تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من مآثر الشيخ محمد إسماعيل المقدم .. بقلم الشيخ رضا الصمدي]

ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[07 - 02 - 09, 11:44 ص]ـ

الإسكندرية .. الثغر المصري العتيد ... فيها حدث السِّلَفي المحدث الشهير، وفيها سجن شيخ الإسلام ابن تيمية ثم خرج ومكث فيها برهة يعلم الناس ...

فكأن بركات العلم السلفي تواصل فيها حتى أينع في عصر مشايخ أهل السنة في عصرنا الحاضر، بريادة العلامة الأجل الفقيه المربي المفكر الداعية القدوة بقية السلف الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم .. حفظه الله.

وغالب مشايخ الثغر من كبار علماء المصر ودعاتها الذين لهم أثر بارز في الصحوة المباركة في مصر على وجه العموم، وفي الإسكندرية على وجه الخصوص، حتى غدا الثغر يعرف بأنه مهد المدرسة السلفية ...

ولشهرتها وكثرة نشاطتها وكثافته اتهموا المدرسة السلفية في الإسكندرية بأنها تحتكر المنهج، وهذا لعمرالله ليس بصحيح، غاية ما هناك أن المدرسة السلفية في الإسكندرية عملت على نشر المنهج السلفي بطريقة منظمة، حتى غدا العمل الدعوي عندهم ذو آلية ونظام صارم .. حتى كتب الله لهم القبول في جميع أرجاء القطر المصري، وشاع ذكرهم في كل أنحاء العالم ..

وممن كان له الصدارة في قيادة العلم الدعوي في الثغر السكندري الشيخ الأجل العلامة الفقيه المفتي الطبيب محمد بن إسماعيل المقدم ...

درس الطب في جامعة الإسكندرية في أوائل السبعينات من القرن الميلادي المنصرم، وهو وغالب قادة العمل الإسلامي السلفي من خريجي جامعة الإسكندرية، وغالبهم أطباء ومهندسون.

وفي أثناء دراسته في الجامعة كون مع زملائه ورفقاء دعوته فريقا للدعوة إلى منهج أهل السنة والجماعة وكان الشيخ محمد بن إسماعيل هو الذي يصنف الرسائل التي تنشر بين شباب الجامعة، فمن أول ما نشر وهو في مقتبل حياته الدعوية: تحريم مصافحة المرأة الأجنبية، وتحريم حلق اللحية، وغيرها من الرسائل الصغيرة، وكان الشيخ أحمد فريد صنوه يعنى بتأليف كتب الرقائق ... وكانت هذه الكتب تطبع وتوزع على شباب الجامعة.

تكونت نواة الدعاة السلفيين في الإسكندرية إبان تخرج هؤلاء الشباب، حيث عمل الشيخ محمد إسماعيل على نشر الدعوة السلفية في كل أنحاء القطر المصري، وبخاصة في القاهرة العاصمة، فكان ينتقل إلى مصر كل أسبوع لإلقاء درس في منطقة الطالبية حيث وجد أول تجمع سلفي واضح المعالم في القاهرة إبان فترة أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات ...

وكانت جهود الشيخ محمد إسماعيل حفظه مركزة على الدروس ذات البعد الحضاري والاجتماعي، مع اهتمامه بقضية المنهج ... أعني المنهج السلفي ..

فولدت أول نواة لمعهد سلفي لتخريج الدعاة في مدينة الإسكندرية، وابتدأت الدروس في كل العلوم الشرعية، وتخرج دفعات من الدعاة والشباب العامل الذي تلقى دراسات مكثفة عن المنهج وعن العمل الدعوي، ومع تخرج الدفعة الأولى اتجه العمل الجماعي لدعاة الإسكدرية نحو مزيد من التنظيم والاتساع ..

بدأ العمل الدعوي السلفي يتوغل في الجامعات حتى احتل مكانة مرموقة، وصار للسلفين وجود واضح ينافس وجود الجماعات الأخرى العاملة ...

صارت المدرسة السلفية تصدر دعاتها إلى كل أقاليم القطر المصري، وصارت تتابع الدعوات السلفية في المناطق الأخرى من القطر المصري ... وبفضل التواجد السلفي المكثف للمدرسة السلفية في الإسكندرية ترسخ المنهج السلفي في المجتمع المصري في كثير من الأقاليم، وصارت الدعوة السلفية تمثل العمل الإسلامي في كثير من المجالات وبخاصة في المجال العلمي الذي تفوق فيه السلفيون على الجماعات الأخرى حتى أقرت الجماعات بأن أهم ما يميز السلفيين هو اهتمامهم بالعلم الشرعي ... فكان مكسبا في حدث ذاته ...

ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[07 - 02 - 09, 11:47 ص]ـ

أخلاق الشيخ ### محمد بن إسماعيل وسمته وديانته ...

عرف عن الشيخ حفظه الله أنه من أعلى الناس خلقا وأدبا في علماء العصر ودعاته، حتى إن كلمة الجماعات الإسلامية في مصر اتفقت على وصفه بهذا اللفظ، ولا يعرف أحد من الجماعات الإسلامية التي تخالف الشيخ تكن له أي بغض أو كراهية أو تحفظ، بل تعتبره رجلا محل إجماع في الصحوة ... مثله مثل بعض الأعلام في الجماعات الأخرى ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير