تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والشيخ صالح البليهي أيضاً له حاشية نفيسة مهمة في الباب اسمها (السلسبيل في معرفة الدليل) عني الشيخ بالدليل -رحمه الله تعالى- عناية فائقة، وأيضاً عني ببيان حكمة التشريع وبيان محاسن الشريعة، وضرر العمل بالقوانين الوضعية، وحلاه باختيارات شيخ الإسلام وابن القيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأئمة الدعوة، والشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ ابن باز أيضاً ذكر بعض اختياراته أيضاً، أيضاً ذكر بعض اختيارات -وإن كانت قليلة- شيخه الشيخ صالح الخريصي، هذا شيخنا قرأنا عليه قديماً، وهو شيخ للشيخ البليهي -رحمه الله-.

إضافة على ذكر أقوال الأئمة الأربعة والظاهرية وغيرهم، فالكتاب كتاب أقرب ما يكون استدلال للزاد، وأيضاً بيان لمذاهب الأئمة الذين وافقوا المذهب وخالفوه، وكوننا ننصح طالب العلم بقراءة هذه الكتب المختصرة والعناية بها لا يعني أننا نظنها كتب معصومة من الخطأ، إذا ضربنا على سبيل المثال الزاد الذي بين أيدينا فيه اثنتان وثلاثين مسألة خالف فيها المذهب، وخالف القول الراجح في مسائل، يعني لا يعني هذا أننا نجعل طالب العلم مربوط بهذه الكتب يعمل بها، نحن لا نقول: أن من حفظ الزاد أو فهم الزاد صار حكماً على العباد، كما يقوله بعض المغرضين الذين يروجون للتهويش عن كتب الفقه؛ لأنه ظهرت دعوة تتضمن التهوين من الفقهاء وكتب الفقه، والأخذ مباشرة من الكتاب والسنة، نقول: الأصل الكتاب والسنة، ونحن نتدين بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-؛ لكن هذه الكتب المختصرة يتخرج عليها طالب العلم بمعنى أنه يجعلها عناصر أو خطة بحث، يأتي إلى هذا الكتاب ويأخذ مسائلة، هذه المسألة الأولى في هذا الكتاب، يصور المسألة ويتصور المسألة تصوير دقيق من خلال ما فهمه من قراءة على شيخ، أو نظراً في شرح، أو حاشية أو سماع أشرطة، المقصود أن يتصور هذه المسألة تصوراً دقيقاً، ثم بعد ذلك يستدل لصاحب الكتاب على هذه المسألة، ثم بعد ذلك ينظر من وافق من الأئمة صاحب الكتاب في هذه المسألة، ثم بعد ذلك ينظر من خالف، وينظر في دليله، ويوازن إذا تأهل للموازنة، ويرجح إذا صار أهلاً للترجيح، وبهذا يخرج عالم، لا أقول: طالب علم، إذا أمكن قراءة كتاب كامل بهذه الطريقة، وقد تأهل لذلك بالإخلاص التام لله -عز وجل- وقصد بتعلمه نفع النفس أولاً، وأن يعبد الله -جل وعلا- على مراده، وأن ينفع الآخرين، بهذه النية الصالحة، وجاء مع الجادة، وسلك الطريق الذي ذكرناه، ومع ذلكم احترم أهل العلم، وأدى ما يجب عليه تجاه النصوص من احترام، وجعلها هي النبراس الذي يستضاء به، ومع ذلك جبل وفطر على حافظة قوية تسعفه عند الحاجة، وفهم يسعفه ليتصور المسائل.

فالمقصود أن التفقه بهذه الطريقة يعين طالب العلم، وييسر له الطريق، ولا يعني أننا ندعو إلى التقليد، لا، نحن ندعو إلى الاتباع، والأصل هو الدليل؛ لكن الطالب في بداية الأمر كيف يقال له: تفقه من الكتاب والسنة؟ إذا أرد أن يتفقه في باب الصلاة مثلاً وأراد أن يعمل بما في كتاب الله -جل وعلا- مما يتعلق بالصلاة، كيف يعمل في الصلاة؟ فيه الأمر بالصلاة {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ} [(43) سورة البقرة] لكن ليس فيها تفصيل، تفصيل الصلاة في السنة، كيف يأخذ أحكام الصلاة من كتب السنة؟ إذا بدأ بالبخاري يفنى عمره ويأخذ عليه وقت طويل، ولا يعرف كيف يصلي لماذا؟

لأن في صحيح مسلم أحكام زائدة على ما في صحيح البخاري، مما يتعلق بالصلاة، في سنن أبي داود، ومتى يصل إلى سنن أبي داوود؟ في سنن الترمذي في مسند أحمد في البيهقي في كذا، أحاديث كثيرة، فهو يتفقه بهذه الطريقة، ويرجع للاستدلال لهذه المسائل، فهي بمثابة خطوط يمشي عليها، خطة يمشي عليها، فإذا تفقه بهذه الطريقة مع أن الأصل لا يختلف أحد في أن الأصل الكتاب والسنة، يعني لو قلنا لطالب العلم: تفقه من الكتاب والسنة، ثم قرأ في صحيح مسلم باب الأمر بقتل الكلاب، وهذه واقعة، خرج بالمسدس فما رآه من كلب قتله، الدرس الذي يليه في باب نسخ الأمر بقتل الكلاب، ماذا يصنع؟

المقدم: يرجع يعتذر للكلاب.

نعم، بينما الفقهاء يجعلون المسألة في سطر فيما يتعلق بهذه المسألة، وأدلتها يبحث عنها في الكتب، المقصود أن مثل ما ذكرت، ورددت مراراً، وفي مناسبات أن كتب الفقه ليست دساتير لا يحاد عنها، لا، هي مجرد خطط بحث، وعناصر يسير عليها طالب العلم، وبهذا أدرك من أدرك.

نعم وجد متعصبة للمذاهب، يوجد متعصبون يرون أن قول المؤلف ملزم لا يجوز الخروج عنه، وجد في سائر المذاهب متعصبة؛ لكن هذا التعصب مذموم، وجد من يقول: لا يجوز الخروج عن المذاهب الأربعة، ولو خالفت الكتاب والسنة وقول الصحابي، يقول هذا الكلام، وجد من يقول هذا الكلام، وبالمقابل وجد من يحرم النظر في هذه الكتب.

ودين الله وسط بين الغالي والجافي، فالمسألة خير الأمور أوساطها، فنستفيد من هذه الكتب، وألفها أئمة علماء أهل علم وعمل؛ لكنها ليست دساتير ملزمة، وإنما هي بيان، تبين لنا الطريق.

الزاد نظم من قبل الشيخ ابن عتيق والشيخ سليمان بن عطية، الشيخ سليمان بن عطية نظم الزاد بأرجوزة ماتعة.

هناك مختصرات كثيرة: مثل مختصر الخرقي، وعني به الناس عانية كبيرة منذ القدم، وأخصر المختصرات وله شروح، وكافي للمبتدئ، وأيضاً التسهيل، هناك مختصرات كثيرة؛ لكن ما صدرنا به الكلام هي أهم هذه المختصرات ... ))

المصدر: سلسلة: كيف يبني طالب العلم مكتبته؟ الحلقة (3) ( http://www.khudheir.com/audio/855)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير