ولا أرى مانعا من إبدال الجار والمجرور من الجار والمجرور، وله أمثلة كثيرة، إلا إذا كنت تشير - أخي الكريم - إلى أن (منا) يختلف معناه عن (لكم) فكيف يبدل منه؟ فأقول: طالما يجوز وقوعهما موقعا إعرابيا واحدا يجوز إبدال أحدهما من الآخر.
وأما عن نوع هذا البدل، فهو والله أعلم بدل اشتمال.
ما أمثلته الكثيرة؟ ومن ذكره من أهل العلم؟ وأيٌّ منهما اشتمل على الآخر؟
وجزاك الله خيرًا.
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[26 - 12 - 10, 08:38 م]ـ
من أمثلته: قوله تعالى "لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ"، جعل الرضي "لبيوتهم" بدلا من "لمن يكفر بالرحمن"
قوله "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا" جعل مكي الفاء زائدة و"بذلك" بدلا من "بفضل الله".
قوله "وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا" جعل مكي "من جبال" بدلا من "من السماء".
قوله "أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ" جعل مكي "في جنات" بدلا من "في ما ها هنا".
قوله وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَط جعل مكي "من فرعون" بدلا من "من العذاب المهين"
قوله "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ" جعل مكي "في جنات وعيون" بدلا من "في مقام أمين".
قوله "عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ" جعل مكي "عن النبأ العظيم بدلا من "عم يتساءلون".
"وإنه في أم الكتاب لدينا لعليٌّ حكيم"، قال العكبري: "لدينا" بدل من "في أم الكتاب"
وفي توضيح المقاصد والمسالك قول الشاعر:
عجل لنا هذا وألحقنا بذا أل ... الشحم إنا قد مللناه بجل (لعل في البيت هكذا حطأ)
قال المحقق: (بالشحم) جار ومجرور بدل من الجار والمجرور السابق.
ولو قلنا: جئت من هذا البيت من عند زيد، فالجار والمجرور الثاني بدل من الأول
وبعد فهذه الأمثلة هي التي دعتني إلى القول بالبدلية، وإنني أعرف أن هذه الأمثلة تتضح فيها البدلية أكثر بكثير من المثال الذي نحن فيه؛ ومع ذلك فالبدلية فيه غير ممتنعة عندي.
وإذا كان بدل الاشتمال يعني اشتمال المبدل منه على المبدل، فلا أرى هذا المعنى ممتنعا ها هنا، فكل منهما يشتمل على الآخر.
والله أعلم.
ـ[المجد أبو بكر]ــــــــ[27 - 12 - 10, 05:17 م]ـ
جزاك الله خيرًا.
عجل لنا هذا وألحقنا بذا أل ... الشحم إنا قد مللناه بجل (لعل في البيت هكذا حطأ)
نعم، وصوابه من الرجز:
عجل لنا هذا وألحقنا بذا ال * بالشحم إنا قد مللناه بجل
أو:
* ... قد أجمناه بجل*
وأقول-بارك الله فيك-: الحروف لا يتصور فيها إبدال، وإنما البدل-على الحقيقة-في الاسم المجرور بعدها، ومثل ذلك تجوزٌ لا أنكره، ولكن جملتنا هذه: أيّ إبدال فيها، (منا) أي: نحن، و (لكم) أي: أنتم، فأيّ اشتمال هذا-حفظكم الله-!
ـ[كمال أحمد]ــــــــ[27 - 12 - 10, 08:52 م]ـ
وأقول-بارك الله فيك-: الحروف لا يتصور فيها إبدال، وإنما البدل-على الحقيقة-في الاسم المجرور بعدها، ومثل ذلك تجوزٌ لا أنكره، ولكن جملتنا هذه: أيّ إبدال فيها، (منا) أي: نحن، و (لكم) أي: أنتم، فأيّ اشتمال هذا-حفظكم الله-!
زادك الله علما أخي المجد،
أما قولك: الحروف لا يتصور فيها إبدال، فأنا متفق معك تماما في ذلك، لكنني لم أقل إن هذا من إبدال الحروف، وإنما قلت هو إبدال للجار والمجرور من نظيره الواقع خبرا سواء قلنا إنه في تقدير اسم أو فعل أو قلنا إنه قسم برأسه كما ذهب إليه ابن السراج والفارسي.
فهذا الإبدال نظير قولهم إن (فوق) في قوله تعالى "وهو القاهر فوق عباده" يجوز أن يكون بدلا من الخبر (القاهر).
فإن كان النحاة قد منعوا إبدال الجار والمجرور من نظيره، أو قالوا إن ذلك من قبيل المجاز فليتك ترشدني إلى أقوالهم في ذلك أخي الكريم حتى يستبين لي الأمر، وجزاك الله خيرا.
ـ[المجد أبو بكر]ــــــــ[28 - 12 - 10, 10:55 ص]ـ
بارك الله فيكم.
أنا قلتُ: إن هذا تجوز لا أنكره، لكن الإشكال عندي في خصوص إعرابك، لا يظهر لي إمكان جعل (منا) بدلا من (لكم) لا على الاشتمال ولا على غيره.
ـ[أحمد بن علي الجبيلي المصري]ــــــــ[28 - 12 - 10, 11:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا