تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والأربعين من أنواع علوم الحديث، وذكر الحافظ ابن كثير، رحمه الله، في "اختصار علوم الحديث"، رواية معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه، عن مالك بن يخامر، رحمه الله، وهو تابعي، عن معاذ بن جبل، رضي الله عنه: وهم بالشأم، في حديث: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق)، كمثال على هذا النوع، وقد ألف الخطيب البغدادي، رحمه الله، في هذا النوع اللطيف وكذا جمع الحافظ العراقي، رحمه الله، منه نحو عشرين حديثا.

بتصرف من "الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث"، للشيخ العلامة السيد أحمد شاكر، رحمه الله، ص275، 276، النوع الحادي والأربعون من أنواع علوم الحديث.

ولذا نجد ابن عباس، رضي الله عنهما، وهو من هو في سعة الرواية، قد حمل معظم ما يرويه عن النبي

صلى الله عليه وسلم عن صحابة آخرين، ثم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم، مباشرة فهل يقول قائل: الحديث مرسل، فلا يقبل لجهالة عين الساقط من السند؟!!، بطبيعة الحال: لا لأن الساقط يقينا صحابي عدل، كما تقدم، وإن لم يكن معصوما، فليس من شروط العدالة العصمة التي رفعت من الأرض بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

وبهذا يرد على بعض المشككين الذين يعمدون إلى هذه الألفاظ الموهمة ليشككوا عوام أهل السنة في رواتهم فيقول: فلان مدلس، فلان متهم بالتدليس، والدليل من كتبكم، فيظن السامع، للوهلة الأولى، أن التدليس جرح مطلقا، خاصة وأن معناه اللغوي يدل على نوع عيب، وليس الأمر كذلك بالنسبة للتدليس اصطلاحا فقد وضع له العلماء ضوابط فرقوا فيها بين تدليس من يسقط ثقة، ومن يسقط ضعيفا، ومن يدلس تدليس تسوية فيسقط الواسطة الضعيفة بين شيخه وشيخ شيخه لا بينه وبين شيخه وهو من أخطر أنواع التدليس، ومن يدلس أسماء شيوخه، ومن يدلس تدليس بلدان، أو عطف، أو سكوت ............... الخ، ومتى تقبل رواية المدلس وكيف تعامل روايته التي لم يصرح فيها بالسماع، وهل تقبل إذا ما اعتضدت بعاضد أو ترجح سماع الراوي من شيخه بقرينة خارجية وإن لم يصرح، وهل ثبت السماع من طريق آخر ............... الخ، من الأحكام التي بسطها علماء الحديث، فمن أراد منا تفصيلها فليتلقها من أفواه العلماء والمشايخ لا من أفواه المغرضين أصحاب الأهواء والمذاهب الفاسدة.

والله أعلى وأعلم.

يتبع إن شاء الله

ـ[مهاجر]ــــــــ[15 - 08 - 2006, 08:37 ص]ـ

بسم الله

السلام عليكم

وهذه محاضرة قيمة لتفنيد شبهة حرق السنة:

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=3686

وعودة لأصل المشاركة مع:

المرحلة الثالثة: مرحلة التابعين رحمهم الله:

ومن أهم ما يلحظ في هذه المرحلة:

طول الأسانيد وتشعبها، وذلك لكثرة طلاب الحديث في هذه المرحلة، وهو ما أشار إليه محمد بن سيرين رحمه الله بقوله: (أدركت بالكوفة 4000 شاب يطلبون العلم). وهذا بلا شك أمر جيد لحفظ السنة، لأن كثرة الناقلين، تزيد من قوة الخبر المنقول، ولذا فإن الحديث الغريب (وهو المروي بإسناد واحد فقط "الغريب المطلق")، وإن كان مقبولا في هذا الجيل، إلا أنه كاسمه مستغرب، ولذا فإنه يوصف بأنه صحيح، لا سيما إن كان المتفرد حافظا كثير الرحلة، ولكن بقيد الغرابة، وكلما تقدم الزمن زاد احتمال رد الخبر الغريب ففي عصر من تلاهم من كبار أتباع التابعين، يقبل الغريب، ولكن بتحفظ كبير، وأما بعد ذلك فلا يكاد يقبل الحديث الغريب، لأنه يستحيل بعد انتشار الرواية، وتعدد مخارج الأحاديث أن ينفرد راو بطريق لا يتابع عليه، فالتفرد بعد سنة 300 هـ، لا يكاد يتصور، وهذا دليل آخر على حفظ السنة المنقولة من جيل التابعين إلى من تلاهم إلى من تلاهم، حتى جاء عصر التدوين، وهي المرحلة التي طالما دندن حولها المغرضون للتشكيك في جهود علمائها في حفظ السنة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير