تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قواتها لغزو الجزائر انتصارا لسفيرها: قليل الأدب، وإن شئت الدقة فقل: عديم الأدب، الذي تطاول على الداي "حسين" حاكم الجزائر آنذاك لما طلب منه التوسط لدى الحكومة الفرنسية لتضغط على أحد المستثمرين اليهود ليسدد مستحقات الحكومة الجزائرية في مقابل حصوله على امتياز استخراج اللؤلؤ من المياه الجزائرية، إن لم تخني الذاكرة، فما كان من ذلك السفير إلا أن قال للداي: إن حكومة فرنسا ما زال أمامها دايات كثيرة قبل أن يحين دورك!!!، فما كان من الداي إلا أن خفقه بعصا كان يحملها تأديبا له، فثارت ثائرة فرنسا، ونزلت قواتها على الساحل الجزائري لتبيد قبائل بأكملها، وتبيع نساءها وأولادها في أسواق النخاسة الأوربية، وتقطع أيدي وآذان الجزائريات طلبا لحليهن، فكان الحلي يباع في أسواقهم وقد تعلقت به قطع من لحم أيديهن وآذانهن!!!!، وكان الجزائري يموت جوعا أمام القس الفرنسي الذي يأبى إطعامه إلا إذ تنصر!!!!، وهذا دأب القوم في نشر باطلهم، فلا سلاح لهم إلا: لقمة الخبز وجرعة الدواء، في استغلال دنيء لاحتياجات الآخرين، فضلا عن حرب اللغة العربية، وهو أمر تعاني منه الجزائر حتى الآن، وإحياء النعرات القومية والعصبيات الجاهلية بين البربر والعرب، كما فعلت أمريكا في العراق، وحرب المدارس الدينية التي أسستها جمعية علماء المسلمين الجزائريين برئاسة الشيخ المجاهد علامة الجزائر في العصر الحديث: عبد الحميد بن باديس، رحمه الله، وحرب الحجاب، ومعركة فرنسا مع الحجاب أشهر من أن تذكر، ومع ذلك يصر "دوبلبان" على أن فرنسا هي: "ضمير العالم"!!!، ولاشك أن العالم اليوم: عالم بلا ضمير!!!!.

ولا زالت الظاهرة الفرنسية تحتاج إلى مزيد من التأمل.

ودعوة وحدة الأديان: دعوة "دين الحياة" أو "الحب": مظنة فتور عقيدة الولاء والبراء في قلب معتنقه، فالقلب يحيا بحرارة الإيمان، فإذا برد الولاء والبراء في القلب، أصابه نوع مسخ يحمله على عدم الغيرة على الله، عز وجل، أن يعبد سواه، وهو المطلوب الآن، أن ينسى المسلمون أنهم مسلمون ليندمجوا في النظام العالمي الجديد الذي لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا، نظام: الدولة المدنية اللادينية، نظام الدولة التي تجحد النبوات: الواسطة بين الحق والخلق، وإن أقرت بها فرسوم ظاهرة وشعائر لا أثر لها في حياة الإنسان.

والإشكالية التي تواجههم أن الإسلام دين مستعص على التحريف، بخلاف بقية الأديان، فهو كما يقول أحد الفضلاء عندنا في مصر: الدين الوحيد الذي لا يرفع شعار: "الزبون دائما على حق"!!!، فبقية الأديان تقدم تنازلات لجذب أتباعها إلى دور العبادة جذبا، فقديما روج بولس لديانته التي اخترعها ونسبها للمسيح عليه السلام، بين أمم وثنية لا تعرف الختان، فكان لا بد من تنازل يرضيها، فجعل بولس الختان: ختان الأرواح لا ختان الأبدان!!!!، وألغيت تلك الشعيرة من دين النصارى نزولا على رغبة الجماهير، وقل مثل ذلك في استحلال الخمر والخنزير، ووصل الأمر في العصر الحاضر إلى عقد الزواج "المثلي" في الكنائس!!!، وقد صار لسان حالها لسان حال البرنامج الإذاعي المعروف عندنا في مصر: "ما يطلبه المستمعون"، أو إن شئت الدقة: "ما يطلبه المتدينون"!!!، فقائمة الدين تشمل أصنافا متعددة وما عليك إلا أن تختار ما يناسبك وتحذف ما لا يناسبك، والحمد لله، على نعمة الوحي المعصوم، الحمد لله، على نعمة: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، الحمد لله على نعمة الإسلام أولا، وعلى نعمة السنة ثانيا: اللهم لا تنزعهما منا حتى نلقاك عليهما.

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير