تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شرحي الخطابي، رحمه الله، المتوفى سنة 388 هـ، وهو من أئمة الشافعية في زمانه، على البخاري: (أعلام السنن)، وأبي داود: (معالم السنن)، وقد عني فيهما ببيان غريب الحديث، وتكلم على مسائل اصطلاحية مهمة، لعل من أبرزها تعريفه للحديث الصحيح والحسن، وللشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير، حفظه الله، سلسلة محاضرات عن كتب الشروح، خصصها لشروح الكتب الستة، أجاد فيها وأفاد، وهي موجودة على صفحة الشيخ في موقع طريق الإسلام.

والله أعلى وأعلم

يتبع إن شاء الله.

ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 09 - 2006, 05:32 م]ـ

بسم الله

السلام عليكم

مرحلة القرن الخامس الهجري:

وقد استمر فيها الانحدار، وهذه سنة جارية، فمتى بلغ الشيء تمامه، فترقب نقصانه، فبعد أن بلغ هذا العلم ذروته في القرن الثالث الهجري، بدأ في التناقص شيئا فشيئا، خلال القرن الرابع ثم خلال هذه المرحلة، وإن لم تخل الساحة من أئمة مجتهدين، على رأسهم الحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، رحمه الله، المتوفى سنة 458 هـ، صاحب "السنن الكبرى"، وهو من أجل كتب الإسلام، والحافظ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي، رحمه الله، المتوفى سنة 463 هـ، حافظ المشرق الذي تبلورت علوم المصطلح على يديه، والحافظ ابن عبد البر، رحمه الله، المتوفى سنة 463 هـ، حافظ المغرب.

وأبرز إنجازات هذه المرحلة:

· تمييز صحيح الحديث من سقيمه، في الكتب المصنفة، لأن معظم المصنفين لم يشترطوا إيراد الصحيح فقط، باستثناء أصحاب الصحاح، كالشيخين وابن خزيمة وابن حبان، وإن كان الأخيران لم يسلم لهما كما سلم للشيخين، كما تقدم، ولا شك أن هذا جهد تكميلي لجهود سابقة عنيت بالجمع، وبعد الجمع لا بد من التمحيص.

· الحكم على رواة الأحاديث، لأن الخلاف وقع، وما زال واقعا حتى الآن، في الحكم على رواة اختلفت أحكام الأئمة عليهم ما بين موثق ومضعف، تبعا لاعتبارات متعددة، كأن يتصنع الراوي لمن يسمع منه فيحدثه بأصح حديثه، فيوثقه الراوي، إن كان ممن يعتد بقوله في هذا الشأن، كما وقع لابن معين، رحمه الله، في توثيقه لبعض الضعفاء، وللمسألة بسط لا يتسع المجال لذكره، ولذا فإنه لابد من الجمع بين أقوال الأئمة في راو واحد أو الترجيح بينها متى تعذر الجمع.

· الحكم على الغرائب بعد تمام الاعتبار، وقد سبق أن الغرائب لم تكن محل اهتمام في مرحلة الجمع ثم جمعت بعد ذلك في مرحلة تالية وبقي الحكم على هذه الغرائب ولا شك أن هذا يتطلب ملكة نقدية لا تتوفر للكثير.

ومن أبرز سلبيات هذه المرحلة:

تأثر علمائها كالبيهقي والخطيب بعلم الكلام، ويظهر هذا جليا في تأثر البيهقي، رحمه الله، بتأويلات شيخه ابن فورك، رحمه الله، المتوفى سنة 406 هـ، ومتابعته للأشاعرة في بعض المسائل، أبرزها: بدعة "الكلام النفسي"، ويظهر هذا أيضا في كلام الخطيب، رحمه الله، في "الكفاية"، عن حجية أخبار الآحاد، وهي المسألة التي أصل فيها المتكلمون أصلا مبتدعا، لا زال مقررا حتى يومنا هذا، وهو: أن أحاديث الآحاد تفيد الظن، ولا تفيد القطع، وعليه فلا يحتج بها في العقائد وإنما يحتج بها في الأحكام فقط، وفي كلامه عن زيادة الثقة، وتأثر الخطيب أيضا بكلام شيوخه من الأصوليين المتكلمين كأبي الطيب الطبري، وأبي إسحاق الشيرازي وأبي الطيب الباقلاني، رحمهم الله، والملاحظ أن كلهم من الشافعية لأن معظم المتكلمين والأصوليين كانوا شافعية، والعجب أن معظم علماء الحديث أيضا من الشافعية، رغم التناقض الكبير بين منهج أهل الحديث ومنهج المتكلمين.

وأيضا نقصت قدرة العلماء على الحفظ، ففي المرحلة السابقة شاهدنا الدارقطني، يجيب على أسئلة أبي بكر البرقاني، في "العلل"، دون أن ينظر في كتاب، وأما في هذه المرحلة فإننا نشاهد أبا بكر الحميدي يخبر عن شيخه الخطيب بأنه لم يسأل عن شيء إلا نظر في كتبه قبل أن يجيب.

واستمرت كتب الشروح في الظهور خلال هذه المرحلة، ولعل أبرزها على الإطلاق:

كتاب "التمهيد" للحافظ ابن عبد البر، رحمه الله، وهو من أجل كتب الإسلام، شرح فيه أحاديث الموطأ مقتصرا على المرفوعات ورتبه على شيوخ مالك، ثم تلاه بكتاب "الاستذكار"، الذي التزم فيه بترتيب الكتاب الأصلي.

والله أعلى وأعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير