تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

العابدين ومحمد الباقر وزيد بن علي وجعفر الصادق وموسى الكاظم وعلي الرضا ................... الخ من أولاد علي، رضي الله عنه، ممن عرف بالديانة والصلاح والإمامة في الدين فلم يحدث في دين الله، عز وجل، ما ليس منه، وإنما انضوى، كما انضوى غيره من العلماء الربانيين، تحت لواء السنة، والله أعلم.

وأما من جهة أن الإمامة هنا هي الإمامة بمعناها الاصطلاحي عندهم التي تعني العصمة، وعلم الغيب، والهيمنة على ذرات الكون، و ................... من العقائد الغالية المنحرفة فهذا مما يخالف فيه أهل السنة الإمامية أشد الخلاف، لأن هذا الاصطلاح المحدث ينافي أصل الرسالة الخاتمة، بل أصل كل الرسالات السماوية، بل إن كل الرسالات ما جاءت إلا بالتوحيد الذي يقمع هذه العقائد المنحرفة، ويزيل الحواجز التي أقامها دعاة الباطل بين الله، عز وجل، وعباده.

قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ).

وقال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).

وعند مسلم، رحمه الله، من حديث: يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا وَقَالَ الْآخَرَانِ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ قَالَ

قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ.

والحديث من طريق علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، الذي يدعي القوم متابعته وآل بيته، فهلا تابعوه فيما أمر به أبا الهياج؟!

فنحن لسنا بحاجة إلى وسائط توصلنا بربنا، عز وجل، الذي يحب منا دعاءه وإظهار الذل والافتقار بين يديه، لا بين يدي عباد لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، فضلا عن غيرهم.

ويقول صاحب المحيط:

الإمَامُ:-: من يأتََمُّ به الناس من رئيس أو غيره.

وإمامُ الصلاة -: الخليفة، كان أميرُ المؤمنين هو الإمام للمسلمين كافّة.

وقائد الجند، حارب الجند مع أَئِمَّتهم.

والقرآن الكريم (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصيْنَاهُ فِي إمامٍ مبِينٍ).

وكل ما يُقتدى به، و (وَاجْعَلْنا للْمُتَّقِينَ إماماً).

والدليل الذي يتبعه المسافرون، كان المعلَّم إمامَهم في تلك الرحلة ٌ.

فأضاف:

معنى القيادة العسكرية، في قوله: "حارب الجند مع أَئِمَّتهم"، فلا تقتصر الإمامة على الإمامة السياسية المتبادرة إلى الذهن.

والقرآن الكريم، وإلى ذلك أشار ابن كثير، رحمه الله، بقوله: "أي: كتاب مسطور مضبوط في لوح محفوظ، والإمام المبين هاهنا هو أم الكتاب". اهـ، بتصرف يسير، ولكن القوم، كعادتهم أبوا إلى لي أعناق النصوص، فقالوا في تفسير هذه الآية بأن المقصود هو الإمام من أئمتهم، وأن الله قد أعطى الأئمة فهم كل شيء والإحاطة بكل شيء. اهـ

نقلا عن "أصول الفرق الإسلامية"، للشيخ الدكتور عمر عبد العزيز قريشي، حفظه الله، ص76.

والإحاطة بكل شيء أمر لم يعطه محمد صلى الله عليه وسلم، مع جليل قدره عند ربه، فقد توقف في مسائل سئل عنها حتى جاءه الوحي، فكيف تكون لأحد من بعده من آل بيته، رضوان الله عليهم؟!، ولكنه التحكم المعتاد في النصوص توسيعا وتضييقا.

وأقرب المعاني إلى سياق الآية، محل البحث، هو القدوة في الدين، بغض النظر عن الإمامة بمعناها السياسي الضيق، وإن كان لا يمتنع في حق إنسان أن يكون إماما في الدين والدنيا، كما أثر ذلك عن كثير من قادة هذه الأمة، وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة، رضوان الله عليهم، فقد كانوا أئمة في الدين والدنيا، وإلى هذا المعنى مال ابن كثير، رحمه الله، إذ يقول:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير