· تدوين سجل يحصي أعداد المسلمين، وقد بلغ 1500، كما رواه البخاري، وهذا العدد يشير إلى أن الإحصاء ربما كان في حدود السنة الثانية للهجرة.
· سجلات الحروب، وذلك لتوزيع الغنائم.
· قائمة بأسماء رسله صلى الله عليه وسلم إلى الآفاق.
· عقود العتق، كعقد عتق أبي رافع.
· كتب متفرقة، ككتاب خطبة الوداع لأبي شاه رضي الله عنه، كما تقدم.
بتصرف من "حجية السنة" ص143 وما بعدها.
مع ملاحظة أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان حريصا على التخصص في مسألة الكتابة، فلكل مهمة كتاب معنيون بها، فللوحي كتاب، ولرسائل الملوك كتاب، وللغنائم وقوائم المقاتلين في الغزوات والسراي كتاب، وللتشريعات والمعاملات كتاب، ولأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم كتاب، وللمهام الاحتياطية كتاب، ............ الخ.
وما كتبه الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أهم كتبهم:
الصحيفة الصادقة لعبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنه، وقد اشتملت على 1000 حديث، وكتاب سعد بن عبادة، وكتاب سعد بن معاذ، وكتاب عمرو بن حزم في الديات، ويأتي في المرحلة التالية، إن شاء الله، مزيد بيان لكتب الصحابة رضوان الله عليهم.
ولعل في هذا الكفاية في الرد على شبه المستشرقين وأذنابهم، ومن أبرز من تصدى لتغطية الكتابة في هذه المرحلة: الدكتور محمد مصطفى الأعظمي في كتابه "دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه"، والدكتور امتياز أحمد في كتابه "التوثيق المبكر للسنة والحديث"، والدكتور محمد حميد الله في كتابه "مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة"، "حجية السنة"، ص142 _ 143.
وفي نهاية هذه المرحلة، لابد من التأكيد على عدالة الصحابة المطلقة، الثابتة بالنص القرآني، وتمام ضبطهم وعليه فروايتهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، مقبولة مطلقا، ولو لم يسمعوا ما رووه، لأن إرسالهم لا يكون إلا بإسقاط صحابي آخر، وهو، أيضا، عدل مطلقا، فلا ضرر من إسقاطه، وفي هذا يقول البراء بن عازب، رضي الله عنه: "ما كل الحديث سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يحدثنا أصحابنا، وكنا مشتغلين في رعاية الإبل، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يطلبون ما يفوتهم سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسمعونه من أقرانهم وممن هو أحفظ منهم، وكانوا يشددون على من يسمعون منه".
وهذا خلاف ما ذهب إليه أبو إسحاق الإسفرائيني، رحمه الله، الذي توقف في قبول مرسل الصحابي، لاحتمال روايته عن تابعي، والتابعي يحتاج إلى تعديل، والرد على هذا بأن هذا الأمر، وإن ثبت وقوعه، إلا أنه قليل نادر، وإذا حصل فإن الصحابة يبينونه، ولا يستجيزون إسقاط التابعي إذا رووا عنه، وعليه فسقطهم مأمون مطلقا لأنهم لا يسقطون إلا عدلا.
وإلى هذا أشار العراقي، رحمه الله في الألفية فقال:
أما الذي أرسله الصحابي ******* فحكمه الوصل على الصواب.
وفي هذا العصر لم يكن لعلم الجرح والتعديل وجود، لأن عدالة الصحابة المطلقة لا يلزم معها البحث في أحوال الرواة، خلاف من ادعى ردة القوم إلا عددا يسيرا فنسف مخارج السنة نسفا، لأنه اسقط أول حلقة في سلسلة رجالها، ولازم هذا القول الخبيث عدم صحة القرآن الذي بين أيدينا، فهم نقلة الاثنين، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وإلى اليوم ما زال شيوخهم يفتون بل ويصنفون ما يروج لهذه الفرية.
والله أعلى وأعلم
يتبع إن شاء الله مع مرحلة الصحابة رضوان الله عليهم.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[03 - 08 - 2006, 10:13 م]ـ
تابع أخي المهاجر 00 بارك الله فيك
ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 08 - 2006, 12:17 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وبارك فيك أيها الكريم
ومع مرحلة الصحابة، رضوان الله عليهم:
وهذه المرحلة تنتهي رسميا سنة 110 هـ، بوفاة أبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي، رضي الله عنه، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:
آخر من مات من الأصحاب له ******* أبو الطفيل عامر بن واثلة
كما قرر ذلك الذهبي، رحمه الله، ولكنها تنتهي من الناحية الفعلية في حدود سنة 80 هـ، لأن جل الصحابة ماتوا قبل هذا التاريخ، كما ذكر ذلك الشيخ الدكتور حاتم الشريف، حفظه الله، في محاضراته عن تاريخ نشوء مصنفات السنة.
¥