تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو طارق]ــــــــ[20 - 09 - 2006, 06:27 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سلمت يمينك, وجزاك الله خيراً

ولي رجاء والأمر لك:

الردود طويلة جداً. فلو اختصرتها أو جزأتها أكثر لكان أدعى للمتابعة

وفقك الله وأجزل لك العطاء

ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 09 - 2006, 06:32 م]ـ

بسم الله

السلام عليكم

جزاك الله خيرا، أبا طارق، أيها الكريم

لم يبق بعد هذه المداخلة إلا مداخلتان قصيرتان، إن شاء الله، وقد تكون هذه المداخلة طويلة بعض الشيء، لأنها تكلمة لمرحلة القرن الرابع الهجري، فأردت أن أنهي الكلام في موضع واحد، فعذرا على الإطالة فيها وفيما سبق.

وبقية ملامح هذه المرحلة تتمثل في:

رابعا: كتب الغرائب كـ: سنن الدارقطني ومسند البزار:

وهما من مظنة الأحاديث الغريبة، فالأول على سبيل المثال يعتبر كالزوائد على سنن أبي داود، رحمه الله، فأبو داود جمع أحاديث الأحكام المشهورة، كما تقدم في رسالته لأهل مكة، وعليه فلا حاجة لجمعها مرة أخرى، لأن هذا تكرار لا فائدة ترجى منه، وإنما الفائدة تظهر في جمع ما لم يدر على ألسنة الرواة من الغرائب، وهذا بلا شك يتطلب حافظا ناقدا ملما بالغرائب، وكان الدارقطني، رحمه الله، ذلك الناقد، فهو إمام العلل، الذي صنف كتاب "العلل"، وهو كتاب لا نظير له في بابه، و"الأفراد" الذي يدل على سعة اطلاعه على طرق الأحاديث الغريبة، وهو أيضا إمام من أئمة الشافعية، رحمهم الله، فله نفس فقهي يظهر في كتابه "السنن" لأنه كتاب أحكام، وإن عني بجمع الغرائب كما تقدم، وكتاب الدارقطني، من مظنات "الحسن" لأنه نص على كثير منه في هذا الكتاب. (تيسير مصطلح الحديث ص50).

وقد عقد الدكتور علي الصياح، حفظه الله، مقارنة بديعة بين علل الدارقطني وسنن البزار، بين فيها أهم الفروق بينهما، ومنها:

· أنَّ البزار عني بجمع الغرائب والأفراد، ولذا تجده ينبه على ذلك بعد رواية الحديث، ولذا كان كتابه من أشهر الكتب التي هي مظنة الأحاديث الأفراد، قَالَ ابنُ حجر: من مظان الأحاديث الأفراد: مسند أبي بكر البزار، فإنه أكثر فيه من إيراد ذلك وبيانه، وتبعه أبو القاسم الطبراني في "المعجم الأوسط"، ثم الدار قطني في"كتاب الأفراد"، وهو ينبئ على اطلاع بالغ، ويقع عليهم التعقب فيه كثيراً بحسب اتساع الباع وضيقه، أو الاستحضار وعدمه، وأعجب من ذلك أن يكون المتابع عند ذلك الحافظ نفسه فقد تتبع العلامة مغلطاي، رحمه الله، على الطبراني ذلك في جزء مفرد. وإنما يحسن الجزم بالإيراد عليهم حيث لا يختلف السياق، أو حيث يكون المتابع ممن يعتبر به، لاحتمال أن يريدوا شيئاً من ذلك بإطلاقهم والذي يرد على الطبراني، ثم الدار قطني من ذلك أقوى مما يرد على البزار لأنَّ البزارَ حيثُ يحكم بالتفرد إنما ينفي علمه، فيقول: "لا نعلمه يرو عن فلان إلا من حديث فلان"، وأما غيره، فيعبر بقوله: "لم يروه عن فلان إلا فلان"، وهو وإن كان يلحق بعبارة البزار على تأويل، فالظاهر من الإطلاق خلافه، والله أعلم. النكت على كتاب ابن الصلاح (2/ 708).

ومعرفة الأفراد والغرائب من أهم وسائل الكشف عن العلة كما قال ابن الصلاح في مقدمته (ص81): «ويستعان على إدراكها _ أي العلة _ بتفرد الرواي»، وأمَّا أبو الحسن الدارقطني فعني في كتابه العلل بجمع الأحاديث التي وقع فيها اختلاف على أحد الرواة.

· ومن الفروق أنّ الدارقطني يوضح الاختلافات ويحدد مدار الحديث وكيفية وقوع الخلاف فهو مدرسة في تعليم العلل وتسهيلها على طلاب هذا الفن، والبزار ربما فعل هذا، ولكن بقلة مقارنة بعمل الدارقطني في كتابه.

· ومن الفروق أنّ الدارقطني أكثر توسعا وبسطا من البزار، فنَفَس الدارقطني في بيان الاختلافات وسرد الطرق طويل، ولذا كان كتابه أوسع كتاب في بيان علل الأحاديث، قال ابن كثير: «وقد جمع أزمة ما ذكرناه كلّه الحافظ الكبير أبو الحسن الدارقطني في كتابه ذلك، وهو أجلّ كتاب بل أجلّ ما رأيناه وضع في هذا الفن، لم يسبق إليه مثله، وقد أعجز من يريد أن يأتي بعده، فرحمه الله، وأكرم مثواه». اختصار علوم الحديث ص64.

ومما يجب التنبيه عليه أن الدارقطني ربما ترك ذكر بعض الاختلافات والأوجه لأسباب منها:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير