بكل استهتار يستحقرون عقول البشر وكأنهم بَهمٌ مسخّر لهم، ولكنّ هذا الكائن الوضيعَ أغفلَ أمراً، وهو ما تحدثَ بهذا الغرور إلا لاعتقاده امتياز اليهود على كافة البشر، ونحن نعلمُ يقيناً أنهم بشر، بل هم أخبث البشر، وعليه فما قد يستخدمُ ضدنا نفسيا فهو قد يستخدم ضدهم، وسيكون فيهم أعمقَ أثرا منا.
كما أن تسخيرنا عمالا لهم أو عبيدا ليس إلا عن اطمئنانهم إلى تقاعسنا عن العلم والثقافة، أفلا يمكن البدء بتعليم منهجي -وإن كان على إطارٍ ضيّق في البداية- للانتفاع وتحقيق الأغراض، وليس للتظاهر والاستعراض ..
وكما نعلم فالعقول العربية الفذة مُهدرةٌ أو مبعثرة في أنحاء العالم تحت الاستغلال الغربي .. ما الذي يمنع التضحية بأموالنا لتجميع هؤلاء وتوفير الطاقة لهم .. من أجل الأمة؟!
وفي موضع آخر يقول
"وقام روتشيلد بعد ذلك بشرح قيمة أسلوب الخداع المتواصل للجماهير فأشار إلى أن على عملاء المؤامرة أن يتقنوا استعمال الجمل الطنانة وإطلاق الشعارات الشعبية. كما أن عليهم أن يقدموا الوعود السخية للجماهير. ولكنه لاحظ: *إن بالإمكان دائما تنفيذ عكس الوعود التي قطعت للجماهير ... فليس لذلك أية أهمية تذكر. واستنتج روتشيلد أن الجماهير يمكن أن تثار بإطلاق شعارات الحرية والتحرر إلى درجة من الحماس يمكن معها أن تعاكس حتى أوامر الله وقوانين الطبيعة*. ثم أضاف: *ولهذا السبب فإننا بعد الحصول على السيطرة المطلقة سنمحو حتى اسم (الله) من معجم الحياة*".
هكذا بأقصى وقاحة وأشنع بجاحة بمنتهى الاحتقار ينظرون إلينا، ونحن بدورنا نبررلهم هذه النظرة، فمواقفنا لم تتجاوز ما خططوه لنا!!
هم قلة ونحن كثرة .. لكنهم يعملون على استغلال تهاوننا في الحصول على حقوقنا، ونحن نسمح لهم!
إنك إن فكرتَ في المطالبة بحقوقك الفردية فقد تواجه قمعاً، وربما تعرضتَ للأذى، وكأدنى تقدير فإنك ستقابَل بالإهمال .. غير أن اجتماع الأمة على مثل هذا قد يعيد بعض الكرامة حتى مع فوات التمام.
ولكن هناك استغلال آخر .. المماطلةُ
فهم يستخدمون سمة في النفس البشرية وهي النزوع إلى الملل ويوظفونها لمصالحهم ..
وهكذا حتى الجماهير التي قد تطالب ستظل في طابور على باب وهمي!
لذا نحن بحاجة إلى الصبر وإلى استخدام العنف بشكل سري وتحصيل الحق
ولو نظرَ الفرد منا إلى الأمر على أنه انتهاك لكرامته الإنسانية، لما قبل الحرُّ الشريف ذلك، ولأضرب عن الطاعة التي تسيّره عبداً في ملك العدو ..
علينا بالمطالبة والمحاسبة والمعاقبة وعلينا البدء بالمنازل على المستوى العائلي ثم الاجتماعي ولو صلح المجتمع للحقته القيادة.
يقول أيضا:
"وانتقل روتشيلد بعد ذلك إلى الحديث عن الشعارات التي يجب إطلاقها فقال: *ليس هناك في العالم مكان لما يسمى بالحرية والمساواة والإخاء. ليست هناك سوى شعارات كنا أول من أطلقها على أفواه الجماهير ليرددها هؤلاء الأغبياء كالببغاوات ولن يتمكن عقلاء الجوييم من الاستفادة من هذه الشعارات المجردة ولن يستطيعوا أن يدركوا التناقض في محتواها*. وقال: *سوف نبني على أنقاض نظام الجوييم المبني على ارستوقراطية النسب نظاماً يقوم على ارستوقراطية المال. وهذا النظام سيعتمد بالدرجة الأولى على الثروات وهي بكاملها في أيدينا*".
إن كنتَ ستقدسُ المال وتقدمُ نفسك على كل من سواك، وإن أنت أصررتَ على الرفاهية التي تقدمها منتجاتهم، فأنت على شفا عبودية مرهقة.
ببغاوات وأغبياء في أعينهم، لكن الدين الذي ننتسب إليه يكفل لنا العقلَ على قدر تمسكنا به وإدراكنا لأولوياته ..
هل يصعب على الأهل والأبناء التصرف بما يكفل متاع الدنيا ونعيم الآخرة؟ أهو أمر معجز أن يراجع الكل دينه ويطبق أصوله وشرائعه بدون الالتفات إلى الأفكار التي قد تكون سليمة في ظاهرها وتدعو إلى الفضيلة وهي في حقيقتها تشويش وتعطيل لأمور أجدر بالاهتمام .. لسنا بحاجة إلى جمعيات متخصصة بقضايا دون قضايا .. الدين يهتم بكل القضايا .. لا بد من الدعوة على أساس الدين، ولا بد من الإصلاح على أساس الدين، أما الظن بأن الدعاوى الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية أمر مجدٍ فليس ذلك كذلك لمن حدّ بصره.
إن ما أدعو إليه هنا هو عودةٌ إلى النظام الكافل للحضارة وليس دعوةً إلى القتال في سبيل الله ..
¥