نَصَرَ ,يَنْصُرُ ,نَصْراً ,فهو ناصِرٌ
نُصِرَ ,يُنْصَرُ ,نَصْراً فهو مَنْصُوْرٌ ........
نخرج من الفصل للفسحة
فترى كل كائن لا نعرف أسماءها باللغة العربية
يفر منا كأن هؤلاء تقول "جاء الإرهابيون فلا يتركنا
حتى يقيدونا ويزنونا بميزانهم السلاحي الذي اخترعوه اليوم
ويغيروا كل معالمنا"
ولكنا نلقي القبض على أحد منهم
ونضع على ميزاننا ونزن
آنَ ,يَؤُوْنُ ,أَوْنا فهو آنٌ (رجل في التامل)
أُوْنَ , يُآنُ ,أَوْناً فهو مِيْنْ (سَمك في التامل)
هذا لا نزها وفق الميزان ولكن لمجر الوصول إلى الأسماء التاملية
وهذا التطبيق قد جعلنا نعد هذا الدرس من أسهل الدروس
وإنا لنستطيع اليوم أن نؤديها على ظهر قلب بدون أي مذاكرة أو مراجعة
بكل أبوابه من الأصول والمتفرعات منها والشواذ والمطردات والملحقات بها
واللوازم والمتعديات-الحمد لله-
كنت أدخل المكتبة كل يوم
وأسرع إلى رف قسم اللغة والنحو
أجلس على الأرض
آخذ كتابا وأضع كتابا
وأنا لا أدري ما أخذت مما وضعت ولكني قرأت
ولا أدري هل أقرأ أم أصرخ
أكتب الألفاظ العربية في ورقة بيضاء بسوداء أو زرقاء
بأحرف عربية مضحكة ولكن ...
إذا مشى الرجل مشية الطفل فهو ضُحْكة
وأما إذا مشى الطفل تلك المشية فهي عجب وضُحُكة
كنت أعتاد الذهاب إلى المكتبة
كان يحضنا الأساتذة على حفظ كثير من الألفاظ العربية
صدق أو لا تصدق
أني في يوم ما حفظت أكثر من ستمائة كلمة أديتها على ظهر قلب
ولكن لم أستطع إنقاذها من النسيان الإرهابي
وقد اختطفت أكثرها (ابتسامة)
كانت في المكتبة مجموعة "أجزاء قصص صغيرة" للصغار
نسميها "صندوق الدنيا"
وكانت قراءتها شبه واجب علينا
يستعير كل واحد من زملائي جزءا منها
وأنا مثلهم ولكني طماع في أن أفوقهم في كل شيء
وأنتم أيها الإخوة المتابعين تعرفون السبب
لا أقرأ جزئي ولكني أسرع إلى كتابة الكلمات التي تحتويها القصة
ثم أمكث حتى إذا خرج زملائي من الفصل إلى أكلَة الظَّهيرَة (الغداء)
آخذ أجزاءهم (وأكثرهم يعلمون عملي هذا)
وأكتب كلمات قصصها
وكتابتها لا تأخذ وقتا طويلا
لأن صفحات الجزء الواحد لا تتجاوز عشرا
ولكن هذا العمل قد يأخذ أسبوعا
فتجمعت في مذكرتي وذاكرتي ألفاظ كثيرة
أول جزء قرأته هو "تيتي والبطة" ثم"الأرنب والجزرة"
وكنت أستعير دفاتر الكلمات العربية
من طلاب الصف الثاني ثم الثالث ثم الرابع
وأسجلها في دفتري وأحيانا في ورقة منزوعة من الدفتر
كنت دائما في كل صلاة بعد التسنن
آخذ ورقة من جيب القميص وأراجع الكلمات التي فيها
ثم أدخلها فيه وآخذ من جيب البنطلون ورقة وأراجع الكلمات التي فيها
ثم أدخلها فيه وآخذ الدفتر وأراجع الكلمات التي فيها
أغدو بذاك الدفتر وتلك الورقات وأروح بها
ويوما لما كنت عند رف قسم اللغة العربية في المكتبة
وقعت عيناي على كتاب كبير الحجم
أسمر اللون أو بني اللون
اشتقت إليه بدون سبب
اسمه "اللهجة" تصفحته من البداية إلى النهاية سطحيا
ثم أغلقت الكتاب.وحين انتهيت من القراءة
عرفت أنها باللغة العربية!!!!!!!!
حزنت حزنا شديدا.
لماذا لا أستطيع فهم الكتب العربية؟
أين ذهبت الكلمات التي حفظتها؟
تساؤلات دارت في قلبي
وجدت أجوبتها في الأيام التالية
ويوما لما كنت عند رف قسم اللغة العربية في المكتبة
وقعت عيناي على كتاب فضي اللون في وسط الغلاف
ذهبي اللون في حرفه
متوسط الحجم
أخذته وقرأت موضوعه "المنتخب من غريب كلام العرب"
تصفحته ففهمت شيئا
وذلك أن هذا الكتاب يحتوي على كلمات مترادفة
ولكنها غير مستعملة أي غريبة
كدت أن أطير فرحا
كتبت منه كثيرا من الألفاظ الغريبة
مثل "أبو عثمان" كنية حنش –حية عظيمة سوداء
فحدثت طريفة لهذا الاسم
يوما أمرنا أستاذ اللغة بكتابة بعض الجمل باللغة العربية
فكتبت جملة:-
"ضربت أبا عثمان الذي كان تحت سريري" (أو نحوها)
فدعاني الأستاذ كأنها ساءته فقال" ماهذا؟ "
فقلت "أبو عثمان كنية الحية"
فضحك الأستاذ حفظه الله وآجره الله أجرا حسنا
وما مثلي ومثله إلا كالذي وقعت بيده لؤلؤة صناعية فظن أنها تعجب الغواص
حفظت من هذا المنتخب أفعالا لنزول المطر مثل هطل, ونزل ,أمطر ....
و تركته بعد هذا ولعلي عدت إليه بعد هذه مرات قليلة
ثم عرفت أن هذا الكتاب الذي بعثرته (لا أقول قرأته)
للإمام أبي الحسن علي بن الحسن الهنائي المعروف بكراع النمل (ت 310هـ)
¥