تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عصام البشير]ــــــــ[28 - 08 - 05, 07:38 م]ـ

وبهذا انتهى الكلام على البحور الستة عشر.

وبقي لنا مختصر ميسر في علم القوافي.

وبه نختم هذه الدورة الميسرة في علمي العروض والقوافي.

والحمد لله على نعمه.

ـ[عصام البشير]ــــــــ[02 - 09 - 05, 10:44 م]ـ

الدرس العشرون: تعريفات متعلقة بالقافية

تعريف القافية:

القافية – على ما اختاره الخليل – هي من آخر ساكن في البيت إلى أقرب ساكن قبله، مع المتحرك الذي قبله.

مثال:

في قول الشاعر:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل

آخر ساكن في البيت هو الياء المتولدة من إشباع اللام من (حوملي)، وأقرب ساكن هو الواو (حوْمل)، والمتحرك الذي قبله هو الحاء؛ فتكون القافية هي:

(حومل)

وعلى هذا التعريف، فإن القافية قد تكون:

- كلمة واحدة، نحو:

ففاضت دموع العين مني صبابة ... على النحر، حتى بلَّ دمعي محملي

- أو بعض كلمة، نحو:

وكم من عائب قولا صحيحا ... وآفته من الفهم السليم

- أو أكثر من كلمة، نحو:

مكر مفر مقبل مدبر معا، ... كجلمود صخر حطه السل من علِ

تعريف حروف القافية:

وهذه التعريفات سوف نحتاج لها عند الكلام على عيوب القافية.

1 - الروي:

وهو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة وتنسب إليه، فيقال قصيدة نونية إن كان نونا، أو ميمية إن كان ميما، وهكذا. ولا يكون هاء ولا حرف مد.

مثال:

ألزمتُ نفسي الصبرَ فيك تأسيا ... والصبرُ أصعبُ ما يقاد نجيبُهُ

الروي هو الباء لا الهاء، والقصيدة بائية.

مثال آخر:

فحب الجبان النفس أورده البقا ... وحب الشجاع النفس أورده الحرْبا

الروي هو الباء لا الألف.

تنبيه:

إذا كانت الألف جزءا من الكلمة فإنها يصح اعتبارها رويا. مثال ذلك مقصورة ابن دريد كاملة وهي مشهورة، وفيها قوله على سبيل التمثيل:

والناس كلا إن بحثت عنهمو ... جميع أقطار البلاد والقرى

عبيد ذا المال وإن لم يطمعوا ... من عمره في جرعة تشفي الصدا

وكذلك الهاء إذا كانت أصلية، نحو:

لله در الغانيات المُدَّهِ ... سبَّحن واسترجعن من تألهي

فالروي هنا هو الهاء.

أو كان ما قبلها ساكنا - ولو كانت غير أصلية – نحو:

أموالنا لذوي الميراث نجمعها ... ودورُنا لخراب الموت نبنيها

الروي هو الهاء.

2 - الوصل:

وهو حرف مد ينشأ عن إشباع حركة الروي، نحو:

فتى مات بين الضرب والطعن ميتة ... تقوم مقام النصر إذ فاته النصرُ

الوصل هو الياء المتولدة من إشباع الراء، كما لو قلت: (النَّصْرُو).

3 - الرِّدف:

هو حرف المد الذي يكون قبل الروي متصلا به.

مثال:

ألا عم صباحا أيها الطلل البالي

الروي هو اللام، والردف هو الألف قبله.

مثال آخر:

وكأنا للموتِ ركبٌ مُخبو ** ن سراعٌ لمنهلٍ مورودِ

الروي هو الدال، والردف هو الواو.

ويجوز الجمع في القصيدة الواحدة بين الواو والياء في الردف. مثاله قول كعب رضي الله عنه:

في عصبة من قريش قال قائلهم ... ببطن مكة، لما أسلموا: زولوا

زالوا؛ فما زال أنكاس ولا كُشُفٌ ... عند اللقاء ولا ميل معازيلُ

الروي هو اللام، والردف في البيت الأول هو الواو، وفي الثاني هو الياء.

