تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هي أن نسلم للقوم بأن المقصود بالآية هم آل البيت، رضوان الله عليهم، وأن الإرادة فيها كونية لا شرعية، فهل يعني إذهاب الرجس العصمة وعلم الغيب والرجعة و ........ الخ، كما أشار إلى ذلك الشيخ محمد الخضر، حفظه الله، الباحث الكويتي المعروف، ألا يمكن أن يكون إذهاب الرجس هو اجتناب كبائر الذنوب وصغائرها ما أمكن، مع عدم العصمة، لأن العصمة لا تثبت إلا للأنبياء، صلوات الله عليهم، فتتسق الأدلة الشرعية ولا يضرب بعضها ببعض، فنحن، أهل السنة، على سبيل المثال نقول بأن الله، عز وجل، قد أراد كونا وشرعا، أن يطهر أمير المؤمنين أبا الحسن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، من الرجس، وإلا لما اصطفاه لصحبة محمد صلى الله عليه وسلم، بل واختصه بالقرب منه بحكم الرحم، والمبادرة إلى تصديقه وهو طفل صغير، وحسن البلاء في كل موطن شهده، بل ونعتقد أنه كان أدنى الطائفتين للحق، في كل الأحداث التي وقعت بعد مقتل أمير المؤمنين، عثمان، شهيد الدار، رضي الله عنه، ومع ذلك لا نعتقد أنه معصوم، بل لا يعتقد هو نفسه لنفسه العصمة، ولا يقدح ذلك في حقه، إذ لو كان انتفاء العصمة قادحا، لما سلم أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل من أمته إلى يوم الدين، من القدح، بل لما سلم لنا، نحن أهل السنة، الخلفاء الثلاثة، رضوان الله عليهم، إذ ما من أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، من أصحابه، رضوان الله عليهم، إلا ويخفى عليه شيء من السنة، فيجتهد اجتهادا مرجوحا، فيفوز بأجر الاجتهاد دون أجر الإصابة، كائنا من كان، ولو كان صديق الأمة الأعظم، أبا بكر، رضي الله عنه، أو المحدث الملهم الفاروق، رضي الله عنه، فلم تضمن لهما هذه المنزلة الرفيعة العصمة، لأن العصمة لجيل الصحابة، رضوان الله عليهم، عصمة مجموع لا أفراد بعينهم، كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام، رحمه الله، فالحق لن يخرج عن مجموعهم، ولا يلزم من ذلك أنه حاصل لكل فرد منهم بعينه، إذ لو كان الأمر كذلك، فكيف يفسر اختلافهم في الاجتهاد في مسائل الفروع التي طرأت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم؟، مع التأكيد في هذا الموضع، على انتفاء حدوث أي خلاف في الأصول فيما بينهم، فلم تظهر بدع العقائد إلا في أواخر قرنهم، ولم يجرؤ أحد على الكلام في أسماء الله، عز وجل، وصفاته، إلا بعد انقضاء عهدهم، فحتى بدع الاعتقاد التي طرأت في عهدهم كانت تتعلق بالخروج والتشيع والقدر، ولم تصل لحد التجهم والاعتزال .......... الخ، والله أعلم.

فأي الفريقين أحق بموالاة آل البيت، من حفظ للنبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات، رضوان الله عليهن، وآل بيته الكرام، حقوقهم، أم من خاض في أعراض أمهات المؤمنين، ورماهن بأقبح الأوصاف، وما علم، أو علم وأصر، أن القدح فيهن قدح في النبي صلى الله عليه وسلم، فهن فراشه، فإن كن خبيثات، فصاحب الفراش خبيث، حاشاه، بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وسلم، اللهم إن الحق بين ولكنهم قوم يعتدون.

وبطبيعة الحال إذا ما صرح المرء بهذه الحقائق، فإن ردود القوم جاهزة: لا تفرقوا جماعة المسلمين، لا تشقوا الصف المسلم، ولا ندري من منا يشق الصف، من جهر بالحق وعظم آل البيت دون أن يخرج عن حدود الاعتدال الذي سنه الشرع المطهر، إلى الغلو المذموم الذي أوقع الأمم السابقة وطوائف عدة من هذه الأمة في الشرك، أم من خرج عن حد الاعتدال إلى حد التقديس والعبادة، وضاق ذرعا بالمخالف، فاستحل دمه وعرضه، ووالى أعداء الدين ضده، كما هو حاصل اليوم في العراق الحبيب، الذي اشتدت فيه وطأة الصفويين على أهل السنة والجماعة، مستغلين الأحداث الأخيرة التي جرت في لبنان، إذ ارتفعت أسهمهم لدى قطاع كبير من الأمة، باعتبار أنهم الجبهة القوية التي تقف في وجه اليهود، وتكيل لهم الضربات الموجعة، وانهالت المكالمات الهاتفية على البرامج الحوارية التي تبثها الفضائيات تدعو الله، عز وجل، أن يحفظهم ويحفظ إيران، ورئيسها الهمام: محمود نجاد، الذي قاتل أهل السنة في إيران أيام شبابه بمنتهى الشراسة، ثم نجح في خداع كثير من أبناء الأمة بتصريحاته النارية ضد اليهود ودولتهم، ساعده في ذلك تخاذل معظم، بل قل كل حكام العرب والمسلمين، فارتفعت

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير