حفظُ الصوابِ في سائرِ نصوصِ الكتاب، ويُعْجزُها ضبطُ شواردِ الأخطاء، ورَجْعُهَا جميعًا إلى أصلها، فيأتي الناقد وهو موْفُور الجِمَام، فيقصد قصدها، ويسهل عليه قنصها" [40].
مرضه ووفاته:
وكان السيد أحمد صقر في آخر حياته، قد ترادفت عليه الأسقام، وتوالت عليه الأوجاع، خاصة مرض السكري، الذي أنهكه حتى عاد ناحلاً مهزولاً مجهودًا، فقدم استقالته من التدريس من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وعاد إلى مصر، ولم يزل به المرض إلى أن اضطر إلى بَتْر ساقه، وكان قد زاره في حاله تلك الدكتور رضا السنوسي، فوجده صابرًا محتسبًا على كرسي متحرك، ثم لم يمضِ على حاله تلك سوى عامين حتى اختاره الله - عز وجل - إلى جواره، في يوم السبت الثالث من شهر جمادى الآخر، من سنة عشر وأربعمائة وألف من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - الموافق للثاني من شهر ديسمبر من عام 1989م.
وبموته طويت صفحة من صفحات النبوغ والمعرفة، وغاض ينبوع ضخم من الأدب والعلم والموهبة والتجارب، عملت في تكوينها الطبيعة الحرة، والزمان الطويل، والعمل المثمر، والإباء الأشم، والحفاظ المر، والخلق الصريح، نسأل الله - عز وجل - أن يغفر ذنبه، وأن يمهد عذره، وأن ينير قبره، وأن يجعله مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقًا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر كتاب "المدخل لتاريخ نشْر التُّراث"؛ للدكتور محمود الطناحي - رحمه الله تعالى - ص90، حيث قَسَّم مراحل نشر التراث في مصر خلال المائة عام الماضية إلى أربع مراحل، وسمى المرحلة الرابعة بـ (مرحلة الأفذاذ من الرجال)، وذكر أولئك الأربعة فقط، بعد أن قال: لا أتردد في تسميتهم بأسمائهم.
[2] حيث إنَّ أول كتاب أجرى فيه قلمه بالشرح والتحقيق هو كتاب "شرح ديوان علقمة"، وعمره آنذاك عشرون سنة.
[3] "المدخل لتاريخ نشر التراث" ص 99.
[4] انظر: "مذكرات يوسف القرضاوي"، "ابن القرية والكُتَّاب" ص 15، ص 19.
[5] "المدخل لتاريخ نشر التراث" ص 100.
[6] انظر: "مذكرات يوسف القرضاوي": "ابن القرية والكُتَّاب" ص27.
[7] "مقدمة شرح ديوان علقمة الفحل".
[8] أفادني بذلك حضرة الأستاذ الجليل منصور مهران - متَّعَه الله بالصحة والعافية - وهو من تلاميذ السيد أحمد صقر.
[9] "مجلة الهداية الإسلامية"، المجلد السابع، عدد رجب سنة 1355هـ، ص 214.
[10] "مجلة الرسالة"، السنة الرابعة، عدد 148، ص 754.
[11] انظر مقال: "تعقيب على نقد ودرس للمنقود قبل الناقد"، مجلة الكتاب، المجلد العاشر، عدد أبريل سنة 1951م.
[12] انظر طبعة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لكتاب "معرفة السنن والآثار"؛ للبيهقي، بتحقيق/ السيد أحمد صقر، وتصدير محيي الدين عبدالحميد.
[13] "مقدمة شرح ديوان علقمة"، ص 8.
[14] انظر على سبيل المثال: مقدمة تحقيق "مناقب الشافعي"؛ للبيهقي ص 31 طبعة دار التراث، ومقال "على هامش النثر الفني"، المنشور بمجلة المجمع العلمي بدمشق، سنة 1946م، الجزء الرابع والعشرون، ص436.
[15] انظر مقدمة "ديوان حامد طاهر"، طبع مكتبة الزهراء، القاهرة (1986م)، ص24 - 25.
[16] أفادني بذلك الأستاذ منصور مهران - حفظه الله تعالى.
[17] انظر مقال: "نظرات في كتاب الأشربة"، مجلة الرسالة، السنة السابعة عشرة، ص 1017.
[18] انظر مقال: "نظرات في كتاب الأشربة"، مجلة الرسالة، السنة السابعة عشرة، ص 1076.
[19] انظر مقال: تعقيب على كلمة بواسل"، مجلة الرسالة، عدد845، ص 1359.
[20] انظر: "برنامج طبقات فحول الشعراء" ص 127 وص 133، ومقدمة التحقيق ص 71، بتصرُّف يسير، وانظر كذلك رد الأستاذ محمود شاكر على نقد السيد أحمد صقر في مجلة الكتاب، المجلد الثاني عشر، سنة 1953م، ص513.
([21]) مجلة الكتاب، المجلد الثاني عشر، سنة 1953، ص 379.
[22] انظر: "مقدمة ديوان حامد طاهر"، طبع مكتبة الزهراء، القاهرة (1986م)، ص17.
[23] مقدمة تحقيق كتاب الدعاء للطبراني؛ حققه: الدكتور محمد حسن محمد سعيد بخاري، ص 6.
[24] مجلة البيان (لندن)، عدد 190، سنة 1424هـ.
[25] انظر: "مقدمة ديوان حامد طاهر"، طبع مكتبة الزهراء، القاهرة (1986م)، ص27.
[26] مضمون مراسلة خاصة جرت بيني وبين الدكتور عامر صبري.
[27] أفادني بهذا مشافهة الأستاذ منصور مهران.
¥