4 - التأسيس:

وهو ألف يفصل بينها وبين الروي حرف واحد متحرك، نحو قول أبي فراس الحمداني:

إذا الله لم يحرزك مما تخافه ... فلا الدرع مناع ولا السيف قاضبُ

الروي هو الباء، والتأسيس هو الألف التي قبل الضاد.

5 - الدخيل:

هو الحرف المتحرك الفاصل بين التأسيس والروي، كالضاد في المثال السابق.

ـ[عصام البشير]ــــــــ[03 - 09 - 05, 10:03 م]ـ

الدرس الواحد والعشرون: عيوب القافية-1

عيوب القافية إما أن تكون متعلقة بالروي نفسه، وإما أن تكون متعلقة بما قبله من حروف القافية.

1 - العيوب المتعلقة بالروي:

الأول: الإيطاء:

هو إعادة كلمة الروي بلفظها ومعناها، نحو قول النابغة الذبياني:

أواضع البيت في خرساء مظلمة ... تقيد العير لا يسري بها الساري

لا يخفض الرزق في أرض ألم بها ... ولا يضل على مصباحه الساري

وقد أجازوا إعادة اللفظة ذاتها بمعناها بعد سبعة أبيات.

أما إذا اختلف المعنى فيجوز – خلافا للخليل – وقد أكثر منه المتأخرون مراعاة للجناس، نحو قول بعضهم في أقلامٍ بعثها إلى أخ له (تجد القصة في شرح الشريشي على مقامات الحريري 1/ 58):

خُذها إليك أبا بكر العلا قصبا ... كأنما صاغها الصواغ من ورقه

يزهى بها القرطاس حسنا ما نثرت به ... مسك المداد على الكافور من ورقه

لفظة (ورق) في البيت الأول بمعنى الفضة، وفي الثاني ما يكتب عليه.

الثاني: التضمين:

وهو تعلق القافية بصدر البيت التالي. وهو قبيح إن كان مما لا يتم الكلام بدونه، كجواب الشرط والقسم، والخبر والفاعل ونحو ذلك.

مثاله، قول النابغة الذبياني:

وهم وردوا الجفار على تميم ... وهو أصحاب يوم عكاظَ إنّي

شهدتُ لهم مواطن صادقاتٍ ... شهدنَ لهم بصدقِ الوُدّ مِنِّي

ويكون التضمين جائزا، إذا كان البيت الأول مشتملا على بعض المعنى، يفسره ما بعده؛ نحو:

وما وجْد أعرابية قذفت بها ... صروف النوى من حيث لم تك ظنّتِ

بأكثر مني لوعة غير أنني ... أطامن أحشائي على ما أجَنّت

الثالث: الإقواء:

هو اختلاف حركة الروي بالكسر والضم، نحو قول حسان رضي الله عنه:

لا بأس بالقوم من طُول ومن قِصر ... جسم البغال وأحلام العصافيرِ

كأنهم قَصبٌ جفّت أسافِلُه ... مثقّبٌ نفختْ فيه الأعاصيرُ

وقد كان النابغة الذبياني يكثر منه في شعره.

الرابع: الإصراف:

هو اختلاف حركة الروي بالفتح والضم، أو بالفتح والكسر.

مثال الأول:

أريتك إن منعت كلام يحيى ... أتمنعني على يحيى البكاءَ

ففي طرفي على يحيى سهادٌ ... وفي قلبي على يحيى البلاءُ

ومثال الثاني:

ألم ترني رددت على ابن ليلى ... منيحته فعجلتُ الأداءَ

وقلت لشاته لما أتتنا ... رماك الله من شاة بداءِ

الخامس: الإكفاء:

وهو اختلاف الروي بحروف متقاربة المخارج، كاللام مع النون، أو السين مع الصاد ونحو ذلك.

السادس: الإجازة:

وهو اختلاف الروي بحروف متباعدة المخارج، كاللام مع الميم في قول القائل:

ألا هل ترى إن لم تكن أم مالك ... بملك يدي أن الكفاء قليل

رأى من خليليه جفاءً وغلظةً ... إذا قام يبتاع القلوصَ ذميمُ

وهذه العيوب كلها - وأهونُها الإيطاء - يجب على الشاعر تجنبها، وعدم الترخص بها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير