تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو قصي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 03:31 ص]ـ

أما الآية الكريمة ((ووجد الله عنده)) فإنما احتججتُ بها لما ثبت لي أنهم يصفونَ الله بأنه (موجود)، ولم يثبت عندي أنهم يصفونه بما ذكرتَ من الصفاتِ، فأحتجَّ لها.

أبو قصي

ـ[أبو قصي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 03:49 ص]ـ

كلامنا كله في (موجود) أهي مشتقة من (وُجِد) حتمًا، أم يجوزُ أن تكونَ منهما جميعًا؟

أنت قلتَ بالأول، وأنا قلتُ بالثاني.

واحتججتُ أنا باللغةِ؛ إذ (وُجِد اللهُ) أصلُها (وجدَ كذا اللهَ)، لأنها فرع عنه؛ إذ من المعلوم في النحو أنك إذا قلتَ: (ضرِبَ زيدٌ) كانَ في كلامِك فاعلٌ محذوفٌ، قامَ المفعولُ مَقامَه؛ ولذا تجدهم يذكرون علة حذفه؛ أما الأخ أبو مالك فمقتضى كلامِه أنه ينفيَ أن يكونَ لـ (وُجِد) فاعلٌ في الأصلِ. وهو بيِّنُ الخطأ.

ثم لمْ يذكر علةَ امتناعِه من أن يقالَ: إن (موجودًا) من (وجَد)، وأنا أعترضُ عليه بالسندِ اللّمّي - كما يقولُ المناطقة -؛ فأقول: ولِمَ لا يَكون كذا؟

لا أدري ما جوابُه؛ فإن كان هو أن العلماءَ لم يذكروا ذلك؛ فلِمَ لمْ يذكروه؛ إذ الحجة بالدليلِ، لا بأقوالِ الرجالِ. ولو أنكروه لم يكن إنكارُهم معتدًّا به إلا بحقٍّ، وإلا إذا لم يخالفْ أصولَ العربيةِ؛ وبمخالفةِ أصولِ العربية ضلَّ كثيرٍ من الفرقِ.

أما اعتراضه على ذلك بأن (الله عز وجل موصوف بأنه (موجود) في الأزل من قبل أن يكون هناك شيء (وَجَدَه)، فكيف يكون مشتقا منه؟) فهو لازمٌ له، لأني بينتُ قبلُ أن المبني للمجهولِ له فاعلٌ؛ لكنه محذوفٌ لعلةٍ بلاغيةٍ؛ فإذا قلتَ: (ضُرٍب زيدٌ) كان من المعلومِ أن أحدًا ضربَه؛ ولكنك حذفتَ الفاعلَ؛ ولا بدَّ للفعلِ من فاعلٍ.

ثم يجوز أن يكون الله تعالى موجودًا في الأزل بالقوةِ، لا بالفعلِ.

حسبي هذا؛ ولم أكن أريدُ الردَّ؛ ولكن تبيَّن لي أن أخي أبا مالكٍ فهِم كلامي على غيرِ ما أردتُّ، وأنا الآنَ مغمدٌ قلمي في قرابِه.

والله تعالى أعلمُ.

وشكرًا لصاحبي الكريم أبي مالك - أحسنَ الله عاقبتَه -

أبو قصي

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 07:43 ص]ـ

نعم يا أستاذنا الفاضل، العبرة بالدليل لا بأقوال الرجال، ولكن هذا عند الاختلاف لا عند الاتفاق، كما لا يخفى عليكم.

وكثير من الناس يخطئ في فهم قولنا (العبرة بالدليل لا بأقوال الرجال)، وقد بينتُ ذلك هنا:

http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=1019

لأننا إذا قلنا: العبرة بالدليل فقط حتى لو لم يقل به أحد مطلقا، لأدى بنا ذلك إلى أشياء لا تحمد عقباها.

وقديما قال ابن المقفع: ((وعلى العاقلِ أن يجبنَ عن المضي على الرأي الذي لا يجدُ عليه موافقاً وإن ظن أنهُ على اليقين)).

وأرجو أن تعيد النظر بتجرد وإنصاف في هذه المسألة الخطيرة؛ لأنها تدخل في مسائل الاعتقاد (التي ضل فيها كثير من الفرق كما تقول)، ولم أكن أتوقع منك قط أن تقول: إن الله كان موجودا بالقوة لا بالفعل!! فهذا مخالف لعقيدة المسلمين.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 08:13 ص]ـ

يبدو لي أنك نسيت كلامي السابق عن (وَجَدَ الله) يا أستاذنا الفاضل

فلا يصح لغة أن تقول: (وجدتُ الله) وتسكت؛ لأن (وجد) تقتضي مفعولين.

لم أسمع جوابك عن هذا.

وأما قولك: إن (وُجِد الله) فرع على (وجد كذا الله)؛ فهذا عينُ المصادرة على المطلوب، فما وقع النقاش إلا في هذا.

وبيان ذلك أننا اتفقنا على هذا:

1= (وُجِد) فعل لازم ملازم لصيغة المفعول يحتاج إلى فاعل (أو نائب فاعل).

فتقول من ذلك: (وُجِد فلان فهو موجود)، ولا يحتاج إلى مفعول.

2= (وَجَد) فعل متعد لمفعولين، فإذا بنيناه للمفعول اقتضى فاعلا (نائب فاعل) ومفعولا.

فتقول من ذلك: (وُجِد فلان كذا، فهو موجود كذا)، كما تقول: وُجِد فلانٌ ميتا، ولا يصح هنا أن تقول: (وُجِد فلان) وتسكت.

لم أسمع جوابك عن هذا.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 08:17 ص]ـ

وأنا الآنَ مغمدٌ قلمي في قرابِه.

إنما أردت المباحثة والمفاتشة، لعلنا نستفيد من علمكم، فإن كان يضايقكم نقاشي، فأعتذر إليكم.

ورحم الله الشافعي إذ قال: أما يستقيم أن نبقى إخوة وإن اختلفنا في مسألة؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 08:40 ص]ـ

أما الآية الكريمة ((ووجد الله عنده)) فإنما احتججتُ بها لما ثبت لي أنهم يصفونَ الله بأنه (موجود)، ولم يثبت عندي أنهم يصفونه بما ذكرتَ من الصفاتِ، فأحتجَّ لها.

أبو قصي

إذا كان ثبت عندك أنهم يصفون الله بأنه موجود، فالاحتجاج بالآية حينئذ إما أنه تحصيل حاصل، وإما أنه باطل لأنك لا تقول بلازمه.

بيان ذلك أن ظاهر كلامك في مشاركتك الأولى أنك تحتج بمجرد الآية على من ينكر وصف الله بـ (موجود)؛ فهذا نص كلامك:

قالَ تعالى: ((ووجدَ الله عنده فوفاه حسابَه))؛ فإذا كان وجدَه، فهو موجودٌ.

فإما أن يكون هذا الاستدلال تاما بما ذكرتَ فقط، وإما أن لا يكون تاما إلا بالإجماع على وصف الله بأنه (موجود).

فإن كان الاستدلال تاما بغير حاجة للإجماع، فحينئذ يلزمُك أن تقول بمثل ذلك في الآيات التي نقلتُها لك.

وإن كان الاستدلال لا يتم إلا بهذا الإجماع، فأنت خالفتَ هذا الإجماع، وذكرتَ أن العبرة بالدليل لا بأقوال الرجال؛ وأهل هذا الإجماع هم الذين قالوا: إن الوصف بـ (موجود) مقول بالاشتراك أو التواطؤ على الخالق والمخلوق.

فكيف تستدل بالإجماع في موضع وتخالفه في موضع؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير