أي تنوين لها، فلو كانت هي من حروف الهجاء لنونت مثلا ولقلنا: بدلا من ألف لام ميم ألفٌ لامٌ ميمٌ بالتنوين، وهذا ليس الحال هنا. وعلى هذا فهي ليست حروف الهجاء ولا هي أسماؤها".
ويذكر معنى طه:" كلمة طا في اللغة المصرية القديمة ليس حرفاً بل كلمة، وتعني في اللغة العربية "هذا أو يا هذا أو يا أنت، يا رجل".وكلمة ها تعني "انتبه، تطلع أو انظر".
فالكلمتان إذن في اللغة المصرية معناهما: يا أنت أو يا رجل: انتبه! ".
واما كلمة (يس):" أصلها الكلمة المصرية القديمة التي تنطق إيس أو إس أو يس وتعني بالعربية: بل، أى،يقيناً، حقيقة.
وإذا أضيف إليها (ن) وهذا الحرف من خصائص اللغة المصرية القديمة، فإن إضافته إلى الكلمة يفيد أن جزءاً من الجملة أو الكلام استبعد".
والاصل ان نعود الى ما قاله سلفنا في ذلك ,فهم كانوا على إتصال مباشر وعلى وعي ونقاء في السليقة, وقد أشار الزركشي في كتابه البرهان الى اوجه تفاسير هذه الفواتح إذ قال:"اعلم أنه لما كانت هذه الحروف ضروريةً في النطق، واجبةً في الهجاء، لازمة التقدم في الخطِّ والنُّطق - إذ المفرد مقدَّم على المركب - فقدمت هذه المفردات على مركَّباتها في القرآن، فليس في المفرد ما في المركَّب، بل في المركَّب ما في المفرد وزيادة. ولما كان نزولُ القرآن في أزمنةٍ متطاولة، تزيد على عشرين سنة، وكان باقياً إلى آخر الزمان، لأنه ناسخ لما قبله، ولا كتابَ بعده، جعل اللَّهُ [تعالى] حروفَه كالعلائم، مبيِّنة أن هذه السورةَ هي من قَبيلِ تلك التي أنزلت من عشر سنين مثلاً، حتى كأنها تتمة لها، وإن كان بينهما مدة.
وأما نزولُ ذلك في مُدَدٍ وأزمنة، أو نزولُ سورٍ خالية عن الحروف فبحسب تلك الوقائع. وأمّا ترتيبُ وضعِها في المصحف - أعني [24/ب] السور - فله أسباب مذكورة في النوع الثالث عشر.
وأما زيادةُ بعض الحروف عن بعض السور وتغيرُ بعضها، فلْيُعلَم أنَّ المراد الإعلامُ بالحروف فقط؛ وذلك أنه متى فَرَض الإِنسانُ في بعضها شيئاً مثل: {الم} السجدة، لزمة في مثلها مثلُه، كألف لام ميم البقرة؛ فلما لم يجد دلَّه ذلك الثاني على بطلان الأول، وتحققَ أن هذه الحروف هي علامات المكتوب والمنطوق. وأما كونُها اختَصَّتْ بسورِةِ البقرة فيحتملُ [أنّ] ذلك تنبيه على السور، وأنها احتوت على جملةِ المنطوق به من جهة الدلالة؛ ولهذا حصلَت في تسعةٍ وعشرين سورة بعدد جملة الحروف ولو كان القصدُ الاحتواءَ على نصفِ الكتاب لجاءت في أربَعَ عشرة سورة؛ وهذا الاحتواء ليس من كلِّ وجه، بل من وجهٍ يرجع إلى النطق والفصاحة وتركيب ألفاظ اللغة العربية؛ وما يقتضي أن يقعَ فيه التعجيز. ويحتمل أن يكون لمعان أُخر، يجدها مَنْ يفتح الله عليه بالتأمل والنظر؛ أو هبةً من لدنه سبحانه.
ولا يمتنع أن يكون في بقيَّة السورة أيضاً كما في ذوات الحروف، بل هذه خصصت بعلامات لفضيلة وجب من أجلها أن تُعْلَم عليها السور، ليُنَبّه على فضلها، وهذا من باب الاحتمال، والأولى أن الأحرف إنما جاء في تسعة وعشرين سورة لتكون عدة السور دالَةً لنا على عدة الحروف، فتكون السُّوَر من جهة العدة مؤدية إلى الحروف من جهة العدة؛ فيعلم أن الأربعة عشر عوضٌ عن تسعةٍ وعشرين".أهـ
ـ[همس الجراح]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 12:51 ص]ـ
يورد القرطبي رحمه الله تعالى في بعض تفسير " كهيعص " عن ابن عباس رضي الله عنهما:
أنها بدايات بعض أسماء الله الحسنى ويقول:
الكاف: الكريم. والهاء: الهادي. والياء: ذو الأيدِ " القوي ". والعين: العليم. والصاد: صادق الوعد. والله أعلم.
ـ[السُّهيلي]ــــــــ[13 - 06 - 2006, 07:58 م]ـ
مرحبًا:
أخي السهيلي.
ربما أسند مصطفى محمود قوله إلى (ابن القيم) ولم أنتبه له، وربما قاله دون إسناده إليه، جميع هذا وارد.
ثم إن هذا التفسير لا يطابق الحال، فمثلا سورة (ق) قمت بإحصاء حروف القاف الواردة فيها وحروف الواو أيضًا فوجدت أن حروف الواو تزيد على حروف القاف؛ لذا فهذا التفسير لا أظن بأنه مطابقٌ تمامًا، وإن كان ورود القاف في تلك السورة عن غيرها من السور أمرًا واضحًا يجعل هذا التفسير يقارب الواقع
تحياتي:
وحي.
وحي اليراع ..
المقصود ليس العدد الحصري العام
وإنما عدد الحروف التي لها ميزة في المعنى
ولذلك فحرف الواو ليس كله محل عدد لأنه يأتي في الغالب
حرف عطف .. وحرف العطف خالي من المعنى إلا مع الربط
أما حرف القاف فإنه تحتويه الكلمات الرئيسية في السورة ..
مثلاً أيضاً .. لايعتبر حرف اللام في اللام الشمسية والقمرية حرفاً
ذو عدد .. لأنه يدخل على كل الكلمات .. !
إذاً المقصود عندهم الحرف الذي له ميزة في المعنى بحيث تحتويه
أكثر الكلمات التي لها علاقة بمعنى السورة أو بموضوعها الرئيسي!
والله أعلم
ـ[عطية زاهدة]ــــــــ[21 - 06 - 2006, 07:30 م]ـ
حاولْ أن تطبق طريقتي في تقدير فواتح السور على "الم" في سورة آل عمران، فربما تصل إلى ما وصلتُ إليْهِ .. حاول أن تسجله هنا في ردٍّ لك.
¥