ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 01 - 2009, 10:07 م]ـ
مرحبًا بك وعودًا حميدُا حبيبنا المقدسي، وبكل أهل فلسطين، واعلم أننا كلنا ذلك الرجل.
ما أصعب أن تجد فلذة كبدك يمزّق، وتشعر بعجزك أن تنقذه، وما نملك إلا أن نقول: يا لله للمُعذَبين.
ما أجحد جنس البشر، لو كان لنا أن ننسلخ منه لجنس آخر لفعلنا؛ لِما نرى ونسمع من فعل بني البشر!!!!!!!!
الأسير الأردني (سلطان العجلونى)
من مواليد المفرق بتاريخ 1/ 1/1974م ,
من أسرة كبيرة عرفت بتدينها و التزامها و وطنيتها و حبها للعلم , له من الإخوة خمسة ومن الأخوات ستة هو أصغرهم جميعا ً. عندما اعتقل كان ما يزال طالبا ً في الصف الثاني الثانوي – الفرع العلمي - , و قد عرف في المدرسة باجتهاده و تفوقه و تعدد مواهبه , فقد حفظ قصيدة البردى , و تعلم التلاوة و التجويد و هو ما يزال في الصف الرابع الابتدائي , أما رحلته مع الكتب و المطالعة فقد بدأ مبكراً إذ حصل على بطاقة عضوية في مكتبة بلدية المفرق في سن السادسة , و كان عضوا ً في نادي المراسلة في مجلة ماجد للفتيان و الفتيات , بل إنه كتب الشعر و القصة القصيرة , و كان متميزا ً بالإنشاء و الأدب. و على الرغم من نحوله و ضآلة حجمه إلا أنه كان معروفا ً بين أقرانه بإرادته الصلبة و عزيمته القوية , مما أهله لأن يكون عضوا ً نشيطا ً في الكشافة , بالإضافة لمشاركته في مختلف الألعاب الرياضية.
هكذا نشأ العجلوني في أجواء كانت تؤهله لحياة غير عادية , و الحدث الأبرز و الذي كان له تأثير كبير , بل شكل منعطفا ً في حياته هو مذبحة الأقصى في 8/ 10/1990م , عندما اقتحم جنود جيش الاحتلال الصهيوني المسجد الأقصى بعد إعلان جماعة ما يسمى بـ (أمناء جبل الهيكل) اليهودية المتطرفة عن نيتهم اقتحامه بالقوة لوضع حجر الأساس لهيكل سليمان المزعوم! و اشتبك الجيش مع الفلسطينيين العزل الذين استبسلوا في الدفاع عن الأقصى , و خلال ساعتين أصيب المئات واستشهد في ساحة الأقصى عشرون شهيدا اختارهم الله لجواره.
كان لهذا الحدث الجلل أكبر الأثر في نفس سلطان , بل لقد شكل منعطفا ً خطيرا ً غير حياته كلها! و رغم أنه كان ما يزال فتى لما يبلغ بعد السابعة عشرة من عمره الغض , إلا أنه أدرك بحسه الناضج و رجولته المبكرة و إيمانه الصادق الواعي بأن واجبه و مسؤوليته أمام الله توجب عليه عملا ً حقيقيا ً يفوق الشعور و الحزن و الاستنكار , فصمم على الثأر حتى استطاع الحصول على مسدس حيث لم يتمكن أن يحصل على سلاح رشاش كما كان ينوي. و من ثم بدأ يتدرب على الرماية في الصحراء لوحده كاتما ً سره حتى عن أقرب المقربين , و عندما شعر أنه أصبح مستعدا ً كتب وصيته التي يطلب فيها من والديه الصبر و الثبات و أن يحتسباه عند الله , و أن يقرؤوا له القرآن فجر كل جمعة , و يكثروا من الدعاء له , و أن يسددوا عنه دينه البسيط للبقال! و هكذا عزم أمره و توكل على الله و انطلق إلى هدفه في صباح 11/ 11/1990م , فوصل قرية دامية قرب الحدود الأردنية الفلسطينية و من ثم عبر نهر الأردن , متجاوزا ًنقاط التفتيش فوصل إلى معسكر للجيش الإسرائيلي بعد يومين من ذلك , فكانت عمليته مساء 13/ 11/1990م , و رغم أنه لم يخطط للعملية مسبقا ً إلا أنه برهن عن ذكاء و سرعة بديهة , فقد تمكن من اجتياز الأسلاك الشائكة و تجاوز نقاط الحراسة و اقتحم الموقع فقتل أحد جنود شرطة حرس الحدود برتبة رائد و هو المدعو "بنحاس ليفي" –و هو شقيق قائد لواء القدس في الشرطة الإسرائيلية سابقا ً "ميكي ليفي"- , ثم مال إلى زميله الذي ارتجفت يده على جهاز الاتصال لكن المسدس لم يطلق , فقد أصابه عطل ما و هكذا تم القبض على سلطان فنقل للتحقيق, لتبدأ مرحلة جديدة من الجهاد و المصابرة ثبت فيها ثبات الأبطال , و تجلت مواهبه في الحجة و الجدال و ظهرت روحه المتحدية الصلبة إذ كان جوابه طوال فترة التحقيق و التي دامت خمسين يوما ً من العذاب النفسي و الجسدي:
¥