تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم فقهَ العبدِ عنوان إرادةَ الله به الخير فقال صلى الله عليه وسلم {من يُرِد الله به خيراً يُفَقِّههُ في الدين}

هذا المنطوق مفهومه المخالف أن من لم يتفقه في الدين لم يرد الله به خيراً {من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين} فالفقه في الدين عنوانُ إرادة الله بالعبد الخير

دلّ هذا المنطوق على أن عدم التفقه في الدين دليل على أن الله لم يرد بذلك الذي لم يتفقه في دينه خيراً، ومن هنا تعين على كل مسلمٍ أن يتفقه في دين الله عز وجل ولذلك قال صلى الله عليه وسلم {طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلم}

وعظمةُ هذا العلم وشرفُهُ تَجِلُّ عن الوصفِ والإحاطة ذلك أنها أحكامٌ تسايرُ المسلمَ وتُلازِمُه في عمومِ مسالكِ حياته فيما بينه وبين ربّه، وفيما بينه وبين عبادِه ..

لماذا البدء بالطهارة؟

ذلك لأن الطهارة شرطٌ من صحة الصلاة ولا تقبل صلاة بغير طهور كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تقبل صلاة بغير طهور.)

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7384

خلاصة الدرجة: صحيح

وقال كذلك:

(لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ.)

الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6954

خلاصة الدرجة: [صحيح]

فقبل أن نبدأ في ذكر العبادات لابد أن نبدأ بشرطها.

فما هي الطهارة لغة واصطلاحا؟

عرف الشيخ: عبد العظيم بدوي الطهارة:

لغة: النظافة والنزاهة من الأحداث.

واصطلاحا: رفعُ الحدث (سواء كان الحدث الأصغر أو الحدث الأكبر) أو إزالة النجَس من الثوب أو البدن أو المكان الذي سيصلي عليه المصلي.

وقد قسم بعض أهل العلم الطهارة إلى نوعين: طهارة معنوية، وطهارة حسية،

أما الطهارة المعنوية: فهي طهارة القلوب من الشرك والبدع في عبادة الله، ومن الغل، والحقد، والحسد، والبغضاء، والكراهة، وما أشبه ذلك في معاملة عباد الله الذين لا يستحقون هذا.

أما الطهارة الحسية: فهي طهارة البدن، وهي أيضاً نوعان: إزالة وصف يمنع من الصلاة ونحوها مما تشترط له الطهارة وإزالة الخبث.

الطهارة المعنوية: وهي طهارة القلب من الشرك والبدع فيما يتعلق بحقوق الله عز وجل، وهذا هو أعظم الطهارتين، ولهذا تنبني عليه جميع العبادات، فلا تصح أي عبادة من شخص ملوث قلبه بالشرك، ولا تصح أي بدعة يتقرب بها الإنسان إلى الله عز وجل، وهي مما لم يشرعه الله عز وجل، قال الله تعالى: (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ) (التوبة: 54)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" (45).

وعلى هذا، فالمشرك بالله شركاً أكبر لا تقبل عبادته وإن صلى وإن صام وزكى وحج، فمن كان يدعو غير الله عز وجل، أو يعبد غير الله فإن عبادته لله عز وجل غير مقبولة، حتى وإن كان يتعبد لله تعالى عبادة يخلص فيها لله، ما دام قد أشرك بالله شركاً أكبر من جهة أخرى.

ولهذا وصف الله عز وجل المشركين بأنهم نجس، فقال تعالى: (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا) (التوبة: 28)، ونفى النبي صلى الله عليه وسلم النجاسة عن المؤمن، فقال صلى الله عليه وسلم "إن لمؤمن لا ينجس" (46)، وهذا هو الذي ينبغي للمؤمن أن يعتني به عناية كبيرة ليطهر قلبه منه.

كذلك أيضاً يطهر قلبه من الغل والحقد والحسد والبغضاء والكراهة للمؤمنين، لأن هذه كلها صفات ذميمة ليست من خلق المؤمن، فالمؤمن أخو المؤمن، لا يكرهه ولا يعتدي عليه، ولا يحسده، بل يتمنى الخير لأخيه كما يتمنى الخير لنفسه، حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى الإيمان عمن لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فقال عليه الصلاة والسلام: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، ونرى كثيراً من الناس أهل خير وعبادة وتقوى وزهد، ويكثرون التردد إلى المساجد، ليعمروها بالقراءة والذكر والصلاة، لكن يكون لديهم حقد على بعض إخوانهم المسلمين، أو حسد لمن أنعم الله عليه بنعمة، وهذا يخل كثيراً فيما يسلكونه من عبادة الله سبحانه وتعالى، فعلى كل منا أن يطهر قلبه من هذه الأدناس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير