تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

، لم يسبق بعدم، ولا يلحقه فناء، متصف بكمال الذات والأسماء والصفات والأفعال من الأزل إلى الأبد، بينما وجود المخلوق فرع على ذاته الناقصة الفانية، وإذا كان وجود زيد غير وجود عمرو، مع اشتراكهما في اسم الوجود وحقيقته الذهنية المجردة وكونهما مخلوقين من نوع واحد، أفلا يكون وجود الله، عز وجل، غير وجود خلقه من باب أولى، فإن التباين بين ذاته القدسية وذوات خلقه أعظم من التباين بين ذوات مخلوقاته مصداق قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، فتبين بذلك فساد مقالتهم المناقضة لصحيح المنقول وصريح المعقول.

ولا زالت آثار هذه المقالة الخبيثة موجودة إلى يومنا هذا، بل إن كثيرا من المغرضين يسعى جاهدا إلى إحيائها من خلال: تمجيد رموزها، وعلى رأسهم ابن عربي الطائي الأندلسي، الذي تكرمه المؤسسات الأممية المعاصرة بوصفه رمزا من رموز الفكر الإنساني، فهو، بزعمهم، يمثل الفكر الإسلامي المستنير!!!!، ومثله: جلال الدين الرومي الشاعر الصوفي المعروف، وقد صارت وحدة الأعيان ذريعة إلى وحدة الأديان، تلك الدعوة الخبيثة التي يروج لها الآن، فالأديان كلها طرق معبدة توصل سالكها إلى الله، عز وجل، فيستوي عابد الرحمن وعابد الصلبان وعابد الأوثان، بل وعابد الأنعام!!!.يقول ابن عربي في بيان عقيدته "الجامعة"!!!:

عقد الخلائق في الإله عقائد ******* وأنا شهدت جميع ما اعتقدوه!!

وحوار الأديان المزعوم ما هو إلا محاولة لانتزاع اعتراف بشرعية اليهودية والنصرانية، تحت مظلة: "الإبراهيمية" الجامعة!!!، كما يزعم القوم، وهو طرح "روجيه جارودي" الذي احتفى به المسلمون أيما احتفاء لمجرد إشهار إسلامه وتفنيد فرية "المحرقة النازية" دون تأمل لأقواله وتريث في الحكم على إسلامه "الإبراهيمي"!!!!، وفي المقابل لا يحظى الإسلام إلا بكلمات الثناء الدبلوماسية فهو: نظام عظيم متسامح ........... إلخ، فشأنه شأن أي نظام إداري ناجح، فليس دينا سماويا، بل هو كسائر الأديان الأرضية التي وضعها فلاسفة الشرق والغرب، فيكون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "بوذا المسلمين"!!!!، فهو رجل عظيم، صاحب عقل راجح، وحنكة سياسية وعسكرية، أقام دولة العدل ............. إلخ من الأوصاف التي لا يمنع تصورها وقوع الشركة فيها بين آحاد البشر، ولكنه: ليس رسولا مؤيدا بوحي السماء، فدون ذلك خرط القتاد، لأن في اعترافهم برسالته العالمية نسخا لرسالات من قبله، فيبطل انتسابهم المزعوم إلى موسى والمسيح عليهما الصلاة والسلام.

فلا عجب إذاً أن نرى احتفاء المستعمر بالطرق الصوفية في القرن الماضي، لأنها تمكن لغزوه، بتثبيط الهمم عن جهاده بالسيف والسنان، والحجة والبرهان.

ولا عجب أن نرى الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الأيام تهتم بفتح قنوات الاتصال، ومد جسور التعاون مع الفكر الصوفي، فتروج له على أنه الفكر الإسلامي المستنير الذي يتبنى خطابا معتدلا، بخلاف الخطاب السني المتشدد!!!!.

ولا عجب أن نرى الاهتمام الفرنسي المتزايد بالصوفية وأقطابها، بوصف: "باريس" عاصمة الثقافة الغربية المعاصرة!!.

والصورة الثالثة:

صورة حية من "المركز الثقافي الفرنسي" في القاهرة، حكاها لي أخي الحبيب، حفظه الله وسدده، فقد تضطره الظروف إلى السفر إلى فرنسا، فكان لزاما عليه أن يلتحق بدورة تأهيلية لإتقان اللغة الفرنسية.

وهي صورة: إحدى المحاضرات في المركز، وهي فرنسية أسلمت، بعد أن رحلت إلى بيت المقدس، وأشهرت إسلامها، وتزوجت برجل شامي، ثم استقرت في مصر، وعملت محاضرة في المركز الثقافي الفرنسي، وهي، للأمانة، من المحافظات على الصلاة، بل هي بشهادة العاملين في المركز من أحرص الناس على أداء الصلاة في وقتها، فقد فاقت المسلمات الأصليات في هذا الشأن، فقليل منهن من يحافظ على الصلاة، والمكان عموما: لا يحمل على التزام الشريعة، فقل أن يذكر اسم الله فيه!!!!.

وفي تناقض عجيب يحكي لي أخي أنها غير محجبة!!!، مع حرصها على الاحتشام في ملابسها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير