تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله بهذا الدين بدين الاسلام وبهذه الشريعة التي جعلها الله سبحانه وتعالى أتم الشرائع وفي وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكره الله في كتابه {فالذين امنوا به ونصروه وعزروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولائك هم المفلحون} فما أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم من الكتاب الذي انزله الله عليه وهو كتاب الله جل وعلا وكلامه سبحانه وتعالى وما أوحى اليه من هذه السنة الهادية والحكمة التي اوتيها الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان هذين الاصلين أعني الكتاب والسنة هما جماع هذا الدين وكان عليه الصلاة والسلام في سائر أمره يدعو الناس جميعا الى التمسك بهذين الاصلين والايمان بهما

وأهل الاستجابة من أمته الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم الذين امنوا به وصدقوه دعاهم الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم الى هذين الاصلين وكذالك الامر في كتاب الله سبحانه وتعالى فان الله جل وعلا أمر العباد جميعا أن ينقادوا الى ما بعث به الرسل حتى جاء هذا الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وجعله الله خاتم الانبياء {ما كان محمد أبا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين} وجاء هذا الدين الذي من تمسك به وامن به فانه ينسخ ما كان قبله ويهدم ما كان قبله من الضلالة والجاهلية

ولهذا لما جاء عمرو ابن العاص رضي الله تعالى عنه كما ثبت في الصحيح وغيره من حديث عبد الرحمن ابن شماسة المهري قال حضرت عمرو ابن العاص الوفاة فحول وجهه الى الجدار فجعل يبكي فجعل ابنه يقول (يا أبتاه اما بشرك رسول الله الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بكذا اما بشرك رسول الله الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم بكذا) فقال عمرو (اني كنت على أطباق ثلاث لقد رأيتني وما احد اشد إلي بغضا من رسول الله الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم - وذاك أيام جاهليته قبل أن يسلم -ولا أحب إلي من أن أكون قد استمكنت منه فقتلته فلو دمت على تلك الحال لكنت من أهل النار فلما جعل الله الاسلام في قلبي أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله ابسط يمينك فلابايعك) فبسط النبي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم يمينه فقبض عمرو ابن العاص يمينه فقال النبي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم {مالك يا عمرو؟} قال يا رسول الله أردت أن اشترط قال {تشترط ماذا؟} قال اشرط أن يغفر لي قال {أما علمت يا عمرو أن الاسلام يهدم ما كان قبله} وهذا شان هذا الدين فانه يهدم ما كان قبله ويمحو ما كان قبله من آثار الجاهلية قال {اما علمت يا عمرو أن الاسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة تهدم ما كان قبلها وان الحج يهدم ما كان قبله}

فصارت بعثته الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم أمنة وهداية ورحمة وبيانا فان الله تعالى بعثه هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولهذا فان الرسل عليهم الصلاة والسلام هم ائمة الهدى الذين تفضل الله جل وعلا على الخلق وعلى العباد ببعضهم و بارسالهم ليقوم الناس بالقسط وليتبين حق الله جل وعلا على العباد من جهة الايمان به ومعرفته وعبادته واخلاص الدين له ولهذا فان الله جل وعلا خلق الخلق وهم حنفاء أي أنهم مستجيبون من جهة القبول المجمل لحق الله سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة {كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء -في بعض الروايات قال الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم - هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا انتم تجدعونها}

فلهذا جاء من حديث عياض ابن حمار المجاشعي الذي رواه الامام مسلم وغيره قال النبي الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم {قال الله تعالى اني خلقت عبادي حنفاء كلهم فأتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وامرتهم أن يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا وان الله نظر الى أهل الارض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب} فكانت سنته الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا النور الذي انزل عليه هو القران الذي ذكره الله على هذا الاسم في جملة من آيات كتابه سبحانه وتعالى {وكذالك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان} والمقصود أن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير