسى البابي الحلبي، 1373هـ/ 1954م، وصُوِّر بعد ذلك مرارًا.
3 - تفسير غريب القرآن، لابن قتيبة (شرح وتحقيق): مجلد واحد، مطبعة عيسى البابي الحلبي، 1378هـ/ 1958م، وصُوِّر بعد ذلك مرارًا.
4 - أسباب النزول، للواحدي: مجلد واحد، دار الكتاب الجديد، 1389هـ/ 1969م [33]، وطُبِع مرارًا.
وفي علوم السنة النبوية:
1 - فتح الباري، لابن حجر (تعليق): ثلاثة مجلدات (لم يتم)، دار الكتاب الجديد، 1389هـ.
2 - الإلماع، للقاضي عياض: مجلد واحد، مكتبة دار التراث، 1389هـ/ 1970م، وطبع أكثر من مرة.
3 - دلائل النبوة، للبيهقي: مجلد واحد (لم يتم)، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، 1389هـ/ 1970م.
4 - معرفة السنن والآثار، للبيهقي: مجلد واحد (لم يتم)، المجلس العلى للشؤون الإسلامية، 1390هـ/ 1970م.
5 - مناقب الشافعي، للبيهقي: مجلدان، مكتبة دار التراث، 1391هـ/ 1971م.
6 - شرح السنة، للبغوي: مجلد واحد (لم يتم)، مطبعة دار الكتب، 1396هـ/ 1976م.
في اللغة والأدب والشعر:
1 - جمع وشرح ديوان علقمة الفحل: مجلد واحد، مطبعة المحمودية بالقاهرة، 1353هـ/ 1935م.
2 - مقاتل الطالبيين، لأبي الفرج الأصبهاني (شرح وتحقيق): مجلد واحد، 1368هـ/ 1949م.
3 - الهوامل والشوامل، لأبي حيان التوحيدي ومسكويه [34]: مجلد واحد، لجنة التأليف والترجمة والنشر بوزارة الثقافة، 1370هـ/ 1951م.
4 - البصائر والذخائر، لأبي حيان: مجلد واحد (لم يتم)، لجنة التأليف والترجمة والنشر بوزارة الثقافة، 1373هـ/ 1953م [35].
5 - الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري، للآمدي: مجلدان (لم يتم)، دار المعارف بمصر، 1379هـ/ 1960م [36].
6 - الصاحبي، لابن فارس: مجلد واحد، طبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر، 1397هـ/ 1977م.
السيد أحمد صقر ناقدًا:
أما الميدان الآخر الذي أعمل فيه السيد أحمد صقر فكرَه الدؤوب، وقلمه النشيط، فهو نقد منشورات كتب التراث، ولأن النقد أول شروطه الحرية: الحرية العقلية، والحرية العلمية، والحرية الأدبية، فهو لا يعرف الصداقة، ولا يعرف الإكبار والإجلال، ولا يعرف المجاملة والمداجاة، وبكل هذه المزايا تمتع السيد أحمد صقر، فكان من نوابغ النقد في عالمنا العربي.
فقد كان السيد أحمد صقر باحثًا جريء الرأي، يصدع بالحق، ويحطم الأغلال، ولا يبالي على مَن يقع معولُه، سواء كان منقودوه ممن هم في مرتبة أساتذته الذين يشعر لهم بالفضل، أو أصدقائه الذين يبادلهم الود، أو الأبعدين الذي يشاطرهم المجاملة.
كما كان أيضًا ناقدًا نافذ البصيرة، جدليًّا دامغ الحجة، وكان يشيع فيه عراكُ الأقلام لذةً ومتاعًا، ويرى السيد أحمد صقر: "أن ضعف النقد يدعو إلى العجب العريض، والأسف العميق"، وكان يدعو: "كل قارئ للكتب القديمة أن يعاون الناشر بنشر ما يرتئيه من أخطاء، وما يعنُّ له من ملاحظات، فبمثل هذا التعاون العلمي المنشود تخلص الكتب العربية من شوائب التحريف والتصحيف، الذي منيت به على أيدي الناسخين قديمًا، والطابعين حديثًا".
كما كان السيد أحمد صقر يعتقد: "أن الناقد يجب أن ينشر نقده بالحق وفي سبيله، غير عابئ بعتبٍ ولا غضب، ولا خانسٍ من المكاشفة بما يرى، فإن الجبن والإيمان لا يجتمعان في قلب واحد، كما أنه لا يشجى من الإصْحَار بالحق إلا كلُّ مهيض المرة، منحل العقيدة، جبان العقل والقلب والضمير"، وكان يرى أن كثرة النقد: "ليست من قبيل البحث عن العيوب والفضائح والزلات؛ بل هو الإنصاف الذي يوجبه الدين، والذي يقضي على الباحث أن يقول الحق حيث علمه، غير كاتم على خَارِبٍ خِرَابَتَه ... "، وأن النقد يجب أن يُعَدَّ: "نصيحة نافعة تستوجب الدعاء والثناء، لا الغمز واللمز على نحو ما يفعله سفهاء العلماء،
¥